أهم الاخبار

وهن بلا وطن

كتبت/شيماء رميح

أخطو خطوات مستقيمة علي شاطيء مشاعري يتجول معي لحظي الحزين كلما داعب الموج أهدابي ندمت علي الترحال، ما أكثر الأماكن المزدحمة هنا ! خليط من الأجناس الكثيرة يداهمون بصري تاركين بروحي اللاشيء ، تتخبط عيناي بهم .
تلك الهندية بشعرها الغجري وذاك المجري يضع السماعات في أذنيه محدثا ضوضاء بفيه لا يشعر بها وتلك الفليبنية تلاحق أطفالها،وهذه الأمريكية تمارس رياضة المشي حاملة قنينتها في يدها ؛عيناي تلتقطهم كطفلة تعلقت عيناها بفيلم كرتوني ممل ولا مفر من المتابعة.أطياف الروح المصرية تطاردني.
تنهيدة تخرج من حلقي لا يسمعها سواي كم تاقت عيناي لصوت يتهجي حروفا باللكنة المصرية ،وما أقساها الغربة وما أقصاه الوطن أبحث في عيون المارة عن ملامح تحمل دم بلادي يتسع الشاطيء من حولي ويضيق في ذات الآن ،أحاول أن ألتقط ذرات الأكسجين لأتنفس فتخنقني ويضيق قلبي من العد .هيا واحد اثنان ثلاثة أُلْهي خطواتي بالعد تارة وتارة أخري بأذكار الرب ، أمارس رياضتي المفضلة أتمشي سريعا ويسير بجانبي شريط طويل من الذكريات ربما يستريح فكري في نسج الماضي لعله يلتمس حنو الوطن ،وما أكثر برودة الجو هنا فلا ألف معطف ولا ألف موقد يمكنه ان يمنحني الدفء وأنا هنا في ثلج الغربة أتنفس برد .
أتذكر مدرستي ؛معلمتي؛أمي وفطور الصباح ودرج بيتنا الطويل تخطوه أمي معي خطوة بخطوة نراجع سويا دروس الاختبار ؛شرفة منزلنا ؛أصدقاء العمر.الجيران والبيوت والأحداث وعلم بلادي يلوح لي من مدرستي كحمامة رشيقة أدركت جم جمالها فراحت تتباهي به كل يوم.
أنحرف عن طريقي المستقيم ؛يتجه بصري لبيت من رمل ،أتجه بحدسي نحو البيت ،أجدملاكا ينحت في فن ،يحبو قلبي إليه ،مصري تفضحه عيونه، تعلن عن جنسيته،تعلو وجهه إبتسامة نقية ولحظ يعبث في خفة ظل، أحتضن كلامه وحديثه و يداهمنا غدر الموج ،تتناثر حبات الرمل و ينوح الصبي وينوح القلب . أجثو علي ركبتيي في وهن ويشرد ذهني ، كيف أخبرك صغيري ؟ألا تكترث مهما أتقنت النحت سيظل ضعيفا هذا من رمل. مرجعونا لبلادنا نبني القصور ولا يهدمها أبدا نوح.
بقلم /شيماء رميح

 
زر الذهاب إلى الأعلى