الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** ضاحية حلوان **

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

 

حلوان أحد ضواحي جنوب القاهرة الراقية القديمة التي تقع على شاطئ النيل وهي تابعة لمحافظة القاهرة والتعداد الرسمي لضاحية حلوان حسب تعداد عام 2006م حوالي 644 الف نسمة وهي
واحدة من أقدم مدن مصر وكانت في الأصل مدينة فرعونية وفيها يوجد أول سد مائي في التاريخ تم إنشاؤه بمنطقة وادى جراوى جنوب التبين في عصر ما قبل الأسرات ولكنه إندثر وإندثرت معه المدينة عبر العصور إلى أن أحياها عبد العزيز بن مروان والى مصر من قبل الأمويين وكان قد خرج من الفسطاط العاصمة حينذاك متجها إلى الجنوب بعد أن دب الوباء في الفسطاط فأعجبته حلوان فإتخذها عاصمة مؤقتة لولاية مصر وأنشأ بها الدور والقصور وغرس فيها البساتين إلى أن توفي فيها فنقل منها إلى الفسطاط عن طريق النيل وفيها ولد إبنه أمير المؤمنين الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وعبر العصور إندثرت حلوان الأموية أيضا ولم يبق منها شيئا إلي أن جاء عصر عباس باشا الأول فأعاد إكتشاف حلوان وقد لعب القدر وحده دوره في ذلك حيث أصيب أحد جنوده بمرض جلدى فإغتسل من مياه العيون الكبريتية المتواجدة بمنطقة حلوان فشفى وأخذ الجنود المرضى يتدافعون على العيون طلبا للشفاء فوصـل الأمر إلى عباس باشا الأول فأمر ببناء حمام على هذه العيون ……
ثم جاء بعد ذلك عهد الخديوى إسماعيل فشرع فى إنشاء مدينه جديدة بمنطقة حلوان حينما كلف محمود باشا الفلكى بعمل المخطط العام لها كما قام الخديوي أيضا بإرسال احمد أفندي السبكى فـى 12 من شهر المحرم عام 1285 هجرية كى يباشر تقسيم الأراضي المجاورة للحمامات الكبريتية وبلغت حلوان شهرة عالمية بداية من ذلك الوقت في عام 1868م حينما قام الخديوى إسماعيل بالبحث عن أى عيون أخرى كبريتية بالمنطقة وعندما إكتشفها فى السنة التالية شرع فى بناء بنايتين أحدهما مركز للعلاج بالمياه المعدنية الكبريتية والثانى فندقا للسائحين والمرضى وكان ذلك إيذانا بصدور الأمر العالي بإنشاء مدينة حلوان الجديدة وبذلك أصبحت حلوان منتجع سياحي إستشفائي لتواجد عيون المياه الكبريتية بها ودفء جوها خلال فصل الشتاء وبني فيها أيضا الخديوى إسماعيل قصرا لأمه سمي قصر الوالدة باشا عام 1877م مما شجع الكثير من أفراد العائلة الحاكمة والأعيان والأثرياء علي بناء قصور وفيلات لهم بها والإنتقال للسكن فيها وقد إستدعي ذلك إنشاء خط سكة حديد لربط الضاحية الجديدة بالمدينة الأم والذى تم الإنتهاء منه عام 1889م في عهد الخديوى توفيق وتم تسميته بمترو حلوان وهي التسمية المعروف بها حتى الآن وبني الخديوى توفيق أيضا فيها قصرا لزوجته أمينة هانم إلهامي عام 1886م والتى تشغله حاليا المدرسة الثانوية التجارية وهو الذى وافته فيه المنية يوم 8 يناير عام 1892م وقد إزدهرت حلوان فى عهد الخديوى توفيق ازدهارا كبيرا حيث أنشأ بها أيضا المسجد التوفيقى عام 1889م والذى لا يزال بحالته الأصلية إلى الآن وشيدت كذلك إبنته خديجـة هانم لنفسها قصرا بحلوان عام 1895م بعد وفاته بالجهة الشرقية من هذه المدينة كما شيد على حيدر باشا له فيها قصرا أيضا عام 1890م ……
