مقالات واراء

لهذه الأسباب أحب قرية تفهنا الأشراف والحاج صلاح عطية !!

كتب: جلال مجاهد 

قد يتعجب البعض من أصدقائي!!، وقد يتساءل أحدهم بينه وبين نفسه سراً !!، أو يسألني صراحة !!:

ما سر اهتمامك بقرية تفهنا الأشراف؟! وما الدافع وراء اهتمامك – الذي يبدو مبالغاً فيه من وجهة نظر البعض- بوفاة الحاج صلاح عطية؟! على خلاف الكثير من زملاءك العاملين بقرية تفهنا الأشراف؟!

أرد عليهم قائلا ومعلقاً وذاكراً لبعض مبررات هذا الاهتمام، والذي يعكس جزءاً يسيراً من حبي لهذه القرية منذ طفولتي وفيما يلي بعض هذه المبررات:

  1. لقد تعلق قلبي بهذه القرية (تفهنا الأشراف) منذ عام 1992م تقريباً وأنا عمري حوالي 11 سنة حينها، وسبب هذا التعلق هو حب والدي الحاج/ حسن أحمد مجاهد -رحمة الله عليه- لهذه القرية بعد أن زارها مع وفد من قريتي (قرية الجوابر التابعة لمركز ميت سلسيل محافظة الدقهلية) لرؤية معالمها ومصانعها ومنشآتها والتعرف على تجربتها؛ وطلب مساعدة المهندس/ صلاح عطية ورفاقه للمساهمة في إنشاء معهد الفتيات بقريتي، وبعد عودة والدي من هذه الرحلة أو الزيارة بدأ يقص ويحكي ما رآه وما لاحظه، ولم يستطع إخفاء إعجابه بل وانبهاره بهذه التجربة -رغم بدايتها وحداثة نشأتها- واندهاشه وانبهاره الأكبر بهذه الشخصية الكاريزماتية (المهندس/ صلاح عطية) وبدأ يروي تفاصيل هذه الرحلة بإطناب وانبهار منقطع النظير بشكل يصعب علىَّ تذكر هذه التفاصيل بعد مرور حوالي 25 عاما من هذه الزيارة، ومن هنا جاء تعلقي الأول بهذه القرية عموماً وبالمهندس/ صلاح عطية خصوصاً.

  2. وبعد أن ظل قلبي متعلقاً بهذه القرية وبالمهندس/ صلاح عطية لفترة تصل إلى عام واحد تقريباً، علمت بأن بلدتي بصدد الاستعداد لاستقبال المهندس/ صلاح عطية بهدف مساهمته في إنشاء معهد فتيات الجوابر، وبالفعل تمت الزيارة وفي صحبته إذاعة القرآن الكريم ورئيسها في هذا الوقت (عزت حرك)، والحمد لله الذي وفق قادة قريتنا وقتها لإقناع أهل القرية وتجميعهم على قلب رجل واحد وحضروا هذه الأمسية الدينية، وبتوفيق من الله كانت حصيلة ما تم جمعه من تبرعات (مادية وعينية) من أهل القرية ومحبي الخير من القرى المجاورة وما دفعه الحاج صلاح عطية وقتها قد غطت إنشاء المعهد بفضل الله تعالي وتم البدء فيه وإنشاؤه على خير والحمد لله رب العالمين (ولن أنسى في هذا الصدد ذكر أسماء مجموعة من محبي الخير وفاعليه من قادة قرية الجوابر وأهلها وقتها -على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر- سعادة المستشار محمد الدسوقي علوان والحاج عبد العزيز ابراهيم الدسوقي علوان وأولاده، والحاج محمد خالد عوض وأولاده، والحاج شوقي عبد القادر امبابي وأولاده، –رحم الله من مات وبارك في عمر الأحياء منهم-، والشاهد: أن قلبي قد ازداد تعلقاً بهذا الرجل وظلت كلماته التي قالها في هذا المؤتمر وهذه الأمسية تتردد في إذني حتى لحظة كتابة هذه السطور، ومنها على سبيل المثال (المال مال الله، خش يا أبو عطية ع الزلط/ ع الرمل/ ع الحديد/ ع الإسمنت / وهكذا إلى أن تم بناء المعهد في ذات اليوم).

