التقارير والتحقيقات

عبد الوهاب ابو داهش المحلل السعودي : انخفاض أسعار النفط بلغ مدى بعيدا بعد اجراءات التقشف.

كتب : خلف الله عطالله الانصاري
تشكل الصعوبات الاقتصادية الدافع للاتفاق الذي توصلت اليه أربع دول، أبرزها السعودية وروسيا، على تجميد إنتاج النفط عند مستواه الحالي، الا ان هذا التقارب لا يعيد الثقة المفقودة بين المعنيين، وسط شكوك حول مدى الالتزام به، بحسب محللين.
ويقول السعودي عبد الوهاب ابو داهش المحلل الاقتصادي ان «المملكة العربية السعودية ودولا خليجية اخرى تعاني لا شك من أسعار النفط المنخفضة، على رغم امتلاكها احتياطات مالية قوية» تمكنها من التأقلم مع تراجع الايرادات النفطية.
ويضيف «إلا انها تحتاج الى أيرادات نفطية أعلى لتخفيف الضغوط على عملاتها الوطنية، وعلى المستهلكين المحليين والإنفاق العام».
واتخذت الرياض في ديسمبر الماضي/كانون الثاني سلسلة اجراءات تقشف، شملت خفض الدعم على مواد اساسية بينها الوقود، إثر تسجيل ميزانيتها لعام 2015 عجزا قياسيا بلغ 98 مليار دولار، وتوقع تسجيلها عجزا يناهز 87 مليارا في موازنة 2016.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي الى 1.2 في المئة فقط هذه السنة، وهو المستوى الأدنى في سبعة اعوام.
وأمس الأول اعلنت وكالة «ستاندرد اند بورز» خفض تصنيف المملكة الإئتماني للمرة الثانية منذ اكتوبر.
وكان وزير النفط السعودي، علي النعيمي: قلل إثر اجتماع الثلاثاء من تأثر اقتصاد بلاده بانخفاض أسعار النفط، معتبرا ان الرياض التي تملك احتياطات اجنبية تفوق 600 مليار دولار «ليس لديها مشكلة» بذلك.
وأثّر انخفاض الأسعار بشكل سلبي على دول منتجة أبرزها فنزويلا والجزائر، وروسيا التي يعاني اقتصادها من التباطؤ. وكان التأثير مضاعفا على إيران في الأشهر الماضية، اذ ان العقوبات الاقتصادية التي كانت لا تزال مفروضة عليها قلصت صادراتها النفطية الى حد كبير.
ويرى جان-فرنسوا سيزنك، الخبير النفطي في جامعة جورج تاون الأمريكية، ان «العجز المالي الضخم وخفض الدعم الذي نتج عنه يوفر حوافز للتوصل الى اتفاق».
ويضيف «مجرد ان السعودية وروسيا تتحادثان هو إضافة كبيرة» لأسعار النفط التي كسبت زهاء 20 في المئة منذ بدء الحديث عن عقد اجتماع في الدوحة.
لكن الثقة مفقودة
كما شكل اجتماع الدوحة نوعا من المفاجأة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لا سيما في ظل التباين بين السعودية وروسيا حول ملفات إقليمية عدة بينها النزاع في سوريا ومصير الرئيس بشار الأسد. كما ان أي تعاون أو اتفاق نفطي يشمل إيران والسعودية سيشكل مفاجأة، لكون العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين اللدودين مقطوعة منذ مطلع السنة. إلا ان التقارب في مجال النفط لا يردم الهوة العميقة بين المعنيين.
ويقول ابو داهش «ببساطة المملكة العربية السعودية لا تثق بروسيا او إيران لاسباب متعلقة بالتنافس السياسي والاقتصادي. روسيا في السابق فشلت في الإيفاء بوعود مماثلة، والسعوديون لديهم شكوك بأنها ستقوم بذلك الآن».
ويضيف «لكن المملكة لديها الإرادة الجدية لخفض الإنتاج اذا رأت ان الآخرين سيلتزمون. في الوقت الراهن، الرياض تعتقد ان الوقت لم يحن لاتخاذ قرارات حازمة».
ويعتبر سيزنك ان النزاعات الإقليمية لن تحول دون اتفاق نفطي، نظرا لان كل الأطراف المعنيين يحتاجون الى المال.
ويقول ان المعنيين «يمكنهم ان يخفضوا الإنتاج ويزيدوا المداخيل ويستمروا في قتال بعضهم البعض»، معتبرا ان اتفاقا نفطيا ناجحا قد «يسهل الحديث عن تسوية في سوريا»، حيث تدعم روسيا وإيران نظام الرئيس بشار الأسد، بينما تعد السعودية من أبرز الدول المؤيدة للمعارضة المطالبة برحيله.
ويرى توفاي وأبو داهش ان السعودية قد تكون رغبت في الظهور بمظهر المتعاطف مع دول أخرى منضوية في منظمة «أوبك.»
ويقول «لا يريد السعوديون ربما الظهور بمظهر اللامبالاة بهواجس الاعضاء الآخرين في اوبك، لا سيما في وقت يعتبر العديد من المعلقين ان المنظمة انتهت عمليا.»
ويعتبر ان الرياض لا تزال تراهن على التأثيرات المتوسطة والبعيدة المدى لقرارها عدم خفض الإنتاج.
ويرى ابو داهش ان «السعودية ذهبت الى قطر بدافع اللباقة تجاه أعضاء آخرين في اوبك، وهي تدرك ان إيران وروسيا لن تلتزما».
ويضيف «لا اعتقد ان دول الخليج تريد التخلي عن حصتها في السوق لصالح إيران. اعتقد ان الصراع على الحصة في الأسواق بدأ بالاحتدام

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى