اسليدرمقالات واراء

متى نتعلم لغة الحوار والمناقشة من أجل الوطن ؟

بقلم / سعيد الشربينى
من المؤسف ان نفقد لغة الحوار والمناقشة البناءة وتبتعد بنا المسافات فى الفكر والرؤى ونلتف بعباءة الوطنية العمياء التى لا ترى ولا تسمع الا صوتها فنصبح كالأنعام بل اضل سبيلآ .

من منا ينكر ان هذا الوطن يعيش تحت جلودنا يسكن فينا نولد بعشقه حب الوطن لدينا غريزة فطرية لا نختلف عليها .

ولكن اذا ما اردنا التقدم والرقى والحاق بركب تقدم الدول من حولنا فلابد لنا من ان ننظر الى الوطن بعقولنا وليس عواطفنا ومشاعرنا العمياء .

وعلى ما اعتقد بأن هذا هو فكر الرئيس ذاته وما ينادى به دومآ فالجميع شركاء فى بناء هذا الوطن داخليآ وخارجيآ وجميعنا بشر نخطئ ونصيب فأذا ما كان هناك خطأ فلزامآ علينا العمل على تصويبه بالحوار والمناقشة البناءة .

وليس بالأتهام والمزايدة والوطنية العمياء .

فعندما نطرح قضية من قضيانا الملحة نطرحها من اجل الحوار حولها والوصول بها الى درجة التصويب التى تصب فى صالح وطننا لا نمجد فى ذلك الاشخاص سواء اصاب أو اخطأ ولكن نتحاور ونناقش كى نقف عند اخطائنا ونصحح مسارها .

لقد لاحظنا خلال هذه الايام كلما طرح منا قضية ما على الرأى العام تنهال عليه الاتهامات بالتخوين والعمالة ووصفه بالجيل الخامس والرابع والسادس أو اخوان وبتنجان وكلام من هذا القبيل مما يدل على ضعف ثقافتنا فى الحوار والمناقشة التى سبقنا لها العالم من زمان بعيد ومن أجل ذلك تقدموا وارتقوا .

نرى فئات ممن يزعمون بأنهم اهل الفكر والثقافة والمعرفة هم انفسهم من يسددون اراء عمياء لاترتقى حتى الى درجة الفكر البسيط .

لقد عانينا كثيرآ من قبل من مثل هؤلاء الذين رسموا الهالات وصنعوا من البشر الهة استعبدونا فتخلفنا ووصلنا الى ما نحن فيه الان .

يا سادة كلنا وطنين مصريين نختلف من اجل الوطن ولا نختلف عليه وهذه ظاهرة صحية فى بناء الاوطان انظروا الى الشعوب من حولكم تعلموا كيف تطرح قضاياهم وكيف يفكرون بها .

فالعمل الوطنى فرض وواجب على كل مواطن يعيش على ارض هذا الوطن لايحتاج منا الثناء والشكر بل يحتاج الى المساندة وتقديم الرؤى والفكر ومساعدة القيادات والحكومات .

يجب علينا عندما نرى أو نلمس اخطاءآ هنا أو هناك نجتمع على تصويبها وليس دفن رؤسنا فى الرمال .

الم تقرؤا التاريخ ؟

الم تتعلموا ماذا فعل محمد على الالبانى وليس المصرى عندما اراد النهوض بالدولة فأهتم بأمور اربعة اساسية وهى ( التعليم – الصحة – الزراعة – الصناعة ) ؟

اين نحن من ذلك ؟

هذه الاسس الاربعة هى التى جعلت مصر فى السابق من اعظم دول العالم سياسيآ وعلميآ واقتصاديآ وجماليآ.

كيف يتثنى لنا ان نبدأ من اعلى فروع الشجر ونترك الجذور عفنة ؟

يا سادة ان لم نهتم بهذه الاسس الاربعة اولآ فكأننا مثل الذى يملأ ماء من البحر ليقيه فى البحر .

واذا لم نتعلم لغة الحوار والنقاش البناء ونبتعد عن ثقافة التخوين والعمالة العمياء لن ولم نتقدم خطوة واحدة .

فأذا ما طرحت قضية وطنية كان لازامآ علينا مشاركتها بالفكر والرؤى وان لم نملك ذلك فعلينا السكوت كى نتعلم لغة الحوار المتآدب .

فالأوطان لاتتوقف بنائها عند الاشخاص ذاتها بل بعزيمة وفكر ورؤى الشعب المتحضر الواعى والمثقف .

فالعقل نعمة من نعم الله على الانسان كل الانسان ولن يمنحها الله لشخص دون الآخر الا ما رحم ربى فجميعنا شركاء فى بناء الوطن بالحوار والنقاش البناء

ونترك آفة التخوين والعمالة والمزايدة الوطنية لأنها آفة تدمر الاوطان .

( حمى الله مصر شعبآ وقيادة وجيشآ من كل مكروه وسوء )

زر الذهاب إلى الأعلى