التقارير والتحقيقات

حوار خاص .. مع الشاعرة والأديبة السعودية دلال كمال راضى مؤسسة بنت الحجاز الثقافية ,والكاتب الصحفى أحمد فتحى رزق لجريدة العالم الحر المصرية

13285589_10206394152470563_21963891_n

 الأدب رسالة راقية , عندما يحملها أشخاص على رقى ووعى وثقافة وضيفتنا اليوم شاعرة وكاتبة من حملة لواء الأدب , أخدت على عاتقها هموم الثقافة العربية , كما هى مهتمة بالكتاب والشعراء .

ولنبدأ الحوار

س : نتابع نشاط مؤسسة بنت الحجاز الثقافية فى القاهرة  فى ندواتك شبه اليومية وفعاليات كثيرة قد يحسدك الجميع عليها . لكن وبرغم ذلك هل أنت راضية عن حالة الأدب والإبداع فى مصر والوطن العربى ؟

ج : بداية كلي شكر لجريدة العالم الحر والتي تحمل مصداقية كبيرة وتتابع عن قرب الساحة الثقافية .. الحمد لله رب العالمين يمكن القول بأن لدينا أنشطة شبه يومية بالمؤسسة من خلال الندوات والمحاضرات وورش العمل وكل ذلك يصب في مصلحة الأدب والتعريف بالأدباء والتنمية الثقافية  .. وبالطبع أخي الكريم وأنت متابع جيد وأديب تعلم أن الإنسان الناجح يحاول السعي إلى التطوير والتجويد ويحاول من آن لآخر صعود درحة بعد درحة في سلم الإبداع ، وحالة الأدب الآن كحالتها وقت الثورات والحروب قديما كما طالعنا في تاريخ الأدب العربي ما بين الجمود والتكرار والإبداع والابتكار وكل فريق متعصب لمذهبه الأدبي

س : نسمع عن مشاكل كثيرة للأدب والمبدعين مثل النشر وعضوية اتحاد الكتاب والطباعة عبر مؤسسات الدولة الثقافية . فماذا لو رأيناك على رأس أحد المؤسسات الثقافية ؟

ج : الدنيا كلها مشكلة كبيرة ، وللأدباء مشكلاتهم خاصة كيفية ظهورهم ومنتجهم الإبداعي للجمهور ، والأديب حقيقة إنسان إمكاناته المادية محدوة بل يجب أن نقدر موهبته نحن المؤسسات المعنية ذلك التقدير على الأقل التعريف به ونشر إبداعه وتسليط الضوء عليه من خلال وسائل الإعلام المختلفة وأيضا ضمه للجمعيات والمؤسسات الاتحادات الأدبية التي ترعى الأديب وتقدم له ما يجعله متواصلا مع الأدباء ومستمرا في العطاء كجوائز نقدية وعينية ورمزية .

س : الصحف الورقية على وشك الإندثار . هل أنت مع تلك المقولة ؟ وهل تؤيدين دعم الدولة للمواقع والصحف الإلكترونية الآن ؟

ج : أتحدث عن المملكة العربية السعودية الصحف الورقية صاحبة المصداقية والأكثر انتشار وتنقلا بين الأيادي ، وبالنسبة للمواقع والصحف الإلكترونية تنافس بشدة تلك الصحف الورقية من حيث سرعة تداول الخبر وأرى أنه على الدول تقديم الدعم الكافي لها مشروطة بالمصداقية وميثاق شرف الصحافة حيث إنها لها جمهورها الكبير والذي بدأ يبتعد عن شراء الصحف الورقية .

س : أيهما أقدر على حمل لواء الثقافة فى الوطن العربى . الرجل أم المرأة . وهل هناك فى التاريخ أمثلة ؟

ج : المرأة العربية بما تحمله من مشاعر الأمومة والتي تميزها عن الرجل في العطاء دون انتظار المقابل جعلها تتقدم الصفوف في حمل ألوية الثقافة حيث تبتعد المراة عن الأنانية وحب الذات فتلك غريزة الأمومة معتبرة الجميع أبنائها فهي تعطي وتعطي …. ولذلك المرأة كالرجل في هذا المضمار والاختلاف في الاستعداد والفكر والمنهج وطريقة التنفيذ من خلال رؤى واضحة ورسالة خلاقة …

هنالك أمثلة كثيرة في التاريخ تؤكد اعتلاء المراة منصة العمل الثقافي والتنوير والإصلاح بداية من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم مرورا بكثير من الصحابيات فالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تحمل الفكر النبوي وتعلمه الجميع … والعصر الحديث هناك العديد من الأمثلة الناجحة في التنوير وتولي مناصب ثقافية رفيعة مثل السيدة صفية زغلول والسيدة هدى شعراوي الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ والأديبة مي زيادة ….

س : مشكلة الكاتب والشاعر والمبدع عموما هو اعتراف النقاد . ليكمل رحلتة الإبداعية بثقة وتفوق . ماذا تقترحين لضمان الحيادية فى التقييم بعيدا عن المجاملات وغيرها من الطرق التى تنتج فى الغالب أشباة شعراء وكتاب وغيرهم ؟

ج : مشكلة الكاتب والشاعر هو الجمهور الذي يسعى إليهما ويستجيب لأفكارهما ويدفعون مقابل تكلفة إخراج أفكارهما إليهما وتحفيزهما على مواصلة الإبداع … بينما مشكلة الكاتب والناقد هي قديمة وأقول كلاهما مبدع ولكل أدوات لابد من التسلح بها حتى تكتمل دائرة الإبداع وانعدام الثقة بين الطرفين واتهام الآخر بالذاتية أو عدم التمكن من الأدوات هي لب الصراع بينهما … ولكني أبين أن الكاتب لا يتعالى بإبداعه ويتهم الناقد بعدم القدرة على الاتيان بمثل تلك البضاعة ، والناقد يجب ألا يحسد الكاتب على إبداعه ولا ينطلق بذاتية مفرطة بل وفق أدوات وسنن متعارف عليها يزن بها المنج الإبداعي … ولنرسخ ثقافة أن النقد إبداع كما الكتابة ولكن وفق أدوات محددة ومناهج مشروطة وتختلف مدارس النقد والأدب عن أخرى في الرؤى فلا تسفيه لكلمة جميلة ..

س : هل تجدىن أجهزة الدولة الثقافية مقصرة فى نشر الثقافة والوعى ؟ وإلا لماذا تدخلت بعض المؤسسات الخاصة للنهوض بالعملية وهل سيغنى ذلك عن دور الدولة وإلى أى مدى ؟

ج : أجهزة الدولة حقيقة تقوم بدورها إنما يعرقل هذا القيام بعض المعوقات المادية والتعقيدات الروتينية فقط ومن ثم فتحت الدولة الباب على مصراعيه للمؤسسات الأهلية لدعم الثقافة ومساندة الدولة في نشاطها الموازي والذي يتميز بسرعة الأداء واستقطاب العديد من المبدعين خاصة الشباب ولابد من التأكيد على أن دور الدولة يبقى هو الأساس حيث كل المؤسسات الأهلية تتحرك من خلال أطر وقوانين الدولة وملبية لحاجات المجتمع وأيضا من خلال شراكة مع تلك المؤسسات حيث الهدف واحد بينما الطرق متعددة

س : وجدنا مؤسسة عبد القادر الحسينى وبنت الحجاز وعماد قطرى وعبير سمكري وغيرها . تحرث فى بحار عميقة . هل تؤيدين دعم جامعة الدول العربية على غرار منظمة الأمم المتحدة لتلك الأنشطة الثقافية ؟ وكيف ؟

ج : هذه المؤسسات الأهلية الرائدة مؤسسة الحسيني وعماد قطري وأزعم من ضمنها مؤسسة دلال راضي بنت الحجاز تحاول بجدية أن تحرث أرض الإبداع لتنمو أزاهير الحياة ودعم كل مبدع بكل طريقة ممكنة ومتاحة وفق أهداف تلك المؤسسات وميادين عملها … وننتظر دعما لوجستيا من مؤسسات الدولة الحكومية وجامعة الدول العربية ، إن رعاية جامعة الدول العربية لفعاليات تلك المؤسسات أو فتح باب الجامعة ومكاتبها لتفعيل الأنشطة مع قدرة الجامعة على التنظيم والدعاية سيكون مردوده كبيرا على المواطن العربي في كل مكان .

س : هل تؤيدىن سياسة الدولة فى الرقابة الصارمة على مؤسسات المجتمع المدنى رغم أنها تساهم كثيرا فى نشر الوعى والثقافة ؟

ج : نعم أؤيد ذلك وبقوة حيث إنه في اللائحة التنفيذية لإنشاء المؤسسات تم الموافقة على العمل من خلال ميادين معينة حسب قدرات المؤسسات وتحقيق تلك الميادين من خلال أنشطة عديدة وبطرق مختلفة لا تشذ عن قوانين الدولة او تمس أمن البلاد ، وهذا كله في صالح المواطن العادي والمثقف من توفير الأمن والاستقرار للبلاد .

س : نعلم أن للخبرات دورا كبيرا فى إثراء الحياة الثقافية . ولكن لماذا يشعر الشباب بالتهميش دائما وبماذا تنصحين شباب المبدعين ؟

ج : حقا إنها مشكلة كبيرة مشكلة بعض الشباب حينما يصاب بالكبت بسبب عدم القدرة على تحقيق أهدافه واصطدامه بتعنت بعض المسؤولين وحينما يرى نفسه أنه يفوق غيره بكثير ولا يجد من الحفاوة والتكريم ما لغيره هنا يثور أو ينعزل وكلا الأمرين خطير .. لابد من قبول مبدأ تواصل الأجيال لا تكبر من الكبير بل حنو ودعم ، ولا انعزال من الشباب أو ثورة العاصفة بل تواصل بين الجيلين معلم وأستاذ وشيخ ومريد وكم من الطلاب من فاقوا معلميهم ومن المريدين من أظهروا كرامات تفوق شيوخهم .

س : كيف ترين ثورات الربيع العربى وتأثيرها على الثقافة بمصر والوطن العربى؟ وهل لذلك أى تأثير فى تغيير نظرة العالم العربى للمرأة السعودية بوجه عامة والمثقفات على وجه الخصوص . والعالم أيضا ؟

ج : ينمو الأدب ويزدهر وقت الثورات والصراعات ، حيث تتعدد المذاهب وتختلف الرؤى وكل حزب أو فرقة لها مؤيدوها ومعارضوها ولذلك يكون الأدب مزدهرا لكن قد يصاب في مرحلة بالانطفاء حينما يثبت للجميع كذب هذا وصدق هذا وتلك المرحلة مرحلة الشعر الوطني والنقائض  وغياب الوجدانيات والأدب الإنساني في مقابل المصلحة الحزبية … ومع ثورات الربيع العربي والتي لم تحقق إلا القليل من شعاراتها حدث نوع من غياب وظهور لكثير من الرموز الثقافية بل وفقد الكثير مكانته إبان هذه الثورات إما لميل الغالية إلى البعد والعزلة أو انخراط البعض مع أو ضد تلك الثورات ولذلك ظهر المثقف العربي متلونا في أعين عامة الناس …

والمرأة العربية بوجه عام والسعودبة على وجه الخصوص وطن داخل وطن ، فقد انبرت تشغل المناصب العليا في شتى المجالات ، وصرنا نرى المرأة تتقلد وظائف قيادية في مؤسسات الدولة الثقافية والمؤسسات الأهلية بل وأصحاب دور نشر وطباعة وصالونات ثقافية راقية ، وصارت المراة السعودية المثقفة تغزو المؤتمرات والمهرجانات الثقافية وتحصد الكثير من الجوائز المحلية والدولية وتزخر المكتبة العربية بإنتاجهن الغزير .

وفى نهاية حوارنا الممتع المثمر نتوجة بالشكر لسيادتكم  وعلى وعد إن شاء الله بحوار آخر

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى