أخبار مصرأهم الاخباراخبار عربية وعالميةاسليدرالاحزاب والقوى السياسيةمقالات واراء

لماذا خسرت مشيرة خطاب ادارة اليونيسكو ؟

بقلم سعيد الشربينى

مشيرة الخطاب : هى وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة و ثانى سيدة تتولى منصب وزير الدولة لشئون الخارجية .

خريجة كلية سياسة واقتصاد عام 1967 حيث تخرجت بمرتبة شرف.

وعملت كسفيرة لمصر في عدة دول وعملت على توثيق علاقة مصر بتلك الدول .

شغلت منصب وزارة الدولة للأسرة والسكان في وزارتي أحمد نظيف و أحمد شفيق، كما شغلت منصب سفير مصر في تشيكوسلوفاكيا و جنوب افريقيا، حصلت مشيرة خطاب على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1967، وفي عام 2016 رشحتها مصر لشغل منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو.

فى شهر يوليو 2016 أعلن المهندس / شريف اسماعيل بأن مصر ترشح الدكتورة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسيكو وهذا خلال مؤتمر ” مصر واليونسكو والقضايا الثقافية” الذى أقيم في المتحف المصرى .

وحظيت الدكتورة مشيرة على دعم وموافقة العديد من الهيئات والشخصيات البارزة على رأسهم حصول مصر على موافقة أفريقيا خلال مؤتمر القمة الأفريقية بعاصمة رونداو بهذا فهى مرشحة القارة الأفريقية الرسمية و ذات جنسية مصرية مما يرفع من فرص نجاحها ويعتبر هذا الترشبح الثانى لمصر حيث سبق ورشحت وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني في 2009

و كما صرح رئيس الوزراء ان قبل ترشيحها تم عرض المقترح على عديد من الدول وقال معقلا على ردد الافعال :”إيجابية للغاية في ضوء التاريخ الدبلوماسي والميداني الحافل للمرشحة المصرية واتساق خبراتها مع مجالات عمل منظمة اليونسكو.” كما انها حظيت بدعم المجلس القومى للمرأة.

ملائمتها للمنصب تاتى من خبراتها السابقة والعديدة في المجالات الأكثر استهدافاً من اليونيسكو مثل التعليم وحقوق الانسان ومكافحة التمييز ومنع الاتجار بالبشر.

و تلك المجالات سبق ان عملت بها الدكتورة وتناولتها مثلا في قضية الاتجار بالبشر فهى كانت ضد سماسرة زواج القاصرات من أجانب، بالاضافة إلى الخبرات المهنية التي سمحت لها يالتدرجها في المناصب في وزارة الخارجية المصرية لتصل لمنصب وزيرة الاسكان

والسؤال الاهم هنا : هل كل ذلك يشفع لها بالفوز بأدارة اليونيسكو فظل التحديات الجسام التى تلاحق مصر على المستوى الخارجى والداخلى ؟
والاجابة هنا .. لا .

وهذا ما اكدته نتائج الانتخابات التى اجريت بالأمس مما يؤكد بأننا لدينا قصورآ بالسياسة الخارجية فى قرأة الواقع من حولنا قبل الاقدام بالدفع بمرشح يمثل مصر والعرب لأدراة اليونيسكو.

ففى ظل الحرب المعلنة التى تشنها قطر وبعض الدول العربية والافريقية المتخفية خلف عباءة القومية العربية وهى فى حقيقة الامرترتدى عباءة الصهيونية العالمية والتى كان يجب علينا قرائتها وبشكل واقعى بعيدآ عن فخذ العين والابتسامات والقبلات والاحضان.

وكان لازامآ علينا ان نعى وندرك جيدآ بأن الفكر السائد والمعارض لفوز مرشح عربى من قبل الغرب هو العدو الاكبر .

حيث لم ينجح اى مرشح عربى قط منذ تأسيسها عام 1945ان ينتخب ليكون المدير العام لليونيسكو ولهذا يجب ان يتفق العرب على مرشح واحد مما يزيد من فرصتهم .

والسؤال الاهم والاكثر واقعية : منذ متى واتفق العرب فيما بينهم ؟

فقد رشحت قطر وزيرها للثقافة السابق مستشار الأمير الحالي للشئون الثقافية / حمد الكواري- لمنصب المدير العام لليونيسكو، وبهذا يجب ان يتسابق المشرحان العربيان للحصول على دعم الدول العربية السبعة التي لها حق التصويت في الانتخابات، وهي مصر والمغرب والسودان وقطر ولبنان وسلطنة عمان والجزائر وهذا ما قد يؤثر بالسلب ليس فقط على فرصة نجاح مشيرة ولكن ايضاً على فوز مرشح عربى بالمنصب

هل ادركت الخارجية المصرية ذلك وعملت له قبل الاقدام على خوض انتخابات اليونيسكو ؟

نعم نعلم جميعآ بأن مرشحة فرنسا يهودية مغربية ونعلم بأنها جزء كبير من اللوب الصهيونى الفرنسى الذى يتحكم الان وبشكل كبير وملحوظ فى منظمة اليونيسكو.

ولكن نعلم ايضآ بأننا خارج التصنيف العالمى للتعليم والثقافة وهذا ما نجح فيه اللوب الصهيونى طوال العقود المنصرمة لكى يخرجنا عن التصنيف العالمى بعدما اتبعنا سياسة التباعية والانقياد .

بصرف النظر عن مشاركة الصين التى حصلت على خمس اصوات فقط علمآ بأنها اكثر تقدمآ على المستوى التعليمى والثقافى .

ولكن كانت مشاركتها غير جادة أو فعالة فلا يمثل لها الترشح غير التمثيل الشرفى فقط فلا يقاس ذلك على اخفاقنا فى الترشح لأدارة اليونيسكو

المسآلة وبأختصار أن ننظر الى واقعنا الثقافى والتعليمى دون ان ندفن رؤوسنا فى الرمال ودن ان نكدب على انفسنا من خلال شعارات جوفاء .

والسؤال الذى يجب ان نتوقف امامه : ماذا لو قدر لنا الفوز بأدارة اليونيسكو .

ونحن خارج التصنيف العالمى للتعليم والثقافة هل حقآ نستطيع ان نقدم للعرب والعالم من حولنا استراتيجية جديدة تصب فى العلم والثقافة والحفاظ على تراثنا العربى والاسلامى؟

كيف : وفاقد الشئ لا يعطيه .

لابد لنا بأن نتحول من نظرة الوطنية العمياء التى تعتمد على الشعارات والهتافات وتبتعد عن الواقعية .

علينا ان نعيد حساباتنا فى جميع من حولنا وترتيب الاوراق والعمل الجاد والفعلى من أجل العودة فى السنوات القادمة والفوز بمنصب مدير اليونيسكو .

وعلى السياسة الخارجية تغير استراتجيتها كى تستطيع قراءة الواقع على الارض بعيد عن المفاخذات التى لا تؤدى بطبيعة الحال الا للهزائم والاخفاقات .

فالأصرار على النجاحات والتقدم يحتاج الى عين ثاقبة ترى الواقع دون زيف كى لا نكتفى بشرف التمثيل الذى مازلنا نردده مثل البغبغاء .

( حمى الله مصر شعبآ وقيادة وجيشآ من كل مكروه وسوء

زر الذهاب إلى الأعلى