اسليدرمقالات واراءمنوعات ومجتمع

نظرية التمرد الاجتماعي

كتب : حازم مطر

أحيانا كثيرة ألوم وأعاتب نفسي لدرجة أكاد أتسبب في شقاءها, نعم إنها نظرية التمرد الاجتماعي ومنها التمرد علي الذات.

التمرد أو العصيان هو رفض تنفيذ الأوامر, ويمكن تعريفه بأنه مجموعة من أنماط السلوك الاجتماعي الموجَّه إلى أشكال السلطة الاجتماعية المختلفة ومظاهر النفوذ الاجتماعي، للخروج عليها وإعادة بنيتها في ضوء ما يتوقعونه,

وسمات ومظاهر للوضع الاجتماعي بالشكل الذي يخدم الجميع ويحقِّق أهدافهم ويعيد إليهم قدراً من السلطة والنفوذ الاجتماعي وهو يختلف عن الثورة في شرعيته الاجتماعية ومقدار تقبل الناس له وانخراطهم فيه،

وتبدأ كل ثورة اجتماعية بعملية تمرُّد تقوم به جماعة من الأفراد ثم تستقطب مجموعات أخرى من الناس حتى تعم أغلب الفاعلين الاجتماعيين وتنظم تمردهم.

كما أن التأثر بعادات وتقاليد الغرب المستوردة عبر الفضائيات الكثيرة وشبكة الانترنت له آثارُه السلوكيةُ المدمرةُ، ومنها الصد عن سبيل الله، وإضعاف أثر الدين في النفوس،

وذلك من خلال البرامج والأفلام التي تحمل في طياتها عقائد مضلة و أفكار هدامة ونقول زائفة، وما تطرحه من سلوكيات منحرفة وشبهات كثيرة تطعن في الدين، وتبث إلى الجهل من الناس من عشاق ما يسمى بالثقافة الغربية وما أكثرهم، والذين لا يعرفون من معاني الإسلام إلا الاسم، ولا من كلمة الإخلاص إلا الرسم.

وهي مبرمجة بأسلوب ماكر وتعرض بطرق ووسائل خبيثة مما يكون لها الأثر البالغ في النفوس الضعيفة والعقول الخالية والسلوك اللين. والتي تشبه بالغصن الطري الذي يتمايل مع الريح من أي اتجاه هبت وفي أي وجهة غدت.

والتمرُّد هو رفض الرأي الآخَر وهو رفض السُّلطة وإن اختلفت صورتها أو شكلها.

كما أنّه قد يكون أحياناً رفضاً للنُّظم والقوانين والأعراف المَرعيّة والمعمول بها والمُتّفق عليها.

وهو يُمثّل أيضاً نوعاً من الغضب المكبوت أو الرفض لأسلوب حياة مُعيّن، بادّعاء الرغبة في الحُرّيّة أو التعبير عن النَّفْس أو تحقيق الذّات.

إن البذرة الأولى للتمرُّد في حياة الإنسان، إنّما هي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكبرياء الإنسان.

فالكبرياء هو الخطيّة الأولى التي أسقطت الإنسان في الخطيّة، والتمرُّد هو الثمرة الأولى والمُباشرة لبذرة التكبُّر هذه.

فكبرياء الإنسان يقوده لأن يظن أنّه الأحسن وأنّه الأفضل، وأنّه الأكثر دراية وعلماً ومعرفة، وأنّه يفعل الصّواب دوماً دون أيّ إنسان سواه (بل ومرّات يصل به الأمر ليظنّ أنّه الصّواب نفسه).

ونحن نعلم جميعاً كيف أن الحيّة القديمة إبليس نجحت في خداع حواء، بإقناعها أن الله لا يريدها هي وآدم أن يأكلا من شجرة الثمرة المحرّمة، لأن الله لا يريدهما أن يكونا عالمَين وعظيمَين مثله، ممّا جعل حوّاء ومعها آدم، يتمرّدان بشكل واضح وحاسم على الله ووصاياه، ومن ثمّ يكسران وصيّته، فيقعان في الخطيّة، ومن ورائهما الجنس البشريّ بجملته.

مسلمات نظرية التمرد الاجتماعي:

1- التمرد علي الذات.

واقصد به في نظريتي تمرد الإنسان علي نفسه وعدم رضاءه عن نفسه وتوجيه العتاب واللوم دائما لنفسه والإحساس بالنقص ودائم المقارنة بالآخرين, وهذا يعود سلبا علي صحته الاجتماعية والنفسية والجسمية, ويجعله فريسة للمرض أو الانتحار.

2- التمرد علي الآخرين: وهذا يأتي من الوحدة والعزلة والانطواء والاغتراب كنتيجة طبيعية للتمرد علي الذات, والاقتناع بالآراء الفردية, وظهور العمل الفردي وانقراض فريق العمل, وقد يكون الآخرين من الأسرة أو الأصدقاء أو الجيران أو الزملاء.

3- التمرد علي البيئة الاجتماعية: والبيئة الاجتماعية المقصود بها مجمل شبكة العلاقات الاجتماعية, وينتج عن ذلك ضعف العلاقات واقتصارها علي التعارف الافتراضي ليصل للعلاقات الوهمية.

4- التمرد علي الطبيعة: التمرد علي الطبيعة هو كافة أشكال تدخل الإنسان والتفاعل مع الطبيعة.

5- التمرد علي الماضي: التمرد علي الماضي إما بنكرانه أو بالمبالغة فيها وتمني العودة إليه مرة أخري.

6- التمرد علي الواقع (طرديا مع نظريتي الهروب من الواقع 2011م(: ويأتي ما سبق ليشكل التمرد علي الواقع ورفضه ومقاومته.

7- التمرد علي المستقبل: والتمرد علي المستقبل طبقا لنظريتي يشمل النظرة السلبية والتشاؤمية للمستقبل.

8- التمرد المقلوب: التمرد المقلوب طبقا لنظريتي هو التمرد بعد إشباع الاحتياجات والوصول للتخلص من الحياة لأنها ليس بها جديد واللجوء إلي الانتحار لكشف العالم الآخر والتقدم كذلك هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى