الأدب و الأدباءالثقافة

جرير .. شاعر البلاط .. والهجاء .. والسلاطين

اعداد : لفتة الخزرجي / بابل

تفتحت عينا جرير سنة 653م .. كانت ولادته في بيت ابيه ، الذي اشتهر بالبخل والوضاعة والخمول ..

جرير .. وهو ابو حرزة جرير بن عطية بن حذيفة الخطيفي ، عمل راعيا لاغنام ابيه .. ونشأ في كنف عشيرته ، خشنا ، بدويا ، فصيحا ، قرض الشعر منذ بدايات شبابه .. شارك قبيلته ” تميم ” في حدتها وشدتها وخصومتها .
بعد ان امتلك ناصية الشعر ، قرر الرحيل الى العراق ، ليكون قريبا من الفرزدق ، فوصل البصرة في جنوب العراق ، ولانه يعرف من اين تؤكل الكتف ، فقد وجد ضالته عند الحجاج الذي ادخله على بلاط عبد الملك بن مروان . فمدح سيد البلاط وحظي بمكانة اثيرة ، حيث حصل بينه وبين عدي الرقاع ، سجال شعري مرير ، تمكن جرير من التقرب من الوليد بن عبد الملك .
جرى بين جرير والفرزدق سجال طويل ، وهجاء مرير ، فقد كان جرير اموي الهوى ، يفتش عن الجاه والمال ، يكيل المديح للسلاطين ويتقرب منهم . قال في الفرزدق :
الا انما كان الفرزدق ثعلبا ….. …. ضحا وهو في اشداق ليث صارم
لقد ولدت ام الفرزدق فاسقا .. …وجاءت بوزواز قصير القوائم
ولم يقف جرير عند الفرزدق ، بل انه هجا الاخطل كذلك ، فقال فيه :
اليس ابو الاخيطل تغلبيا …… فبئس التغلبي ابا وخالا
قال الاخيطل اذ رأى راياتهم … يا مار سرجس لا نريد قتالا
“ومار سرجيس قديس تغلب تكرمه وتجعله شفيعا لها ” .
وهو شاعر الغزل الذي لا يبارى :
لو تعلمين الذي نلقى اويت لنا ….. او تسمعين الى ذي العرش شكوانا
يا ليت ذا القلب لاقى من يعلله ….. او ساقيا فسقاه اليون سلوانا
ما كنت اول مشتاق اخا طرب ……. هاجت له غدوات البين احزانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم … بالبذل بخلا ، وبالاحسان حرمانا
راحوا العشية روحة مذكورة ……… ان حرن حرنا ، او هدين هدينا
كانت وفاة جرير في سنة 711م . لعد حياة حافلة بالهجاء والمديح والغزل والتكسب والتقرب من السلاطين .

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى