الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** حي الزيتون **

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

 

حي الزيتون من أحياء شرق القاهرة حيث يحده من الشمال حي المطرية ومن الشرق حي عين شمس ومن الجنوب حي مصر الجديدة ومن الغرب حي الوايلي ويقطن حي الزيتون عدد كبير من المسيحيين والمسلمين يتعايشون معا في سلام ووئام ومحبة منذ قديم الزمان ويحتفلون بالأعياد والمواسم معا ويتبادلون فيها التهاني والهدايا ولذلك تكثر به المساجد والكنائس الكبيرة وتوجد في حي الزيتون مناطق راقية ومناطق شعبية كما تكثر به الأسواق ومن أشهرها سوق الزيتون وسوق غزة وقد سمي الحي بهذا الإسم لوجود مزارع مشهورة بزراعة الزيتون به قبل ثورة 23 يوليو عام 1952م وبعد سن قانون الإصلاح الزراعي تحولت المزارع والفيلات والقصور التي كانت متواجدة بالمنطقة إلى عمارات سكنية وإختفت مزارع الزيتون وإن كان لا تزال بعض هذه القصور والفيلات موجودة ومن أشهر شوارع الحى شارع طومان باى وشارع سليم الأول وشارع سنان باشا وشارع نصوح باشا وشارع المسيري وشارع ترعة الجبل وشارع مؤسسة النور الذى يشتهر ببنك فيصل الإسلامى وشارع إبن الحكم ومن أشهر الميادين بالحي ميدان حلمية الزيتون و ميدان إبن الحكم وميدان التجنيد كما يوجد بالحي عدد 2 محطة من محطات الخط الأول لمترو الأنفاق هما محطة حدائق الزيتون ومحطة حلمية الزيتون ……
وبالحي مجموعة كبيرة من المساجد أهمها مسجد العزيز بالله والذي يعود تأسيسه إلى الدكتور محمد جميل غازي في عام 1968م بهدف نشر الفكر السلفى في مصر وقد جعلت خطب الشيوخ محمد حسان ومحمود المصري ومحمد حسين يعقوب من المسجد الأكثر إقبالا من قبل مريدى السلفية من مختلف المحافظات وتحولت الزيتون إلي معقل لهم لوجود المركز الإسلامي لدعاة التوحيد والسنة الذي يعد همزة الوصل الأساسية بين المكتبات والمساجد والزوايا به ولذلك فهو من أشهر المساجد التي تدعو إلى منهج أهل السنة بمصر وهو يقع في شارع العزيز بالله والذي يشتهر بوجود العديد من المحال التي تبيع كتب إسلامية وملابس إسلامية أيضا عند تقاطعه مع شارع سليم الأول وهو من أشهر المساجد في القاهرة التي تحيي ليالي شهر رمضان المعظم حيث يأتى إليه الكثير من المسلمين لأداء صلاة التراويح وذلك لأنه يفد إليه العديد من الشيوخ والأئمة والدعاة المعروفين يحاضرون ويلقون خطبهم في تعاليم أصول الدين وفقا لعقيدة أهل السنة والجماعة و توجد بجانبه مستشفى العزيز بالله الشاملة والتي تتميز بإمكانيات جيدة وطاقم ممتاز من الأطباء والإستشاريين وهي مناسبة للطبقات المتوسطة ودون المتوسطة ويوجد أيضا بالحي جامع الأحمدي الظواهري بشارع ترعة الجبل بجانب بنك فيصل الإسلامي المصري وهو أكبر مساجد الزيتون على الإطلاق حيث يتسع لحوالي 4 آلاف مصلي بداخله فقط بالإضافة إلى دار لتحفيظ القرآن الكريم وحديقة ملحقة به كما أنه ملحق به مستوصف خيري يتمتع بسمعة طيبة بين محدودي الدخل بالمنطقة ويوجد أيضا بالحي مسجد أبي بكرٍ الصديق ويوجد بالقرب من جامع الأحمدي الظواهري ويوجد أيضا مسجد عاطف السادات ويقع في شارع طومان باى وسمي بهذا الإسم نسبة للشهيد نقيب طيار عاطف السادات الشقيق الأصغر للرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي إستشهد في الساعات الأولي من حرب أكتوبر عام 1973م ثم مسجد مصعب بن عمير والذي يقع عند الفاصل بين منطقتي حدائق الزيتون وحلمية الزيتون ويشتهر بالدروس العلمية ودور التحفيظ الكبيرة الملحقة به وموقعه بجوار محطة مترو حلمية الزيتون …..
كما توجد بالحي مجموعة كبيرة من الكنائس منها كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون التي قيل إن السيدة العذراء مريم قد ظهرت فوق سطحها في منظر نورانى مملوء بالبهاء في شهر أبريل عام 1968م وشهد على ذلك المسيحيون والمسلمون وتعتبر مزار سياحي عالمي حيث توجد بها كاتدرائية ضخمة تم تدشينها عقب ظهور السيدة العذراء والدة السيد المسيح عليه السلام عليها بعد أن قامت الدولة بمنح الكنيسة أرض الجراج المواجه للكنيسة لبناء الكاتدرائية ولها أهمية تاريخية حيث مرت بها العائلة المقدسة في طريقها من منطقة المطرية وعين شمس متجهة ناحية مصر القديمة حيث إرتاحت العائلة المقدسة لفترة بمنطقة الزيتون كما ذكر المؤرخ أوسابيوس القيصري ولكنيسة السيدة العذراء القبطية الأورثوذكسية بالزيتون أهمية خاصة عند جميع الطوائف المسيحية حيث تزورها سنوياً حشود كبيرة من الكنائس المختلفة وإلي جانب تلك الكنيسة الهامة توجد جمعية وكنيسة الأمير تادرس بالزيتون وكنيسة القديس ماريوحنا الحبيب بحلمية الزيتون وكنيسة القديس تيموثاوس الرسول بالزيتون الغربية كما توجد أربع كنائس كاثوليكية بالحي هي كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك وكنيسة القديسة تريزا للأقباط الكاثوليك وكنيسة ودير القديس دون بوسكو للاتين الكاثوليك وكنيسة القديس يوسف النجار للروم الكاثوليك كما توجد كنيسة تابعة للروس الأرثوذكس وهي كنيسة القديس ديمترى الروسية كما توجد كنيسة للطائفة البروتستانتية بالإضافة إلي كنيسة الأقباط الإنجيلين والكنيسة الرسولية وكنيسة نهضة القداسة وكنيسة خلاص النفوس …..
وبالحي تتواجد أيضا مجموعة من المدارس والمعاهد ومن أقدم المدارس الموجودة بالحي نجد مدرسة راهبات نوتردام ديزابوتر للبنات وقد تم تأسيسها في عام 1896م بواسطة الإرساليات الأجنبية متمثلة في راهبات نوتردام ديزابوتر الفرنسية الأصل أى راهبات سيدة الرسل ويتم التدريس فيها باللغة الفرنسية وبالمدرسة كنيسة ومسكن للراهبات المقيمات والمشرفات على العملية التعليمية بالمدرسة وكن إلى وقت ليس ببعيد من الراهبات الفرنسيات الأصل ولكن بإنتعاش الرهبنة الكاثوليكية في مصر أصبح 95% من الراهبات بالمدرسة مصريات ونسبة قليلة منهن لبنانيات ومن أهم الشخصيات التي إلتحقت بالمدرسة وتخرجت منها المطرية الشهيرة قيثارة الفن العربي السيدة ليلى مراد حيث أتمت تعليمها بهذه المدرسة والمخرجة الشابة شيرين عادل وبالإضافة إلي ذلك توجد مدرسة آمون الخاصة التي تقع في تقاطع شارع محمد بخيت و شارع دار السعادة وهي تحتوي علي جميع المراحل التعليمية بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتي الثانوية العامة ومدرسة مارمرقس القبطية الخاصة وقد تم تأسيسها في عام 1912م على يد رهبان الفريرأولا ثم إشترتها الكنيسة القبطية حين تم عرضها للبيع ومدارس المعارف الحديثة للغات وهى تقع في شارع نصوح باشا وملحقة بمعهد المعارف العالى للغات والترجمة بالزيتون وهو المعهد الوحيد في مصر الذي يعطى درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية معادلة بليسانس كليات الألسن والآداب ويهدف المعهد إلى تخريج كوادر مؤهلة ومتخصصة ومتميزة فى مجال اللغات المختلفة والترجمة للمساهمة فى سد العجز الشديد فى أعداد الخريجين فى أقسام اللغات بالكليات الجامعية و مع التزايد المستمر فى الاتصالات الخارجية تزداد الحاجة الى التوسع فى التعليم العالى وخاصة فى النواحى التى تحتاجها البلاد وتتناسب مع النهضة التى نشهدها حاليا ومتطلبات سوق العمل فى كل من مصر والبلاد العربية للتعامل مع كافة أنواع التكنولوجيا المختلفة واللغات فى جميع بلدان العالم الأجنبية سواء فى النواحى الإقتصادية أو العلمية أو السياسية ويوجد أيضا بالحي معهد اللاسلكى وهو يقع أمام مدرسة راهبات نوتردام ديزابوتر للبنات في شارع سنان باشا والمركز النمودجي لرعاية وتوجيه المكفوفين المعروف بإسم مركز طه حسين بشارع ترعة الجبل وهو من أقدم المراكز في مصر …..

زر الذهاب إلى الأعلى