مقالات واراء

عام مضى وعام جديد و قطاع غزة مازال ليست بخير

كتب- سامح فارس
يمضي عام إلى ذمة التاريخ ويحل عام جديد. حزن يمضي ليحل بدلا منه تشاؤم. مع بداية العام الجديد سنطلق العنان لخيالنا بالأفكار والامنيات والاحلام، بعضها يمكن أن يتحقق وبعضها الاخر يصطدم بجدران اسمنتية بناها بعضنا في عقولهم تجاهنا. عرفنا ما جرى خلال السنة الماضية، لكن أين لنا أن نعرف ماذا تخبئ لنا السنة الجديدة؟
من أين لهذه السنة الجديدة أن تأتي بجديد أفضل وكلنا غارق في القديم أسبابا ومسببات؟
من أين يأتي الأمل والنوافذ كلها مغلقة إلا على تصريحات كلامية، لو كان في صدور اصحابها شيئ من الجد لقالوا الآن، وفعلوا الآن، وبدأوا الآن ما وعدونا بإنجازه خلال عام أو ثمانية أعوام من الانقسام، ولكنهم لم يفعلوا ولم يرحلوا.
من أين يأتي الامل وبلادنا مزروعة بالحقد والكراهية والفقر في الشوارع والنفوس. لا مكان للغد ولا للحلم. كل الاماكن مفتوحة على الظلم والظلام وعلى القهر، ما لم نغيره في نفوسنا وبأيدينا.
قيادات لا تنجب سوى التفكك والفرقة، وفي داخلنا، وفي وطننا حدود كتلك المرسومة بين الدول، وربما أصعب.
الناس شركاء في الحرب والسلام، في السيادة والثروة، ومهمة الحاكم تكمن أولا في الحفاظ على الممتلكات العامة من التعديات، وليس ممارسة التعديات بنفسه جهارا نهارا.
للقوانين قدسية وضعها إجماع الناس عليها، ولا قدسية للقائمين على تنفيذها، واذا ما خالف الحاكم تلك القوانين فلا طاعة له ولا شرعية، بل يجب مساءلته لانتهاكه قدسية ما اتفق عليه.
لكن بعضنا دفاعاً عن حزبه يزعم بملء شدقيه، ولربما يتخيل، أن غزة هي المدينة التي لا ينام فيها جائع.

 
صورة ‏‎Sameh Fares‎‏.
زر الذهاب إلى الأعلى