مقالات واراء

سلسلة مقالات نقديّة ” الصراع النقدي بين تياري القِدم والحداثة “

بقلم / أ : مصعب أبوبكر أحمد

قال أبو العلاء : ( ولا يمنع من أن ينشيء في هذا العصر من الشعر من هو لاحق بالمتقدمين شبيه من سلف من الفحول الأولين ) ، وقال : ( ليس النصر بقِدم العصر ، ولا التجديد بذهاب أبد الأبيد ) وقوله هذا اتخذناه مدخلاً وتمهيداً لسبر أغوار هذا المعترك النقدي الأدبي العميق . وأبو العلاء يرى أن النصر ليس في حداثة العصر ولا في تطوره ، ولا التجديد يكمن في ذهاب السابقين من الشعراء ، أو النقاد ، وكأنما أراد أن يقول : إن العصر لا يقدم جديداً ، أو يدحض قديماً ؛ إنما رواد العصر من مفكرين وعلماء هم من يقومون بقيادة دفته نحو التقدميّة أو التأخر . كما وجدنا أن هناك من تحفظ على تسمية ( شعر قديم و شعر حديث ) في مقدمتهم الناقد عزالدين الأمين عبدالرحمن صاحب أول نظرية نقدية في الوطن العربي تناولت هذا الصراع بتخصصيّة وعلميّة ومنهجيّة . فذكر في كتابه ” نظرية الفن المتجدد ” أن الشعر هو ذاته الشعر ، لكن تتجدد أغراضه ومواضيعه تبعاً لمتطلبات عصره ، وهذا ما اتفق فيه مع أبي العلاء المعري بأنه لايوجد مايمنع من أن ينشيء في هذا العصر من هو لاحق بالمتقدمين ، لكن يحب عليه – في رأينا – مراعاة ما اتفق عليه معظم نقاد الأدب كشرط اللغة العربية الفصيحة مثلاً . هذا وقد أثرى الصراع النقدي الساحات الأدبية ورفع من قدر الشعر ، وعمّق العمليّة النقدية أكتر مما كانت عليه …

زر الذهاب إلى الأعلى