وعندما جاءت ثورة 23 يوليو عام 1952م كان من خطط الثورة أن تنشيء أكبر وأهم المصانع في منطقة حلوان في المعصرة شمالي حلوان وفي التبين جنوبها بوجه خاص واللتان أصبحتا منبعا ومصدرا للتلوث لكن ظل حي حلوان بعيدا نسبيا عن التلوث نظرا لعدم وجود مصانع في قلب حي حلوان وقد أصبحت حلوان الحالية ضاحية من أكبر ضواحي القاهرة وهي بالفعل أكبر ضواحيها مساحة وتقع في أقصى جنوب القاهرة وتشمل ثلاثة أقسام هي قسم حلوان وقسم التبين وقسم مدينة 15 مايو وبها جامعة من أهم وأكبر جامعات مصر وهي جامعة حلوان ويقع حرم الجامعة في منطقة عين حلوان وقد إشتهرت حلوان حديثا بأنها أكبر مركز صناعي في القاهرة وأشهر مصانعها مصنع الحديد والصلب ومصانع الأسمنت والمصانع الحربية ومصنع النصر للسيارات ومصنع سيجوارت في المعصرة والشركة المصرية لصناعة المعدات التليفونية المعروفة بإسم كويك تل بالمعصرة والآن يتم تطوير المنطقة بصورة جيدة للتخلص من آثار التلوث الذى أصاب جوها وستصبح حلوان بإذن الله قريبا كسابق عهدها وجدير بالذكر أنه قد تم تحويلها إلى محافظة مستقلة عن القاهرة عام 2008م ولكن صدر قرار من مجلس الوزراء بضمها إلى محافظة القاهرة مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير عام 2011م …..
وتضم حلوان منطقة المعصرة وهي من أهم مناطق حلوان وأكثرها شعبية وتعداد سكانها حوالي 60 ألف نسمة تقريبا وتقع المعصرة بين حدائق حلوان جنوبا وطرة الأسمنت شمالا وهي المحطة رقم 6 على خط مترو الأنفاق رقم 1 حلوان – المرج كما تشتهر المعصرة بوجود مصنع للصناعات الأسمنتية ومصنع التليفونات وقد بدأت الحكومة في تطوير المنطقة بشكل يتناسب مع التطور الحضاري ومنها إنشاء مركز شباب متطور به أكثر من ثلاث ملاعب وأيضا تحسين الطرق بشكل ملحوظ جدا وإنشاء مدارس جديدة وجارى القضاء علي العشوائيات في حي المعصرة الآن هذا وتضم حلوان أيضا منطقة وادي حوف وهي من أرقى المناطق في حلوان حيث يتم البناء على مساحة 40% فقط من الأرض والباقي حديقة للمنزل أو الفيلا ويحدها من الشرق جبل المقطم وطريق الأوتوستراد ومن الغرب نهر النيل ويتم الآن تطويرها وإنارة شوارعها ورصفها وهي المحطة رقم 4 في الخط الأول لمترو الأنفاق وتتميز بالهدوء وإنتشار المساحات الخضراء وبها مدرسة زهراء حلوان الثانوية بنين وبنات وبها مجمع عمر بن الخطاب الإسلامي ومجمع الأمين الخيرى وبه وحدات للغسيل الكلوي ويوجد بوادي حوف شركة النصر لصناعة السيارات وشركة إيكو لصناعة الألوميتال والكرفانات وأيضا تحتوى وادي حوف على مجرى سيول لتوصيل مياه السيول إلى نهر النيل وتوجد أيضا شركة إير كوند للتكييف في منطقة حدائق حلوان وأشهر شوارعها هو شارع الكابلات الذي أطلق عليه هذا الإسم بسبب أبراج كابلات كهرباء الضغط العالي وهو ما يفصل وادي حوف إلى منطفتين المنطقة الأولى من ناحية المحطة وهى منطقة الأرقام الفردية والمنطقة الأخرى لشارع الكابلات وهى منطقة الأرقام الزوجية وكان بوادى حوف اول مخبز إفرنجى بالمنطقة وهو مخبز بامبو …..
