مقالات واراء

الأمن القومى……والحاد الشباب

يتحدث المقال عن ظاهرة الحاد الشباب . وانخراط اعداد من الشباب فى الظاهرة.وينوة كاتبنا الى ان شبكه المعلومات الدوليه الانترنت ساهمت فى انتشار هذة الظاهرة.

                                                       بقلم..     لواء أ ح / محمود ضياء

زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا

الأمن القومى……والحاد الشباب

..هل ينتشر فى المجتمع المصرى حالياً ظاهرة “إلحاد” الشباب ؟ هذه القضية أضحت إحدى القضايا التى يتم مناقشتها فى الأوساط الإجتماعية المختلفة، نتيجة لما يشاع حول إنخراط أعداد كبيرة من الشباب فى هذه الظاهرة، هل ساهمت شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” ومواقع التواصل الإجتماعى والإعلام غير المسئول فى إنتشار هذه الظاهرة وسرعة تداول أفكارها وتكوين مجموعات تحمل هذه الأفكار الشاذة والمرفوضة من كل الأديان السماوية، وماهى إنعكاسات ذلك على الأمن القومى المصرى فى دولة لا تعترف سوى بالديانات السماوية ومعظم المواطنين إن لم يكن جميعهم مسلمين ومسيحيين متدينين بالفطرة، ويرفضون اللادينيين، وفى ظل عدم وجود دراسات أو إحصاءات واضحة وحقيقية لأعداد الملحدين فى مصر يمكن الإعتماد عليها بشكل جاد، فيصعب علينا تحديد رقم دقيق أو حقيقى حول أعداد الملحدين أو معدلات تزايدهم أو تناقصهم وأماكن تواجدهم وأفكارهم وأسباب لجوئهم للإلحاد وكيف تم إنخراطهم فى هذه الفئة، فالمتوافر بين أيدينا دراسات تنسب إلى جهات بحثية سواء مصرية أو غير مصرية أفرزت نتائج وإحصاءات غير معروف مدى مصداقيتها أو المعايير العلمية التى إعتمدت عليها، الأمر الذى يثير الشكوك حول نتائجها وأسباب نشرها فى توقيتات زمنية معينة، والهدف منها، مع إيماننا الكامل بوجود هذه الظاهرة، التى تستحق الدراسة لؤدها فى المهد قبل أن تستفحل، وندخل فى دوامة عقد اللجان والندوات والمؤتمرات وورش العمل، فى محاولة لمحاصرة الظاهرة ووقف نموها، وإعادة تصويب الأفكار.

هناك قاعدة أساسية فى أى مجتمع وهى “كلما زاد التطرف الدينى زادت نسبة الإلحاد” لأن النفس البشرية بطبيعتها متمردة وعندما يغالى المتشددون فى الدين ينفر الشباب منه، ويحدث لضعاف الإيمان ومن لا يملكون عقيدة قوية ردة عقائدية.

وبداية دعونا نبحث سوياً ما هى الأسباب التى تساهم فى إنتشار هذه الظاهرة، إعتماداً على أراء العديد من المتخصصين فى كافة المجالات، والتى أوجزها من وجهة نظرى المتواضعة فى فى الأتى ( حالات مرضية مصابة بالمرض النفسى المسبب للهلاوس – فكراً شاذاً يتمثل فى الكفر أو إنكار كل الثوابت الدينية فى المجتمع – إنخفاض مستوى الوازع الدينى – إنحسار دور المدرسة والمنزل فى زرع القيم والأخلاق السوية فى نفوس الأبناء – البرامج الإعلامية الخالية من الفكر والمهنية الإعلامية والتي تزيد من خلق فرص جديدة للبلبلة فى نفوس العامة من المواطنين – عدم وجود رقابة على مواقع ووسائل التواصل الإجتماعى – عدم وجود الشخصية الدينية المقنعة التى تجذب المواطنين خاصة الشباب أمثال الشيخ الشعراوى – إهتزاز صورة الرموز الدينية فى نفوس وعقول الشباب – عدم قيام مؤسسات الدولة المختلفة بأدوارها – قصر الحلول فى التصدى لأى ظاهرة دائماً على الحل الأمنى – مطالبة بعض الفنانين بالإباحية والسفور والتشبه بالغرب فى تقاليدهم وعاداتهم خاصة فى الزواج تحت دعاوى التحضر وحقوق الإنسان – المشكلات الإجتماعية – إنتشار الفقر والجوع والجهل والرغبة فى التصدى أحياناً للتيارات السلفية والمتشددة – عدم قدرة عديد من رجال الدين على إقناع الشباب وإفتقادهم للتأهيل العلمى المناسب لإدارة حوار أو نقاش حول الكثير من الأمور الغيبية الأمر الذى يزيد حيرة المتسأل ويدفعه للجوء للأنترنت للحصول على الإجابة – إنتشار خطاب دينى متطرف – العنف الذى تمارسه بعض الجماعات الإرهابية التى تنتهج الوحشية والترهيب والذبح بإسم الإسلام دفعت بعض الناس إلى التشكيك فى مبادئ الإسلام – تغلغل الإسلام السياسى فى الحياة الخاصة والعامة – تأثر العقلية المصرية بالغزو الفكرى من الخارج – سياسات ومناهج التعليم – الإرهاب الفكرى حيال الرأى الآخر – دور القوى الخارجية الساعية لتنشئة عقل المسلم على حالة من الشك فى الدين ).

