اسليدراهم المقالات

الحرية مع الجهل تساوي الفناء!!

كتب/رضوان محمد عثمان
أول كلمة وأول مطلب وأول هدف ضمن كل منظومات الحراك ستقع عليها عينك هي كلمة ((حرية)) دون تحديد أي صورة لهذه الكلمة فتصبح بالأحري بمعني ((اللا قانون)).
استهلكت هذه الكلمة وحصدت ملايين البشر دون ان يتحدد معناها بصورة قطعية حتي الآن فكم ياتري ستحصد حين يتحدد لها معني مرادف ومطابق لها!
-إستغلت هذه الكلمة القوية التي تبث الروح في الأجساد مجموعات معينة من المستنيرين ومن اصحاب الأجندات الخاصة والباحثين عن الشهرة وطلاب الإصلاح الحقيقي والمنظرين وآلاف الفئات استغلتها في تسيير شعوب وأمم كاملة وجعلتهم في حالة أشبه بالتنويم المغنطيسي أو الروبوتات لتنفيذ مخططات وأجندات من يتبني ترويج هذه الكلمة دون حتي أن يتساءل لماذا أفعل هذا انا؟
الخدعة الكبري التي يعيشها العالم العربي وافريقيا وبعض دول آسيا هي أن البلاد التي تتدعي الحرية وتحث الدول علي فرضها وتسعي احيانا لفرضها بالقوة وهي دول أوروبا وامريكا، هذه الدول لم تنشأ حرة، وقبل عقد من الزمان لم تكن هكذا، بل كانت اسوأ من حالنا اليوم بملايين المرات ولكنهم وضعوا اهدافا وتدرجوا في تحقيقها بحسب الضرورة حتي وصلوا الي ماوصلوا اليه اليوم، فالحرية في ضوء هذا فقط تعني التنظيم!
لا يمكن أن تولد الحرية فجأة ولا يمكن استيرادها بل هي قيم تزرع وتسخر لها الامكانات وتفرض لرعايتها القوانين وتطوع كل الموجودات لرعايتها وكل هذا تحت بند التعليم، فلا يمكن لمجتمع أمي ان يكون حرا، لأنها هنا تعني الغابة.
ابسط صورة لمعرفة الحقوق هي القيام بالواجب فلو أدي كل فرد واجبه علي الوجه الأكمل والأمثل من الطبيعي ان ينال حقوقه، دون المساس بمبدأ ان لكل قاعدة شواذ.
من ينظر نظرة خاطفة للتاريخ الأوروبي وتاريخ فرنسا تحديداً ((بلاد الحرية)) سيعلم كم دفعوا من ثمن ومجهود وأرواح للوصول إلى هذه المرحلة والتي ليست النهاية وانما مواكبة دوما لمستجدات الحياة، وكذلك أمريكا وغيرهم من رعاة المصطلح.
علينا أن نبدأ بتعليم انفسنا أولا ونبدأ ب(لماذا نتعلم) ثم (كيف نتعلم) و(ماذا نتعلم) و (لأجل ماذا) حينها سنكون قد وضعنا أرجلنا في اول سلم الحرية.
أخيرا:
إذا اعطيت جاهلا سلاحا سيعتدي، واذا اعطيت عالما سلاحا سيحمي به نفسه!

زر الذهاب إلى الأعلى