أهم الاخباراسليدرالأدب و الأدباء

وتأبـى النـدالة أن تفـارق أهلــها

محمد عطية
النذالة رذيلة، بل “ام الرذائل”، وابشع انواع السقوط النفسي والاخلاقي·· ربما لانها خصيصة عابرة لاحط الطباع والمواصفات، وجامعة لاردأ المثالب والقبائح والفضائح، وعائدة على اصحابها الانذال بوافر العار  والاحتقار، وعلى ضحاياها المخذولين والمنذولين بعظيم الوجع والفزع والفجيعة·
النذالة سباحة في مستنقع الخسة، وقراءة في قاموس الغدر، وسياحة في خارطة الدجل، وهبوط في مدرج الجبن، وسقوط في احضان الخداع والتدليس، ودوام يومي في مدرسة الجحود ونكران الجميل ونسيان المعروف·
النذل هو الخسيس هو الاناني حد التخمة، والمتذبذب وفق الظروف، والمتقلب ابتغاء المكسب والمنصب، والمتذلل للقوي والمتجبر في الضعيف، والمتنكر للشقيق والصديق عند الامتحان ووقت الشدة، والمترخص الساعي بين الناس بالدس والوقيعة والنميمة والتأليب وايغار الصدور·
للنذل اكثر من صفة حيوانية وسلوك وحشي، فهو الحرباء التي تغير لونها كل ساعة، وهو العقرب التي تلسع على حين غرة، وهو الكلب الذي يستقوي على الصغار ويستخذي امام الكبار، وهو الذئب الذي يأكل لحم اخيه الجريح حتى قبل موته، وهو الخنزير الذي يفتقد الغيرة والحمية حتى على انثاه، وهو الثعلب الذي يجيد فنون المكر والاحتيال والمراوغة·· مصداقاً لقول الشاعر 
ولا خيرَ في ودِ إمرئٍ متملقٍ
                                   حلوُ اللسانِ وقلبهُ يتلهّبُ
يلقاكَ يحلفُ انه بكَ واثقٌ
                                   واذا توارى عنكَ فهو العقربُ
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً
                                   ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ
منذ قديم الزمان، احتقر العرب فعل النذالة والانذال، وعبروا عن ذلك شعراً ونثراً، واعتبروا النذالة نقيضاً للفضيلة بمختلف اطيافها، ومستودعاً للمثالب والمعايب والنقائص بكل تنويعاتها واصنافها، فلا رابط او جامع او همزة وصل بين النذالة – مثلاً – وبين الشهامة او المروءة او الكرامة او الرجولة او البطولة، او كل ما يتصل بالقيم السامية والاخلاق الحميدة والسجايا النبيلة المعطرة بالاباء والعطاء والنخوة والكبرياء·
ولعل اجمل ما قرأت شخصياً من تراتيل وتسابيح الشعر العربي المعتق، بيتين من شعر ابي الفتح البستي حول النذالة والانذال، قال فيهما··
اذا ما اصطحبتَ امرأً فليكنْ
                               شريفَ النجادِ ذكيَ النسبْ
فنذلُ الرجالِ كنذلِ النبات
                               فلا للثمارِ ولا للحطبْ
والـوفـــــــــــــــــاء
 هو خصلة اجتماعية خلقية تتمثل في التفاني من أجل قضية ما أو شيء ما بصدق خالص والوفاء أصل الصدق، وبمعنى آخر هو صفة إنسانية جميلة، عندما يبلغها الإنسان بمشاعره ومحسوسياته فإنه يصل لأحد مراحل بلوغ النفس البشرية لفضائلها، والوفاء صدق في القول والفعل معاً، والغدر كذب بهما، والوفاء يلزم القيم السامية والمثلى للإنسان، فمن فقد عنده الوفاء فقد انسلخ من إنسانيته، وقد جعل الله الوفاء قواماً لصلاح أمور الناس.

اما  أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة.

من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الحب في قلوب جبانة.
إذا كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ وإذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظا.
أكثر الناس حقارة هو ذلك الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده.

زر الذهاب إلى الأعلى