الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** حي الوراق**

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

 

حي الوراق أحد أحياء محافظة الجيزة بمصر ويسكنه حوالي مليون نسمة وتبلغ مساحته حوالي 17 كيلو متر مربع وقد أصبح حي الوراق حيا منفصلا ضمن أحياء محافظة الجيزة بموجب قرار السيد رئيس الوزراء رقم 1179 بتاريخ 4 مايو عام 2010م ويضم هذا الحى الجديد مناطق وراق العرب ووراق الحضر وجزيرة الوراق وجزبرة محمد وطناش وعزبة المفتى ويقع حى الوراق على كورنيش النيل ويحيط به الطريق الدائري وكوبري الوراق من الغرب ونهر النيل من الشمال وكوبري الساحل من الشرق وحي إمبابة من الجنوب وقد أحدث الطريق الدائري نقلة حضارية كبيرة بحي الوراق حيث ربطها بطريق القاهرة الإسكندرية الزراعي وطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وطريق محور 26 يوليو ومدينة أكتوبر ومصر الجديدة والهرم والمعادي ويوجد للوراق مدخلان على الطريق الدائرى هما مدخل الكورنيش من كوبرى الوراق ومدخل القومية العربية ويوجد للوراق كذلك منزل ومطلع من كوبرى الساحل وحاليا جارى تنفيذ مشروع محور الوراق بهدف تكملة الطريق الدائرى وهذا المحور يصل طريقى السويس والإسماعيلية الصحراويين ومصر الإسكندرية الزراعى ومدينة السادس من أكتوبرعابرا فوق النيل عند جزيرة الوراق بطول 2.2 كم وعرض 45 م ومكون من ثلاثة أجزاء وبالكوبرى أربعة مطالع ومنازل وبالكوبرى 6 فتحات ملاحية كل منها 120م والكوبرى يتم بناؤه بطريقة التعليق وفقا لأحدث تكنولوجيا مستحدثة في هذا المجال وتقع الوراق على مسافة ليست بعيدة من ميدان التحرير وميدان رمسيس ويخدم الوراق عدد 4 مواقف للأوتوبيس هي موقف وراق العرب وموقف وراق الحضر وموقف القومية العربية وموقف جزبرة محمد وتضم هذة المواقف أكثر من عشرين خطا للأوتوبيس تربط الوراق بأحياء الجيزة والهرم والتحرير والعتبة ومدينة نصر والعباسية والدويقة والإمام الليثى والسيدة عائشة وجامع عمرو والدراسة كما بخدم الوراق العديد من خطوط الميكروبص هي خط الوراق عتبة وخط الوراق تحرير وخط الوراق جبزة وخط الوراق رمسيس وخط الوراق شبرا الخيمة وخط الوراق أوسيم وخط الوراق منشاة القناطر وخط الوراق السوق وخط سينما الوراق رمسيس وخط سينما الوراق الساحل وخط سينما الوراق إمبابة وخط المعهد الدينى شارع العروبة القومية إمبابة وخط شارع عشرة المرور وخط سنترال الوراق مدينة العمال …..
ومن أهم معالم حي الوراق معهد تيودور بلهارس للأبحاث ويسمي أيضا معهد الأبحاث وهو معهد علمي بحثي ويتبع لوزارة التعليم العالي والدولة للبحث العلمي بمصر ذلك الصرح الطبي العظيم والوحيد في مصر والشرق الأوسط والذي يتوافد علية المرضى من جميع محافظات مصر ويعمل المعهد في مجال مكافحة أمراض الكبد المتوطنة والمزمنة ومضاعفاتها والتي تمثل مشكلة صحية هائلة في مصر بسبب مرض البلهارسيا المتوطن وبسبب تفشي مرض الإلتهاب الكبدي الوبائي المعروف بإسم فيروس سي C ويضم المعهد نخبة من العلماء والباحثين من عدة تخصصات حيث يضم أطباء وبيولوجيين وصيادلة وكيميائيين وزراعيين وإجتماعيين ويضم ويضم المعهد مستشفي كبير يحتوي علي أقسام أمراض كبد وجهاز هضمي ومناظيروكلي وجراحة ومسالك بولية وقسم عمليات متكامل وعناية مركزة ومعامل وقسم أشعة وعيادات خارجية كما يوجد به الكثير من الأقسام الأكاديمية التي تخدم أهداف المعهد البحثية وقد ساهمت