مقالات واراء

لمحات من حياة البابا شنودة

كتبت : نعمه ناجح
فى الذكرى الرابعة لرحيل ‫‏البابا شنودة‬
احكى لحضراتكم لمحات عن وطنية البابا شنودة
“مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيها”.. كلمات خالدة قالها البابا شنودة
لم يغب ابدا عن احداث مصر وكان فى مقدمة الصفوف وقت الشدة والازمات
يحكى البابا شنودة عن خدمته فى الجيش:
كان من الممكن دفع بدل نقدى لمن يريد الإعفاء من الجيش، لكننى تطوعت وأنا ما أزال طالبا فى الجامعة،
البابا شنودة الذي كان ضابط احتياط في شبابه كان داعما لمصر في وقت الحرب وكانت الكنيسة القبطية بما لها من مقرات في دول العالم تشرح موقف مصر وتدعمه خارجيا
قام البابا شنودة بزيارة الجبهة المصرية وخاطب الجنود الرابضين على خط النار، ثم زار قداسته الأبطال الجرحى في المستشفيات العسكرية ـ مسلمين وأقباطا ـ وقدم لهم الهدايا
وفى ايام الحرب قام قداسة البابا شنودة بعقد اجتماع مع الكهنة والاساقفة في جميع الأبرشيات لحثهم علي الإسهام في دعم المجهود الحربي وطلب من كل كنيسة وجمعية تقديم تقرير يومي له عما تقدمه من اعانات
كما شكل لجنة لجمع التبرعات ولجنة للإعلام الخارجي لمخاطبة كنائس العالم والرأي العام العالمي
قد قدمت الكنائس والجمعيات القبطية مبلغ من المال وأوفد قداسة البابا شنودة نيافة الانبا صموئيل لتسليمها للدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف في ذلك الوقت .كما قامت الكنيسة بتقديم 100 الف بطانية لوزارة الشئون الاجتماعية و30 ألف جهاز نقل دم لوزارة الصحة
وحين عقد السادات، اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل التى أصرت ألا تقتصر بنودها على السلام وإنهاء حالة الحرب بين البلدين مقابل انسحاب إسرائيل من سيناء، بل وتمتد للتطبيع الكامل وتبادل الزيارات بين مواطنى البلدين، وسجل البابا رفضه القاطع للاتفاقية مؤكدا رفضه الذهاب مع الرئيس فى زيارته إلى إسرائيل إلا ويده فى يد شيخ الأزهر عام 1977، وبعد أن تتحرر المدينة من الاحتلال، وأنه سيأمر الأقباط بعدم الذهاب للقدس فى ظل الاحتلال، وهو ما اغضب الرئيس وبشدة واعتبر هذا الموقف تدخلا من البابا فى شأن سياسى ليس من اختصاصه.
وقتها أصدر السادات عدة قرارات كان من بينها تحديد إقامة البابا وسحب التصديق على قرار تعيينه كبابا للكنيسة المصرية،
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، دافع البابا شنودة،، عن القضية الفلسطينية حتى سبقت الكنيسة بعض المؤسسات الدينية الإسلامية فى مواقفها القوية تجاه الحقوق الفلسطينية،
ربما لا يعرف الكثير مقولة البابا ‘انتم أخذتم وعدا من بلفور وليس من الله’
كان موقف البابا واضحاً من الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه كان محل الاحترام من ياسر عرفات الرئيس الفلسطينى الراحل الذى كان يزوره فى العباسية كلما جاء إلى القاهرة
وحينما حاصرت اسرائيل ياسر عرفات في رام الله و في فترة قاطع الزعماء العرب أبو عمار، ضاغطين عليه لثنية على مواقفة الوطنية و دفع عرفات إلى قبول الموقف الإسرائيلي ، أقام البابا شنودة فاعلية المؤتمر الوطنى الشعبى من أجل تأييد الشعب الفلسطينى وكان ذلك مساء يوم الخميس 11 ابريل 2002 في مقره بالعباسية حشد على وجه السرعة عدد غفير من أبناء الكنيسة القبطية و فتح خط التليفون مع أبو عمار على الهواء مباشرة لمدة زمنية ربما تجاوزت الساعة معبراً عن دعمه لعرفات و مصلياً له في إجتياز محنته
هذا هو قداسة البابا شنودة بابا العرب وصاحب المواقف الوطنية .

10890_1700092393596395_5035199985800458172_n

زر الذهاب إلى الأعلى