ومن المشاهير والأعلام والشخصيات الهامة والمؤثرة في تاريخ مصر والمولودة في حلوان أو سكنت بها الأديب جمال الغيطانى وصالح باشا صبحى أحد أقدم ساكنى حلوان في بداية القرن التاسع عشر الميلادى ويوجد شارع رئيسي فيها بإسمه والمهندس المعمارى محمد ذو الفقار باشا الذى أنشأ الحديقة اليابانية بحلوان وحديقة الأندلس بجزيرة الزمالك والشيخ محمد مصطفي المراغي شيخ الجامع الأزهر الأسبق وأحمد مرتضي المراغي باشا وكان وكيلا ثم وزيرا للداخلية في العهد الملكي والمستشار القاضي أحمد الخازندار والدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق في سبعينيات القرن العشرين الماضي والدكتور محمد علي محجوب وزير الأوقاف الأسبق في تسعينيات القرن العشرين الماضي ولاعبا كرة القدم السابقين والمدربين الحاليين الشقيقان التوأم حسام حسن وإبراهيم حسن كما ولد بها نبي الله موسى عليه السلام وكذلك من أهم شوارع ضاحية حلوان شارع خسرو باشا وشارع إسماعيل كامل وشارع عبد الرحمن وشارع يوسف وشارع محمد مصطفى المراغي ……
ومن أهم معالم ضاحية حلوان الحديقة اليابانية وهي حديقة عامة تولي عملية إنشائها المهندس المعمارى محمد ذو الفقار باشا كما أسلفنا القول عام 1919م وحتي عام 1922م في عهد الملك فؤاد وكان من الذين إنتقلوا للسكن في ضاحية حلوان بعد أن بدأ تعميرها وقد قام المهندس ذو الفقار باشا أيضا بعد حوالي 15 سنة وبالتحديد في عام 1935م بإنشاء حديقة الأندلس الواقعة بجزيرة الزمالك وسط نيل القاهرة بجوار كوبرى قصر النيل وعلى يمينه مباشرة للقادم من ميدان التحرير حيث أنه كان محبا وشغوفا ومولعا بإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة كمتنفس لعامة الشعب يقضون بها أيام عطلاتهم وأجازاتهم وتقع الحديقة اليابانية بشارع محمد مصطفي المراغي في حلوان وتم بناؤها علي الطراز الآسيوي كرمز لحضارات الشرق الأقصى وكانت تسمي أيضا بإسم كشك الحياة الآسيوي وتبلغ مساحتها حوالي 10 أفدنة ومن المدخل الرئيسي للحديقة نجد طريق بقسم الحديقة إلي قسمين القسم الأول يحتوى على بعض التماثيل التي ترمز لحقب تاريخية مختلفة مثل تمثال زهرة اللوتس التي تحمل تمثال ذو الفقار باشا مصمم الحديقة وحوله تماثيل لعدد 3 فيلة تسمي فيلة الشرق محاطة بسور حديدى صغير والتي مهمتها أن تحرس المكان كما يوجد تمثال يسمي بوجه الحياة وهو عبارة عن إمرأة تغمض عينيها مع وجود إبتسامة خجل علي شفتيها مما يعكس معنى وفكرة تقدير وإحترام وتقديس بلاد الشرق للمرأة وفي القسم الثاني من الحديقة يوجد تمثال يسمي تمثال المعلم شيبة ومن حوله تماثيل تلاميذه وعددهم 48 يجلسون أمام بحيرة ويحيط بهم سور حديدى قصير لكي يعلمهم مبادئ العقيدة البوذية ويطلق العامة أحيانا علي هذه المجموعة من التماثيل إسم علي بابا والأربعين حرامي وعلي حافة البحيرة يوجد تمثال يسمي تمثال الحكمة الثلاثية التي تحث الإنسان علي عدم التدخل في شئون الغير تطبيقا للمقولة الشهيرة لا أسمع لا أرى لا أتكلم وهذا التمثال مكون من عدد 3 قرود أولها يسد أذنه في إشارة إلى لا أسمع وثانيها يغمض عينيه في إشارة إلي لا أرى وثالثها يضع يده علي فمه في إشارة إلى لا أتكلم ويوجد بالحديقة أيضا كشك للموسيقي كانت تستخدمه بعض الفرق الموسيقية ونموذج مصغر للمعابد البوذية كما يوجد بها أيضا تمثال كبير لبوذا يجلس مبتسما وأمامه بحيرة وأيضا يوجد بالحديقة بعض الأشجار والنباتات النادرة بالإضافة إلي بعض ألعاب الملاهي الخاصة بالأطفال ويبقي لنا أن نذكر أنه للأسف الشديد عانت تلك الحديقة من الإهمال الشديد زمنا طويلا وتراكمت داخلها أكوام القمامة وأهملت أشجارها ونباتاتها ومسطحاتها الخضراء حتي جاء عام 1990م حيث ضمتها محافظة القاهرة إلي مشروع الحدائق المتخصصة ولكن لم يبدأ العمل في إصلاحها وتطويرها إلا في عام 2005م وإستمر العمل بها حتى منتصف عام 2006م من أجل إعادتها إلى سابق عهدها وإنقاذها من الإهمال الشديد الذى أصابها علي مر سنين طويلة بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 5.5 مليون جنيه …..
ومن أهم معالم ضاحية حلوان أيضا متحف الشمع وهو متحف مصري تم تأسيسه عام 1934م في عهد الملك فؤاد الأول على يد الفنان المصري جورج عبدالملك وكان مكانه في البداية في ميدان التحرير قبل أن ينقل إلى حي جاردن سيتي ومنه إلى منطقة عين حلوان عام 1950م في عهد الملك فاروق وقد تم إنشاء المتحف كمحاولة لتجسيد الأحداث التاريخية المصرية وإبراز أهميتها على المستويين العربي والعالمي ويصنف الخبراء والمختصون متحف الشمع علي أنه متحف تعليمي فهو يحكي من خلال عشرات التماثيل التي نحتت بدقة شديدة تاريخ مصر في شكل مجسم الأمر الذي يجعله قبلة لآلاف الطلاب والسائحين على حد سواء ويعد متحف الشمع المصري هو الرابع على مستوى العالم بعد متاحف فرنسا وإنجلترا وأستراليا من حيث ما يضمه من مقتنيات لكنه يحتل المركز الثاني من حيث الشهرة وهو يضم العديد من الأعمال الفنية من الشمع وكذلك مقتنيات نادرة لمراحل تطور التاريخ المصري بداية من عصر الفراعنة وصولا إلى العصر الحديث ويوجد بالمتحف العديد من تماثيل شمعية صنعت بدقة متناهية وهذا مما زكاه لكي يحتل هذا الترتيب المتقدم وسط المتاحف المماثلة له في العالم ……
وبالإضافة إلي ماسبق يوجد بضاحية حلوان كابريتاج حلوان وهو أحد أقدم الأماكن السياحية التي إشتهرت فيها وخاصة في مرحلة الستينيات وقد إتسم بـنظافته وهدوءه وجوه الخالي من الأتربة كما كان ذكر إسم الكابريتاج’يعني المكان المخصص للطبقة الراقية في المجتمع حيث كان مكان مخصص للتنزه والعلاج بالمياه الكبريتية وقد تعرض كابريتاج حلوان للإهمال وتم إغلاقه في الوقت الحالي وتبدأ قصة إنشاء كابريتاج حلوان منذ عهد الخديو عباس باشا الأول الذي أعاد إكتشاف العيون الكبريتية قدرا حين كان الجيش يعسكر في حلوان وإنتشر مرض الجرب بين الجند وكان أحد العساكر يمشى في الصحراء فوجد عين ماء لها رائحة كبريتية فإغتسل بها وتحسنت حالته فإنتشر الخبر بين الجند وفعلوا فعله وتم الشفاء ولما وصل الخبر إلى عباس باشا الأول أمر ببناء حمام متواضع بغرض الإستشفاء وذلك عام 1849م وفي صيف عام 1868م أرسل الخديوى إسماعيل لجنه لدراسة مياه العيون فى حلوان وأصدر