  3. بعدها كنت أتحسس أخباره من بعيد إلى أن وصلت إلى الثانوية الأزهرية وبعد أن حصلت عليها وجاء توزيعي وفق التنسيق إلي شعبة الخدمة الاجتماعية بكلية التربية تفهنا الأشراف جامعة الأزهر، -ودون الخوض في تفاصيل هذه المرحلة- فلقد فرح أبي رحمة الله عليه لأن الكلية التي سأدخلها ستكون في قرية تفهنا الأشراف التي يحبها وورثت أنا أيضاً حبها- .

  4. وبعد أن استقرت أموري في كلية التربية بتفهنا الأشراف وسكنت فيها مع زملائي، زاد حبي لهذه القرية وتعلقت بأهلها نظراً لودهم وحبهم وطيبتهم وحسن أخلاقهم وحسن استقبالهم للطلاب، -حيث كانت هذه السمات والصفات أبرز ما يتصف به أهل تفهنا الأشراف تجاه الطلاب- ، وبحكم وجود بعض أبناء القرية كأصدقاء وزملاء لي في الكلية أو بحكم المجاورة في السكن أو الصلاة في مساجد القرية أو غير ذلك – بدأت أتعرف أكثر وأكثر عن تفاصيل هذه القرية –، وكنت أحرص أن أظل في تفهنا الأشراف ولا أسافر إلى قريتي يوم الجمعة لصلاة الجمعة في مسجد مجمع المركز الإسلامي وأستمع إلى الحاج صلاح عطية بعد صلاة الجمعة والذي كان حريصاً على مقابلة الوفود من البلاد أو القرى المختلفة لطلب المساهمة في إنشاء وتجهيز المعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية وكان حريصا على هذا اللقاء حتى لقي ربه، ولن أنسي في هذا المقام ذكر اسم صديقي وحبيبي الغالي الأستاذ / أحمد السيد وافي (بارك الله في عمره ووفقه لاستكمال مسيرة الحاج صلاح) ووالده الأستاذ الفاضل الحاج / السيد وافي رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته، وكذا والدته الكريمة. ولن أنسي كلمات أخي وصديقي وزميلي الأستاذ/ أحمد وافي بعد أن وجد قلبي عامراً بحب قرية تفهنا الأشراف قائلاً: “أنا عارف أد ايه انت بتحب تفهنا الأشراف عشان كده هي كمان بتحبك وهتحبك أكثر”، بالإضافة إلى العديد من الزملاء من أهل القرية. كما لا أنسى الأستاذ عبد الحميد العناني رحمة الله تعالي عليه وكم كان يحبني ويحب جميع الطلاب، والشيخ أيمن وغيرهم وغيرهم.

  5. بدأت أتقرب أكثر وأكثر من أهل تفهنا الأشراف وزاد تطلعي للتعرف على تفاصيل أكثر من خلال الاهتمام الذي بدا واضحاً لتخصص الخدمة الاجتماعية التي كنت أدرسها في مجال تنمية المجتمع المحلي وخصوصاً المجتمعات الريفية، وبعد تشجيع أساتذتنا في الكلية حينها –رحم الله من مات وبارك في عمر الأحياء منهم- وخصوصاً أستاذنا الدكتور محمد العجوز والأستاذ الدكتور محمد عبد الرازق محمد خالد والأستاذ الدكتور فرغل عبد الحميد واهتمام الأستاذ الدكتور علي عبد المنعم في بادئ الأمر بهذه الكلية في قرية تفهنا الأشراف والأستاذ الدكتور علي عمر فؤاد الكاشف ثم ثم ثم إلى أن علمت بأن مجموعة من الأساتذة بدأوا في إجراء أبحاث ميدانية حول تفهنا الأشراف – كقرية ونموذج تنموي- من أمثلتها أبحاث الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد الهادي والأستاذ الدكتور محمد شكري وزير والأستاذ الدكتور محمد العجوز وعلمت بمساهمة الأستاذ الدكتور الشحات غريب جزر في بحث أيضاً تابع للمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية وغيرها،، فزاد اهتمامي أكثر وأكثر بقرية تفهنا الأشراف.

