التقارير والتحقيقات

الجماعات الإسلامية ترفع شعار “مصلحتى أولا”

بقلم:هاني رشاد

مشهد غريب تشهده حاليا الجماعات الإسلامية والجهادية، فكل منهما يسعى لكشف سوءة الآخر ويهاجمه، ويكشف نقاط ضعفه وقوته، رغم أن جميعها يستخدم نفس المنهج والأساليب بل كانوا حلفاء فى الماضى، لكن اختلاف المصالح دفعهم لهجوم بعضهم على الآخر، فكل منهما يرفع شعار “مصلحتى أولا”، رغم استخدامهما جميعا نفس المبدأ وهو توظيف الإسلام.

الحالة الأولى هى التلاسن والهجوم المتبادل بين كل من تنظيمى القاعدة وداعش، فكلا منهما يسب الأخر ويهاجم زعيمه، بل أن تنظيم داعش يكفر أعضاء تنظيم القاعدة، ويشتبك معهم فى بعض البلدان العرب، ولعل تجلى ذلك بشكل واضح خلال الآونة الأخيرة، بعدما شن أيمن الظواهرى، زعيم القاعدة، هجوما على زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادى، أن زعيم داعش أعطى “إيران حجة لإبادة أهل السنة”.

ولعل الهجوم السابق، للمتحدث الرسمى باسم تنظيم داعش أبو محمد العدنانى، ضد قيادة تنظيم القاعدة، أكبر دليل على حالة التوتر الشديدة التى يشهدها التنظيمين، حيث وصف القاعدة، بأنها انحرفت وتبدلت وتغيرت.

فى سياق متصل تنشب الآن معركة عنيفة بين الإخوان والجماعة الإسلامية، وصلت لحد الاتهامات المتبادلة فيما بينهم، رغم أن الجماعتين متحالفتين فى تحالف واحد منذ عزل محمد مرسى، يسمى “تحالف دعم الإخوان”، وتزايدت حدة الهجوم المتبادل بين الجماعتين خلال الآونة الأخيرة، خاصة بعدما اتهمت جماعة الإخوان، عبود الزمر، القيادى البارز بالجماعة الإسلامية، بأنه يعمل ضد التيار الإسلامى، ويتعاون مع أجهزة لتدمير التيار الإسلامى، وأن نصائحه الأخيرة التى وجهها للتيار الإسلامى مشبوهة، وهذا ما دعا عاصم عبد الماجد، القيادى البارز بالجماعة الإسلامية، ليعلن رفضه لهذا الهجوم، ويتهم الإخوان بأنها لا تعمل لصالح الدين الإسلامى، حيث حذر عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، كوادر جماعة الإخوان، أن يجعلوا جماعتهم هى هدفهم الأول، متهما إياهم بأنهم يفضلون جماعاتهم عن دينهم وأى شىء آخر.

وقال عبد الماجد فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”: “نحن بحاجة لتحقيق الإخلاص، لنعلم أن ما كان للجماعة فلا يصل إلى الله، وأن من قاتل لتكون كلمة الجماعة أعلى فليس فى سبيل الله، احذروا أن توالوا فى جماعاتكم وتعادوا عليها وتحبوا فيها وتبغضوا فيها، احذروا أن تكون أخوتكم فى الجماعة، فكل ذلك من البدع القبيحة.

وخلال الساعات الماضية، نشبت مواجهة جديدة بين الإخوان، وتنظيم القاعدة، حيث اتهم الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، محمد مرسى والإخوان بأنهم قدموا للأمريكان والإسرائيليين، كل ما طالبوهم به، متسائلًا: “أين هم الآن”؟، ودعا، زعيم تنظيم القاعدة، لكسر الحدود الوطنية والقومية بين الدول.

زر الذهاب إلى الأعلى