فرمانا ببناء منتجع علاجي تم الإنتهاء منه عام 1871م كما أمر ببناء فندق ليسهل على الوافدين إلى حلوان للاستجمام والإستشفاء الإقامة وعهد بإدارته إلى الدكتور رايل وهو من أهم المتخصصين والباحثين في العلاج بمياه حلوان الكبريتية وفى عهد الخديوى عباس حلمي الثاني كان الحمام الذي بني فى عهد إسماعيل قد تصدع وساءت حالته فأمر ببناء حمام جديد على أسس صحية حديثه ذو طراز إسلامي تعلوه قبة كتب بداخلها آيات من القران الكريم وأيضا تاريخ الفراغ من البناء وتولى بناء الحمام الثري المعروف سوارس وأشرف على البناء المهندس المعماري باتيجللي وإفتتحه الخديوى عباس حلمي الثاني سنه 1899م وفى عهد الملك فؤاد سنه 1926م إستردت الحكومة المصرية فندق الحمامات من شركة اللوكاندات التي كانت تستأجره وتسلمته وزارة المعارف العمومية وتم تحويله إلى مدرسة حلوان الثانوية وفى سنه 1955م وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم تجديد الحمام وأعيد الإهتمام به ويحاكي الحمام في طرازه المعماري العمارة المملوكية التي إستخدمت بعض مفرداتها فى تصميم البناء مثل دهان الحوائط الخارجية باللونين الأصفر والأحمر كي يماثل الحجر المشهر كما إستخدم فيه الزجاج الملون المعشق في الجبس والحلي الخشبية من الأرابيسك في النوافذ وعلى الرغم من قيمة كابريتاج حلوان الفنية والعلاجية إلا أنه فى الوقت الحالي تعرض للإهمال وتم إغلاقه منذ عدة سنوات ……
ومن معالم حلوان أيضا من العصر الملكي ركن الملك فاروق ويقع ركن الملك فاروق أو إستراحة الملك فاروق في حلوان في المنطقة الواقعة أمام العاصمة الفرعونية القديمة لمصر ممفيس وكان الملك فاروق قد إشترى أرض هذه الإستراحة والتي تصل مساحتها بعدما أضيف إليها من حدائق إلى حوالي 11 ألف متر مربع وشيدت الإستراحة الملكية على مساحة 440 مترا مربعا منها فقط وقد استغرق بناؤها عاما كاملا وقد تم شراء الأرض من أموال الأوقاف الملكية بمبلغ يقدر بحوالي 2000 جنيه مصرى وذلك في عام 1936م وبدأت عملية بناء المبني عام 1941م وتم الإنتهاء منه عام 1942م وظلت الإستراحة على حالتها إلى أن تم الإستيلاء عليها ضمن قرار مصادرة أملاك الأسرة المالكة عام 1953م بعد ثورة يوليو عام 1952م وتم تسليمها لمحافظة القاهرة أولا ثم تم ضمها عام 1976م إلى قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار حيث خضعت لقانون الآثار الذي يجرم التعدي عليها وقد أحيطت بها حديقة خضراء بعد إنشائها ضمت نباتات نادرة وتم احاطتها بسور من الحجر وقد شيد ركن فاروق على الطراز الحديث من ثلاثة طوابق أولها الطابق الأرضي و له بوابة كبيرة في خلفية القصر ويضم حجرات الخدم والمطابخ وملحقاتها ويقابل الزائر للمكان أولا في مدخله تمثالا من البرونز بالحجم الطبيعي لإمرأة محلاة بحلى فرعونية وهي تعزف على آلة الهارب وله قاعدة من الرخام بالإضافة إلى تمثال لأبي الهول من البرونز وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور عليها 12 فصا عتيقا وعقاربها من الذهب الخالص وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب ثم يأتي الطابق الأول وهو يعد الطابق الرئيسي ويضم سلما رخاميا يؤدي إلى الردهة الخارجية التي تؤدي إلى ردهة داخلية ومنها إلي قاعتين للطعام و قاعة أخرى للتدخين وشرفة تطل علي النيل ويضم الطابق لوحات رائعة لأشهر فناني العالم آنذاك منها لوحة القاهرة القديمة لإيكوهمان وتمثالا الفلاحة والجرة من الأنتيمون للفنان كوديه يرجع تاريخهما إلى عام 1866م وعازفة الهارب ومجموعة تماثيل نادرة و لوحات برونزية ومن بين غرف القصر غرفة الملكة ناريمان وتضم سريرها وقد إكتسى بمفرش باللون الروز ومرآة وصورة لها مع الملك فاروق في حفل زفافهما الأسطوري آنذاك وإلى جانب هذه المقتنيات يوجد راديو مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركي علي شكل معبد تزينه بعض الأعمدة المخروطية وهي ذات تيجان مزخرفة علي شكل زهرة اللوتس وعليه إسم الملك فاروق باللغة الهيروغليفية ……
ومن المعالم الحديثة بضاحية حلوان جامعة حلوان وهي إحدى الجامعات المصرية الحكومية وتضم 20 كلية وهي تابعة للمجلس الأعلى للجامعات ومقرها حلوان وتعتبر جامعة حلوان حديثة نسبيا مقارنة بالجامعات المصرية العريقة مثل جامعة القاهرة وجامعة عين شمس حيث أنشئت عام 1975م وتجمع الجامعة بين العديد من الكليات الفريدة والتي لا نظير لها في الجامعات الأخرى مثل كلية الفنون التطبيقية وكلية التربية الفنية وكلية التربية الموسيقية ويعود تاريخ إنشاء جامعة حلوان إلي يوم 26 يوليو عام 1975م بصدور القانون رقم 70 لسنة 1975م وكانت هذه هي البداية ثم بدأت تتجمع كليات الجامعة في نطاق حرم واحد بعد سنوات طويلة من الشتات وجامعة حلوان بما تنفرد به من كليات نوعية غير متكررة بالجامعات المصرية والسابق ذكرها بالإضافة إلي كليات الفنون الجميلة والتربية الرياضية للبنين والبنات والإقتصاد المنزلى فإن هذه الكليات مجتمعة تعتبر هي الكليات الأم التي بدأت بها الجامعة وإنبثقت منها الكليات المماثلة في الجامعات الأخرى وتعتبر جامعة حلوان هي جامعة المستقبل الدائم وتطويرها يمثل نهوضا بالعملية التعليمية في مصر ويعد إنشائها علامة فاصلة في تطور مفهوم التعليم الجامعى في مصر وتقع جامعة حلوان بمنطقة عين حلوان على مساحة 350 فدان وقد تم وضع حجر الأساس لتلك الجامعة عام 1975م وتم توقيع عقد الإنشاء للمرحلة الأولى في يوم 1 أغسطس عام 1985م ومنذ ذلك الحين بدأ إنشاء جامعة حلوان أو جامعة المستقبل والتي تشمل عدد 20 كلية وعدد 49 وحدة ذات طابع خاص وعددا من المرافق المستحدثة ومنذ أن استقرت الجامعة في موقعها الحالي بدأ الاهتمام بالبيئة المحيطة بها وهي مدينة حلوان ومنطقة عزبة الوالدة وعين حلوان وذلك من خلال مؤتمرات وندوات لتحسين البيئة المحيطة بالجامعة خاصة مع وجود مصانع الأسمنت والتي بدأت بالفعل في توفيق أوضاعها البيئية وجدير بالذكر أنه مع إفتتاح المقر الجديد لجامعة حلوان بمنطقة عين حلوان تم إستحداث محطة مترو أنفاق سميت محطة جامعة حلوان بالخط الأول لمترو الأنفاق حلوان – المرج لكي تخدم الطلبة الذين يدرسون بها وتسهل لهم الوصول إلي كلياتهم المختلفة ……

 
زر الذهاب إلى الأعلى