  6. إلى أن تخرجت في قسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع بكلية التربية جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وكنت الأول على القسم والأول على الكلية كلها (ثمانية أقسام) والحمد لله رب العالمين، فزاد حبي أكثر وأكثر بعد أن وجدت الترحيب يزداد من الأساتذة في الكلية وخصوصاً الأستاذ الدكتور فرغل عبد الحميد رحمة الله عليه وكان حينها وكيلاً للكلية. وليس المقام هنا بمقام الحديث عن اهتمامي باستكمال الدراسات العليا والتي استكملتها برغم عدم تكليفي بالعمل كمعيد بالكلية بعد التخرج مباشرة ولمدة عامين بعد التخرج.

  7. بعد التخرج ظللت متعلقاً بأمل التعيين كمعيد بالكلية، ولكن عينت أخصائياً اجتماعياً بمعهد قراءات الجمالية الأزهري، وفي ذات الوقت اجتهدت للدخول في الدراسات العليا ودخلت تمهيدي الماجستير في الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع ونجحت في تمهيدي الماجستير قبل التعيين كمعيد بالكلية، من خلال إعلان جامعة الأزهر عن حاجتها لمعيد بالقسم بالقاهرة ومعيد بالقسم بتفهنا الأشراف، فقدمت مسوغات التعيين في القاهرة وفي تفهنا الأشراف مع تطلع قلبي للتعيين بتفهنا الأشراف، وبالفعل عينت معيداً بقسم الخدمة الاجتماعية بكلية التربية تفهنا الأشراف بعد تخرجي منها بعامين وبالتحديد في 13ديسمبر2005م، والحمد لله رب العالمين وبدأت مرحلة جديدة من حياتي بتفهنا الأشراف.

  8. وأحد مبررات اهتمامي بقرية تفهنا الأشراف هو أني تلقيت العلم فيها، وعينت فيها، حيث كان الحاج صلاح عطية وقرية تفهنا الأشراف سبباً في هذا، فلو لم يكن في تفهنا الأشراف كلية تربية ما تعلمت وما عينت في تلك الكلية ولا في تلك القرية.

  9. وأخيراً من أهم مبررات وأسباب اهتمامي بقرية تفهنا الأشراف وبالحاج صلاح عطية رحمة الله عليه، أنه من قبيل حبي وانبهاري بهذه القرية كتجربة تنموية رائدة وبتوجيه من أساتذتي قمت بتسجيل درجة الدكتوراه في الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع تخصص تنمية مجتمع تحت عنوان: “استراتيجية مقترحة للتنمية الريفية في ضوء بعض التجارب المحلية المعاصرة – دراسة حالة لقرية تفهنا الأشراف-” ، وهذا من الأسباب التي تجعلني أهتم أكثر وأكثر كي أستطيع إظهار هذه التجربة الرائدة بشكل يتناسب مع الجهد الذي بذل فيها دون إغفال حق أحد قدر الإمكان، وبهدف صياغة استراتيجية للتنمية الريفية للمخططين على المستوى القومي من خلال تقويم تجربة قرية تفهنا الأشراف ؛ ملامحها وأهم أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطورها وتفاعل أهلها ونواحي قوتها وضعفها وفرصها وتهديداتها وأهم مؤسساتها وخصوصاً الجمعية الخيرية وبيت المال والزكاة والمستوصفات الطبية إلى غير ذلك، كي تصبح نموذجا يحتذي، والله المستعان

———————-

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل

كما أسأله جل وعلا أن يتغمد الحاج صلاح عطية بواسع رحمته وأن يجعل أعماله في ميزان حسناته اللهم آمين

 

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى