أخبار غزة

ستة قتلى في غزة مع تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين

كتبت :ملك احمد
قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين خلال احتجاجات في غزة وطعن رجل يهودي بسكين أربعة عرب فأصابهم بجروح في جنوب إسرائيل في موجة عنف أذكت المخاوف من انتفاضة جديدة ضد إسرائيل.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الجنود أطلقوا النار عبر الحدود على غزة بعد أن اقترب الفلسطينيون من السور الحاجز وألقوا حجارة وإطارات محترقة. وقال مسعفون في غزة إن ستة أشخاص قتلوا و50 آخرين أصيبوا بجراح.
وكان نشطاء قد أطلقوا دعوة التظاهر تضامنا مع الفلسطينيين الذين يحتجون في القدس والضفة الغربية حيث تفاقمت التوترات في عشرة أيام من العنف قتل فيها أربعة إسرائيليين وما لا يقل عن ثمانية فلسطينيين.ويتركز الغضب الفلسطيني بشكل كبير على الأحداث في حرم المسجد الأقصى في ظل المخاوف من أن إسرائيل تحاول تغيير الوضع القائم.
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد تغيير الظروف التي يُسمح فيها لليهود بزيارة الموقع لكن يحظر الصلاة فيه على غير المسلمين. لكن كلمات الطمأنة التي أدلى بها لم تهديء مشاعر الغضب بين المسلمين في أنحاء المنطقة.
ولم يكن العنف في شدته مثل الانتفاضتين الفلسطينيتين اللتين جرتا في أواخر الثمانينات وأوائل العقد الأول من القرن الحالي لكنه أثار المخاوف من انتفاضة ثالثة.
ودعا نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس للهدوء وتواصل الشرطة الفلسطينية التنسيق مع قوات الأمن الإسرائيلية في مسعى لاستعادة الأمن والنظام لكن لا توجد مؤشرات تذكر على انحسار العنف.
ودعا زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة الفلسطينيين لتصعيد الهجمات.
وقال إسماعيل هنية في صلاة الجمعة “دون القدس دماءنا ودون القدس أرواحنا فالقدس والأقصى عقيدة.”
وتابع قوله “ندعو إلى تعميق الانتفاضة وتصاعدها” قائلا إنه فخور بمن سماهم “أبطال السكاكين”.
وفي وقت سابق يوم الجمعة طعن مهاجم يهودي أربعة عرب في مدينة ديمونة بجنوب إسرائيل واستنكر نتنياهو الهجوم ووصفه أحد وزرائه بأنه “إرهاب”.
وفي مدينة العفولة بشمال إسرائيل أطلقت الشرطة الإسرائيلية عدة طلقات نارية على امرأة من عرب إسرائيل فأصابتها بجراح حينما كانت ترفع سكينا. وقالت الشرطة إنها حاولت طعن حارس في محطة حافلات لكن مقطع فيديو مصور للحادث لم يظهر ذلك.
وذكرت الشرطة أن فلسطينيا طعن صبيا يهوديا يبلغ من العمر 14 عاما فأصابه بجروح بمدينة القدس القديمة. وطعن فلسطيني شرطيا قرب مستوطنة يهودية في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وأضافت الشرطة أن مهاجم الشرطي قتل بالرصاص.
ووقعت أعمال عنف أيضا في مدينة رام الله بالضفة الغربية وأظهر مقطع فيديو سيارة جيب للجيش الإسرائيلي تدهس فلسطينيا يلقي بالحجارة فأصابته بجراح. وقال مسعفون إن 247 فلسطينيا أصيبوا في اضطرابات يوم الجمعة بالضفة الغربية.
وكان العنف في الآونة الأخيرة على نطاق أضيق كثيرا مما كان عليه الوضع في الانتفاضتين لكن الشكوك ومشاعر عدم الثقة عميقة بين الجانبين ولا سيما بعد انتهاء المفاوضات بينهما في أبريل نيسان 2014 دون تقدم.
ومن شأن اندلاع انتفاضة جديدة أن يعقد مساعي زعماء العالم لحل الصراعات في سوريا والعراق واليمن ولا توجد رغبة تذكر للمشاركة مرة أخرى في مساعي السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بعد الكثير من الإخفاقات في الماضي.
وتبدو فرص استئناف محادثات السلام قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضئيلة.
*لا سلام لا محادثات
اتهم نتنياهو عباس وحركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحريض على العنف في القدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة. وكرر هذه الرسالة خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس وقال إنه لا يوجد “علاج سريع”.
وقال “نحن في خضم موجة إرهاب بالسكاكين والقنابل الحارقة والحجارة وحتى الذخيرة الحية.”
وتابع قوله “رغم أن هذه الأفعال غير منظمة في معظمها فإنها كلها نتيجة التحريض الوحشي والكاذب لحماس والسلطة الفلسطينية وعدة دول في المنطقة و… الحركة الإسلامية في إسرائيل.”
وأشاد عباس بالفلسطينيين لدفاعهم عن الأقصى لكنه دعا الناس للمشاركة في “مقاومة شعبية سلمية”.
وإلى جانب التوترات بشأن الأقصى زاد غضب الفلسطينيين مع تشديد تعامل القوات الإسرائيلية مع المتظاهرين الذين يلجأون للعنف. وأبلغ نتنياهو الجنود أنه مسموح لهم بإطلاق النار على أي فلسطيني يرمي الحجارة إذا كان هناك سبب للاعتقاد بأن حياة أي إسرائيلي قد تكون في خطر.
وشجع رؤساء البلديات الإسرائيلية السكان الذين يحملون تراخيص سلاح على حمل أسلحتهم.
وثارت مشاعر الاستياء وخيبة الأمل بسبب تقاعس الشرطة الإسرائيلية عن تعقب اليهود الذين نفذوا هجوما أحرقوا فيه منزل أسرة فلسطينية قبل شهرين في الضفة الغربية مما أدى إلى مقتل طفل وأسرته.
وفي المقابل ثار غضب الإسرائيليين بسبب حوادث إلقاء الحجارة وقتل زوجين إسرائيليين في الضفة الغربية قبل عشرة أيام. وكان قد أطلق عليهما النار وهما يقودان سيارتهما مع أطفالهما الأربعة.

زر الذهاب إلى الأعلى