أهم الاخباراخبار عربية وعالميةاسليدرالتقارير والتحقيقات

القافلة العربية تواصل السير في صحراء الأمل دون توقف ؟؟

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي

من البديهي أن ترسم الحروب الطاحنة على مر التاريخ معالم السياسة الدولية وتفرز دولا جديدة لصناعة القرار على مستوى العالم ، فالمنتصرون هم سادة المستقبل .

وفور أنتهاء الحرب العالمية الثانية حرصت القوى المنتصرة على أنشاء منظمة دولية سميت ب ( منظمة الأمم المتحدة ) تفسح لهم المجال بمواصلة حروبهم الغير العلنية وأستغلالهم للشعوب ولكن تحت غطاء القانون الدولي الموضوع من قبلهم ، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الوافد الجديد للمنظمة الدولية التي جاءت كنسخة معدلة من عصبة الأمم التي سبقت ولادة الأمم المتحدة بين أعوام 1919 _ 1943 .

وبمراجعة طفيفة وقراءة مبسطة لأنجازات منظمة الأمم المتحدة وهبئاتها المتعددة يتضح لنا وبشكل لاجدال فيه بأن المنظمة الدولبة هي الراعي الرسمي لحالة التردي الواضح في النظام الدولي والسبب الرئيسي لأنتهاك الأعضاء الأكثر نفوذا لحرمة القانون ، فبدل قيام المنظمة الدولية بمحاصرة الفوضى وكبح لجام التوترات ومعالجة أرهصات حقوق الأنسان ، أستعاصت المنظمة الدولية عن القيام بدورها الأممي للتفرغ لطباعة صكوك البراءة على الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن ( أمريكا ، روسيا ، بريطانبا ، فرنسا ، الصين ) ومايدو في فلكهم من حلفاء !!

ويعتقد بعض المحلليين بأن زوال منظمة الأمم المتحدة ينذر بخراب العالم وعودته إلى الحقبة الأستعمارية ، مما يضعنا أمام عدة تساؤلات عفوية ؟؟

حول أسباب تواجد القوات الأمريكية في أغلب دول العالم ، والقوات الروسية في بعض دول الشرق الأوسط وبقايا دول الأتحاد السوفيتي ، وأنتشار القوات الفرنسية والبريطانية في أرجاء أفريقيا ؟؟

ولعل تلك القوات تحاول جاهدة الحفاظ على فكرة قداسة القانون ، والدفاع عن حقوق الأنسان ، والتدخل المباشر في بؤر الصراع من أجل أيقاف شلالات الدم وتقديم المعونات الأغاثية الأضطرارية ، وليس تقديم السلاح وتأجيج الصراعات وزيادة ضبابية طرق الحل بين الأطراف المتحاربة !!

وينقصني الوقت وينقصكم سعة الصدر لذكر مجمل أسباب تدهور الوضع الدولي الراهن ومعاصراتنا أيام لا تقل بشاعة عن أوقات الحروب العالمية ، وما يهمنا بالتحديد هو تسليط الضوء على دور أحدى الدول الرئيسية بتلك المنظمة الفاسدة ، وهي واشنطن ، ولنقم بالمرور ولو سريعا بدورها التخريبي في الدول العربية ، والتطرق لحقيقة الأشاعات حول الصحة العقلية لعجوز البيت الأبيض ( دونالد ترامب ) .

فلقد باتت الأشارات الواردة عن مدى جدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتولي منصب القيادة في واشنطن

وذلك ضمن كتاب “نار وغضب”  داخل البيت الأبيض” الصادر (الجمعة 5 يناير/كانون الثاني ) ، من تأليف الصحفي الأميركي المخضرم “مايكل وولف ” ، بالأضافة إلى التقارير الواردة في بعض الصحف العالمية عن الصحة العقلية لرأس الهرم في الولايات المتحدة والمتمثل بشخص رئيسها ” ترامب ” مادة سجال وأتهامات بين أنصار الأخير وخصومه .

حيث تساءلت افتتاحية لنيويورك تايمز بالأمس عن أهلية ترمب العقلية وما إذا كان لائقا لرئاسة الولايات المتحدة ، وأوضحت الصحيفة أن السؤال مفهوم لأن سلوك ترمب في منصبه الذي يتسم بالتهور والغرابة والخداع والصبيانية والفظاظة ، مقلق للغاية ويحتاج إلى تفسير أعمق يستوعبه الشعب الأميركي لما يتوقعونه من رئيسهم التنفيذي ، وأشارت الصحيفة إلى أمكانية أستخدام التعديل الخامس والعشرين من الدستور الخاص بهذه الحالة والذي يسمح بالإعفاء المؤقت للرئيس غير القادر على أداء عمله ،

وأشارت الصحيفة إلى أن آراء العديد من الأطباء النفسيين والسياسيين نشرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حول شخصية ترمب خلصت إلى أن ترمب يمثل خطرا جسيما وفوريا على أمن أميركا والعالم .

وقد أكتسحت التقارير حول مسألة صحة الرئيس الأمريكي العقلية سوق الصحف العالمية مؤخرا ، وإن قمنا بالتسليم جدلا بأن الرئيس الأمريكي مشكوك بقدراته العقلية وغير مؤهل لتقلد منصب شرطي العالم ، هل ستتغير حقيقة تفشي عدوى الخوف من الجانب الأمريكي في أوساط دول العالم وخاصة الدول العربية ؟؟

الجواب المحير : لا !! وبمعنى أخر لو تم تنصيب “قرد” كرئيس للولايات المتحدة لحظي بذات المكانة الرفيعة ودون تجشم عناء كبير ؟؟

وذلك أستجابة لضمير العالم العربي المرتهن بشكل كلي لأجندات الدول الكبرى !!

ولعل ماجاء ضمن كتاب “نار وغضب: داخل البيت الأبيض” حول الرئيس الأمريكي وصحته العقلية سيشكل مدخلا جديدا لأعادة فتح ملف علاقة دونالد ترامب بالجانب الروسي على مصراعيه وذلك خلال فترة الأنتخابات الأمريكية ، حيث يخيل للمتابع بأن تلك الدلالات والمؤشرات الواردة ضمن الكتاب حول القوى العقلية للعجوز ترامب ستخفف من وقع الصدمة على الأمريكيين في حال أستمرار الضغوط والتحقيقات الناجمة من قبل لجنة التحقيق حول الواقعة وتوصلها إلى نقطة الأتهام المباشر للرئيس الأمريكي بالتخابر مع الجانب الروسي ؟؟

حيث ليس على المجنون حرج !!

حيث يكمن المأزق الحساس لترامب هو تطرق الكتاب إلى العلاقة المثيرة للجدل بين الرئيس ترامب وطاقمه والطرف الروسي !!

ويروي وولف ( مؤلف الكتاب ) أن لقاء تم بين ابن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب جونيور وصهره جاريد كوشنر من جهة ؛ ووفد روسي من جهة أخرى، عرض أخيرًا على حملة ترامب معلومات تسيء لسمعة منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية 2016 ، وهو ما وصفه ستيف بانون بأنه “خيانة” ، ويضيف بأن ترامب كان على علم باللقاء، وهو ما ينفيه الرئيس . وتعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا حاولت التأثير على مجرى الانتخابات لصالح ترامب ، وعُين مستشار خاص، وهو روبرت مولر، للتحقيق في المزاعم ذات الصلة.

ونفت كل من روسيا والرئيس الأمريكي، هذه الاتهامات .

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه من “غير المحتمل” أن يلتقي روبرت مولر ، المسؤول عن التحقيق بشأن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة .

وجدد ترامب نفيه وجود أي تواطؤ،

وأضاف: “سأرى ماذا سيحدث”. وضمن ذات السياق ، وهنا داخل المربع العربي المهترىء ، يجب أن تظل قضية نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس وأعلان “ترامب” المدينة العربية عاصمة للكيان الصهيوني ، هي العنوان الأبرز للأجندة الأمريكية العدائية ضد الدول العربية ، وذلك في حال بقاء فلسطين أو عاصمتها القدس نقطة ألتقاء الشعوب العربية ؟؟

وكما يتذرع ترامب بحقيقة وراثته المشاكل الدولية من أسلافه ، بدأت بعض الأوساط العربية تتباكى على تاريخ أسلاف الأخير قياسا لعمليات السطو على الأموال العربية وتحريف خارطة الشرق الأوسط تحت قيادة عراب واشنطن العجوز ، أي أن باراك أوباما كان خير حليف للدول العربية ؟؟

وبمناسبة ذكر أوباما ، فقد كرر ضابط الشرطة السابق ، جو أربايو ، الأربعاء ، المزاعم حول شهادة ميلاد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قائلا في لقاء مع CNN إن شهادة الولادة “مزيفة”، ليعود إلى الجدل الذي دار خلال عهد أوباما بينه وبين خصومه حيال القضية التي تعد شرطا أساسيا من شروط تولي الرئاسة في أمريكا .

وقال أربايو، في لقائه مع CNN: “لا شك في ذلك، ولدينا الدليل، وأنا لن أسرد كل التفاصيل، لكن نعم، انها وثيقة مزورة” . ترامب رجل المال الأمريكي الفذ ، المحبوب عربيا ؟؟

غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عودته من جولته الخارجية الأولى منذ توليه السلطة بان “جرابه” يزدحم بحوالي نصف تريليون دولار على شكل صفقات أسلحة باعها للعرب ، وللسعوديين منهم خاصة، والتي من شأنها خلق مئات الآلاف من الوظائف للامريكيين .

فالعرب الذين عقدوا له القمم ، واكرموا وفادته ، ورقصوا طربا واحتفالا بمجيئه ، وحشدوا له زعماء وممثلي 56 دولة إسلامية للتصفيق لخطابه الذي اتهمهم وعقيدتهم بنشر الارهاب في العالم .

فيال سعادة الشعب الأمريكي بترامب ” المجنون ” جالب المال و خالق فرص العمل !!

وبالعودة إلى القضية الجوهرية وهي مسألة شرعية مدينة القدس كعاصمة لفلسطين ، فقد حقق ترامب وعوده للصهيانة بنقل السفارة ، في حين لم تغادر ردود الأفعال العربية الرسمية مربعات الأستنكار والتندبد مختبأة خلف جدران التواطىء مع واشنطن لأتمام تلك الصفقة !!

فترامب لم يكن يترك فرصة تمر خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016 دون أن يؤكد أنه سيبادر فور فوزه بالرئاسة إلى نقل سفارة بلاده إلى القدس ، وقد صدق وعده . ممادفع وزير النقل الإسرائيلي Yisrael Katz إطلاق اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على محطة قطار سريع يجري بناؤها حاليا قرب حائط البراق .

وعلى أنغام الشعارات العربية المستهلكة الصادرة عن المظاهرات العربية الأيلة نحو الأضمحلال والزوال ، ذكرت تقارير عبرية بأن الحكومة الأمريكية اشترت فندقا في القدس تمهيدا لنقل سفارتها إليه، تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل .

وقالت القناة السابعة العبرية إن الفندق المشار إليه هو فندق دبلومات، ويقع جنوبي شرق القدس المحتلة، وتعمل فيه دائرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية .

وأخيرا عزيزي القارىء ، فما بين رئيس زور شهادة ميلاده ” باراك أوباما ” وأخر مشكوك بقواه العقلية ” دونالد ترامب ” تتابع القافلة العربية سيرها في صحراء الأمل اللامتناهية الحدود بغية الوصول إلى واحة رئيس أمريكي جديد ينصف الأمة التائهة !!

ولن ينصف المظلوم أحدا مالم ينتفض للدفاع عن نفسه ؟؟

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى