الثقافة

هل تعرف من هو البطل المسلم الذي أعاد للمسلمين الانتصارات الساحقة على الصليبين بعدما غابت أكثر من 50 عامًا ؟

متابعة – رياض حجازي
.
إنه البطل الذي قال عنه ابن الأثير : “وقد كان زنكي من خيار الملوك، وأحسنهم سيرة وشكلًا، وكان شجاعًا مقدامًا حازمًا، خضعت له ملوك الأطراف، وكان من أشدِّ الناس غيرة على نساء الرعية، وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة” ..
إنه البطل المسلم الذي أعاد بناء أمة بأكملها بعدما كانت في شتات وضياع وقادها للانتصارت العظيمة ..
إنه ‫#‏عماد_الدين_زنكي‬ ذلك البطل الذي تولى حكم الموصل في وقت الفتن والتفت فرأى تكالب الصليبين على الشام واستباحتهم لمدنها وتناحر حُكّام المسلمين وتشرذمهم فلم يكتفي بالمشاهدة والاهتمام بما تحت يده من حكم ، بل بدأ في توحيد الصفوف وبناء الأمة من جديد ،وكيف لا وهو المجاهد الصنديد وابن القائد آق سنقر الذي اشتهر بالصلاح والعدل وحب الجهاد ..
في هذا الوقت كان الصليبيون يجتاحون مدن الشام ويخططون للإستيلاء على مصر فأصبحوا بعد ولاية #عماد_الدين_زنكي غايتهم أن يحافظوا على ما تحت أيديهم من ممالك !
أصبحت بلاد الشام في موقف حرج بالغ الخطورة؛ فإمبراطور بيزنطة عمانوئيل جاءها بجيوش جرارة سنة (532هـ= 1138م) واخترق آسيا الصغرى، ولم يقدر أحد من سلاجقة الروم على إيقافه، ودخل إلى سورية بعد أن استولى على مدينة بزاعة؛ وهي قريبة من حلب، فغدر بأهلها بعد أن أعطاهم الأمان؛ فقتلهم وسبى نساءهم، وهنا وقعت المنطقة بين مطرقة إمبراطور بيزنطة وسندان الصليبيين الفرنجة بالشام، وهنا برز رجل المهامِّ الصعبة.
بدأ #عماد_الدين_زنكي في التخطيط لقتالهم فقام بإرسال بعض الجنود يكرّون على معسكراتهم على طريقة حرب العصابات ،ثم بدأ في إيقاع الخلافات بينهم عن طريق استغلا الخلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك فبدأ يراسل كل منهم يخوّفه من الآخر وغدرهم بالعهود ..ونجحت خطَّة عماد الدين زنكي؛ ووقع الخلاف بين الطرفين، وانسحب الإمبراطور من الشام، وترك المجانيق وأسلحة كثيرة بحالتها؛ حيث غنمها جيش الشام، وحرَّرُوا أسرى المسلمين، وارتفعت مكانة عماد الدين بين المسلمين، وعظمت هيبته في صدور الصليبيين .
ثم بدأت عينه تتجه ناحية الرها ولكن ملكها ‫#‏جوسلين‬ كان قد لاحظ قوة ‫#‏عماد‬ فخاف على الرها وبدأ بتحصينها تحصينًا شديدًا ،ولكن الداهية #عماد_الدين_زنكي ناوره حيث تظاهر أنه منشغل بحرب القبائل الكردية، التي تُسيطر على قلاع كثيرة في منطقة ديار بكر (جنوب تركيا الآن)، ولا تقبل الانضمام لصفِّ عماد الدين زنكي لدواعي عصبية وقبلية، وبالفعل انطلت هذه الخدعة على جوسلين، الذي خفَّف من شدَّة التحصينات، وتراخى في دفاعاته !
فهجم عليهم #عماد بجيشه فدار بينهم قتال شديد كانت نتيجته انتصار المسلمين وهزيمة النصارى شر هزيمة وفرح المسلمون بهذا الانتصار الذي أعاد لهم الثقة في أنفسهم مرة أخرى بعد غياب الانتصارات أكثر من 50 عامًا ..وكانت هذه الهزيمة لها وقع شديد على النصارى فقاموا بشنّ حملة شديدة لاستعادة الرها ولكنهم فشلوا وعادوا خائبين .
وهنا ظهرت خيانة الشيعة الباطنية الذين تحالفوا مع النصارى وهجموا على #عماد وهو نائم فقتلوه ..
فمات شهيدًا رحمه الله وجزاه الله عنّا وعن الإسلام خير الجزاء ..وأكمل سيرته من بعده ابنه نور الدين محمود .
.
بعض المصادر
كامل في التاريخ
البداية والنهاية
سير أعلام النبلاء
وفيات الأعيان
الطريق إلى بيت المقدس
المنتظم
تاريخ اسلامي
‫#‏كنا_جبالا‬
زر الذهاب إلى الأعلى