          بعد أن إستعرضنا أسباب الظاهرة وتداعياتها على الأمن القومى نبحث سوياً أيضاً فى الحلول الممكنة لنضعها بين أيدى المسئولين لنقوم بدورنا فى الحفاظ على الأمن القومى لهذا البلد الأمين والذى يتعرض خلال الفترة الأخيرة لهجمة شرسة تستهدف هدم قيمه وتغييب هويته ونشر الطائفية فى المجتمع لتكون الأداة لتفتيته، والتى يتمثل أبرزها فى، أهمية دراسة الظاهرة بشكل علمى وميدانى بواسطة جهاز قادر على الإحصاء الصحيح والدقيق للخروج ببيانات موثوقة يمكن التعامل معها لتحديد حجم المشكلة والحلول الناجعة للتصدى لها، ضرورة تغيير طريقة التعامل مع الشباب فالمدرسة يجب أن تعود إلى ممارسة دورها فى غرس تعاليم السلوك القويم والأخلاق النبيلة، كذلك يبرز أهمية دور الأسرة فى تنشئة وتهذيب أفكار النشء لتشكل بذلك كل اوجه الوعى الصحيح لديهم المبنية على الفضيلة ومكارم الأخلاق فضلاً عن الرقابة على المحتوى الذى يقومون بمطالعته على مواقع التواصل الإجتماعى، بالتوازى مع إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل حضارى يتوافق مع عصر المعرفة، وتطوير أداء المؤسسات الدينية ووسائلها الدعوية للوصول إلى قطاعات الشباب والتواصل معهم وعدم تركهم فريسة للمواقع المشبوهة التى تبث ما يخالف فكر وفطرة المجتمع المصرى المتدين، تنسيق جهود كافة المؤسسات المعنية بالدولة – “الأزهر – الكنيسة – وزارات الثقافة والشباب والرياضة – منظمات المجتمع المدنى وخلافه” لحماية الشباب وتحصينهم ضد المساس بعقائدهم عن طريق شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”، نشر الثقافة الدينية المعتدلة، إنتاج مواد فيلمية مشتركة بين الأزهر والكنيسة تؤكد على توحيد المفاهيم عن وجود الله، إعادة طبع ونشر الكتب والمطويات والكتيبات التى تفند هذه الظاهرة الخطيرة، وإنشاء مواقع على الإنترنت بواسطة المؤسسات الدينية تتصدى لتلك الظاهرة وتنشر الأفكار الوسطية والصحيحة عن الأديان السماوية، وبما يساهم فى تحصين الشباب، عقد لقاءات مع من إنضم إلى هذه الفئة الضالة بواسطة قيادات دينية مؤهلة وذات قبول وقادرة على الحوار الدينى والعلمى لإعادة تأهيل هؤلاء الأفراد وتصويب فكرهم.

وأخيراً وليس بأخراً إن عدم التصدى الجاد لهذه الظاهرة وإستمرار تجاهلها والتهوين من تداعياتها وإشارة بعض المؤسسات المعنية بالدولة إلى أنهم مجموعة صغيرة لا تتعدى المئات سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومى المصرى، وسيطالبون مستقبلاً بحقوق ممارسة معتقداتهم دون تدخل من الدولة أو المجتمع، وسيجدون أنصار لهم ممن يدعون بجماعات حقوق الإنسان والحريات من الخارج والتى ستمارس ضغوطاً على الدولة لمنحهم حقوقهم،
مما سيؤدى إلى خلق نوع من التوتر بين مؤسسات الدولة المعنية وتلك المنظمات والدول الراعية لها، فضلاً عما سيشكله من إنقسامات داخل المجتمع المصرى، لذا نطالب كافة الجهات المعنية بعدم ترك الأمر حتى يستفحل ويزداد العدد ولا نستطيع مواجهته والتصدى له.

حفظ الله مصر وأهلها وجيشها.

مقال ارسل وروجع بمعرفه الاعلامى/ سمير المسلمانى رئيس التحرير 

زر الذهاب إلى الأعلى