الحكومة الألمانية في تجهيزات المعهد وقد تم إفتتاح قسم المعامل والعيادات الخارجية به عام 1976م ثم إفتتحت المستشفى بالكامل عام 1983م وقد شارك المعهد في تصميم وتنفيذ المشروع القومي للقضاء علي مشكلة البلهارسيا في مصر بالكثير من الأبحاث الموجهة وتطبيق الخطط العلمية المتكاملة مثل مكافحة القواقع الناقلة للمرض وإستطلاع الوبائي الحقلي والمساهمة في التثقيف الصحي والإصحاح البيئي للمواطنين كإجراء وقائي وإستحداث وإستخدام التقنيات التشخيصية المتطورة وتقييم وتحسين العلاج الطبي والجراحي ويقوم الباحثون بالمعهد بتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية العلمية الإقليمية والدولية بصفة دورية بمقر المعهد وذلك مثل الورشة السنوية لمناظير الجهاز الهضمي كما يقوم المعهد بمشروعات بحثية متعددة بالإشتراك مع هيئات دولية مختلفة مثل هيئة التعاون الفني الألمانية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة،والمشروع القومي لبحوث البلهارسيا الممول من وزارة الصحة المصرية بالإشتراك مع الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية والبنك الإسلامي للتنمية والمفوضية الأوروبية كما يتعاون المعهد تعاونا وثيقا مع وزارة الصحة المصرية وكذلك مع الجامعات ومراكز البحث العلمي وجدير بالذكر أن هذا المعهد قد تم تسميته بهذا الإسم تكريما للعالم والطبيب الألماني تيودور ماكسميليان بلهارس وهو طبيب ألماني تم علي يده إكتشاف الديدان المسببة لمرض البلهارسيا وذلك عندما بدأ يبحث عن السبب في أن كثيرا من المصريين وخاصة في الريف مصابون بالضعف والهزال وأن قواهم مستنزفة من زمن بعيد وفي عام 1851م إكتشف دودة من النوع الماص هي المسببة لتلك الأعراض سميت فيما بعد دودة البلهارسيا تم العثور عليها في دم وكبد بعض الذين تبدو عليهم الأعراض المذكورة ويبلغ طولها سنتيمتر واحد وعليه تم تسمية المرض بإسمه وكذلك الديدان المسببة له وكان هذا الإكتشاف نصرا علميا كبيرا وبداية للعمل علي إيجاد العلاج الشافي من هذا المرض …..
كما يوجد بالوراق مستشفى الوراق المركزى الجدبدة كما تم إفتتاح العيادة الخارجية بمستشفى الوراق وحضر الإفتتاح السيد محافظ الجيزة والسبد الدكتور وزير الصحة حينذاك وقد تكلفت هذ العيادات مبلغ وقدره أربعة ملايين ونصف المليون جنيه كما توجد بمنطقة وراق الحضر بحي الوراق وحدة صحية متقدمة تم مؤخرا تزويدها بجهاز أشعة متطور ووحدة أسنان كاملة كما توجد وحدة صحية بوراق العرب وتم مؤخرا تزو يدها بجهاز سونار وذلك بخلاف الوحدة الصحية بجزيرة الوراق والوحدة الصحية بجزيرة محمد ومركز بحوث البيئة التابع لوزارة الصحة ومركز وراق الحضر الطبي الشامل وعشرات العيادات والمراكز الطبية والمستشفيات الخاصة مثل مستشفى النيل التخصصي ومستشفى الرحمة ومستشفى الفيروز ومستشفى الحكمة ومستشفى تبارك للأطفال ومستشفى الدكتورمقبل للولادة ومستشفى ملك السلام للجراحة ومستشفى النورالمحمدي ومستشفى أبو نابل للجراحة ويقع على مسافة 2 كيلو متر فقط من الوراق صروح طبية عظيمة أخرى مثل مستشفى حميات إمبابة ومستشفى التحرير العام ومستشفى إمبابة العام ومعهد القلب القومى ومعهد السمع والكلام ومستشفى رمد إمبابة ومعهد أبحاث الصدر والحساسية ومعهد الجهاز العصبى والحركى كمايوجد بالوراق فروع لأهم معامل التحاليل بمصر مثل معمل البرج ومعمل ساريدار كما يوجد بالوراق أكثر من مائة صيدلية …..
ومن أهم معالم حي الوراق أيضا وزارة الري والموارد المائية وشركة غاز مصر التي تمد القاهرة والجيزة بالغاز الطبيعي وسيتم قريبا وبإذن الله إدخال الغاز الطبيعى لجميع منازل الوراق وتم فعلا إدخال الغاز الطبيعى لمربع القومية العربية والسلمانية والتل وجارى إدخال الغازلمربع السينما والنقطة القديمة وبحرى البلد ومن معالم الوراق أيضا محطة مياه الوراق العملاقة التي تنتج مليون ومائتى ألف متر مكعب مياه يوميا وتغذي جميع أحياء الجيزة بالمياه حتي ميدان الرماية جنوبا وإلى أوسيم شمالا وجارى الآن تجديد جميع شبكات المياة بجميع شوارع الوراق ويقع بالوراق مقر الشركة القابضة لمباة الشرب والصرف الصحى بالجيزة ويوجد بالوراق أيضا محطة صرف صحي ضخمة حيث تغطى الوراق شبكة صرف صحى حديثة أنشئت عام 1990م وأشرف على إنشائها خبراء أمريكان وتخدم كذلك جميع مناطق شمال الجيزة وإافتتح وزير النقل مؤخرا ميناء طناش البري بالوراق والذي يستخدم في نقل البضائع من القاهرة للإسكندرية كما تضم منطقة طناش الصناعية أيضا العديد من المصانع الكبري مثل مصنع برزي ومصنع مصطفي علي ومصنع أوليمبيك ومصنع شركة النصر للمواسير ومصنع الكرنك للبلاط الآلي ومصنع بويات تريكس …..
ويوجد بالوراق قسم شرطة ومدرسة ثانوية حكومية ومدرسة لغات تجريبية هي مدرسة العلياء وعشرة مدارس إبتدائية وخمس مدارس إعدادية وجارى إنشاء مدرسة نور المعارف الإبتدائية بجوار مدرسة مرجات ومدرسة الشروق الثانوية ومدرسة السادات الإبتدائية بجوار مجمع المدارس بسيدى عبد العزيز والعديد من المدراس الخاصة مثل مدرسة النجاح ومدرسة الوسيمي ومدرسة المدائن ومدرسة الأورمان ومدرسة نبع العلم ومدرسة التفوق ومدرسة مرجان ومدرسة الحمادي ومدرسة آل عمران ومدرسة الشريف ومدرسة الحداد ومدرسة الهدى ومدرسة الحرمين ومدرسة النور الإسلامية ومدرسة تبارك ومدرسة الأضواء وتم مؤخرا تطوير العديد من مدارس الوراق قى مشروع تطوير المائة مدرسة ويوجد بالوراق أيضا معاهد أزهرية مثل معهد سيد مكاوى ومعهد جزير ة محمد ومعهد وراق العرب الأزهري ومعهد عثمان معن كما يوجد بالوراق مدرسة أجنبية فرنسية هي مدرسة الأرض الخضراء ومدرسة أجنبية إنجليزية هي مدرسة نايل كنجرو ومدرسة فندقية هي مدرسة الأورمان للفندقة والكمبيوتر …..
ويوجد بالوراق أكثر من مائة مسجد وزاوية حيث يحكى تاريخيا أن أصل حى وراق العرب هم مجموعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدوا إلى مصر عام 21 هجرية بصحبة عمرو بن العاص وطلب السيد أحمد زينة الرؤوس الشويخ منهم الإقامة في هذة المنطقة والقيام بالزراعة فيها لخصوبة أرضها لوقوعها على شاطى النيل وأقاموا فيها بالفعل منذ ذلك التاريخ ويفسر ذلك كثرة الأضرحة بوراق العر ب مثل ضريح سيدى عبد العزيز وسيدى خليل وسيدى حسن وسبدى الجمل وسيدى زلط وسيدى زنوب وسيدى العجمى وسيدى البشندى والذي يحتفل به كل عام في مولد شعبي كبير وتفخر الوراق أنها أنجبت شيخ الجامع الأزهر الشريف الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوى والذي ولد بالوراق وتولى مشيخة الأزهر من عام 1917م حتى عام 1927م في عهد الملك فؤاد الأول وقد ولد الشيخ الجيزاوى عام 1264هجرية الموافق عام 1847م بقرية وراق الحضر وتعلم على يد العديد من مشايخ الأزهر وكبار علمائه وعلى رأسهم الشيخ الإنبابي والشيخ محمد عليش والشيخ علي العدوى والشيخ إبراهيم السقا والشيخ المرصفي وتوفي عام 1346 هجرية الموافق عام 1927م وصلي عليه بالجامع الأزهر وأجريت له المراسم الرسمية وشبع إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة حضرها العامة والخاصة من العلماء ليكون بذلك الشيخ الثانى والثلاثين للجامع الأزهر الشريف على المذهب المالكي وعلى عقيدة أهل السنة …..

زر الذهاب إلى الأعلى