أخبار عاجلةمقالات واراء

الشرعية للجماهير

احجز مساحتك الاعلانية

 

أميرة شوقي تكتب

لم يخرج ملايين المصريين من بيتوهم ليثوروا و لم يضحي الألاف بحياتهم و لم يصاب عشرات الالاف و لم يفعل المصريين ما فعلوا من تضحية و جهاد و ثبات من أجل أن نطبق الديمقراطية و نقيم أنتخابات رئاسية تأتي برجل يستنسخ نظام مبارك …ثم نقف جميعاً مكتوفي الايدي أحتراماً لشرعيته !!
فلو كان أحترام الشرعية هو هدف الثورة ..اذاً لماذا قمنا بالثورة أصلاً و ثورنا علي مبارك …فلا يوجد في قاموس الثورة كلمة تدعي “الشرعية” للفرد , الشرعية الوحيدة المعترف بها هي الشرعية الثورية , الشرعية الشعبية و سوف تظل الشرعية الوحيدة حتي تحقق الثورة أهدافها …
فالثورة هي من اتت بمرسي ومن ثم أتت بالسيسي و شرعية أي رئيس كانت مستمدة من شرعية الثورة مرهون باحترامه هو لشرعية الثورة …و لكن للأسف حتي الأن لم يأتي رئيس يحترم الشرعية الثورية و لم يحترم دماء عشرات الألاف من القتلي و الجرحي الذين سقطوا من أجل تلك الثورة ….!
فلتسقط الشرعية لو كانت هي الشعار الذي يرتكب النظام باسمها كل الجرائم لاجهاض تلك الثورة و القضاء عليها
فلتسقط الشرعية التي ستجعل الأخوان لا يعملون ألا لتخوين الدولة
فلتسقط الشرعية …التي ستجعل من كل معارض خائن لوطنه و دينة
فلتسقط الشرعية….التي تحول مصر لدولة دينية فاشية
فلتسقط الشرعية….التي تأتي بدستور عار لا يمثل الا فصيل واحد
فلتسقط الشرعية….التي ستجعل الثوار الحقيقين منافقين و مخربين و فلول
فلتسقط الشرعية….التي تغلق قنوات المعارضة و تحبس الصحفيين و ترفع قضايا علي الاعلاميين
فلتسقط الشرعية….التي تجعل رئيس فوق القانون و الدستور
فلتسقط الشرعية….التي ترفع الأسعار و الضرائب و لا ترفع دخل المواطن
فلتسقط الشرعية….التي لا تأتي بحق الشهداء
فلتسقط الشرعية….التي تعيد أنتاج نظام الفرد الواحد والحزب الوحد
فلتسقط الشرعية …التي ستجعلنا فريسة لرجال الدين يكفروا في أي معارض
فلتسقط الشرعية….التي تجعل شعب مصر يقاتل بعضه أمام قصر الرئيس
لا ديمقراطيه و لا شرعية في الحق ….لا يوجد راي أغلبية يحدد الصواب و الخطأ….الديمقراطية (الشرعية) هي الوسيلة و ليست الغاية ….و لقد قامت الثورة من اجل الغاية و ليس الوسيلة , فأن كنا سنحقق ما ننشده بالديمقراطية فاهلا بها و ان كانت لن تحققه فلتذهب الي الجحيم …فهي ليست كتاب من السماء
فالديمقراطية من الاساس هي أحد الأسلحة المضاده لاي ثورة و أي تغيير , فالتاريخ لا يذكر اي واقعة اجتمع فيها أغلبية الناس أو حتي ربعهم علي “الحق” , فلو كانوا مجتمعين ما قامت ثورة او نادي احد بالتغيير أصلا , لو كان أغلبية الناس واعية و ناضجة لما سمحوا لحكامهم بالعبث و الفساد ….ولكن الثورات او التغيير غالبا ما يقوم به قلة من المجتمع …
فالأنبياء هم خير مثال ,,,, فجمعيهم كانوا قلة مستذلين و مستضعفين في الارض ….فلو كانوا أخذوا برأي الاغلبية لكنا نعبد الاصنام حتي يومنا هذا …..و لكنهم لم يرضخوا لمجتمعهم و ظلوا يحاربوا من أجل قضيتهم حتي أنتصروا في النهاية
فالديمقراطية الذي يتغني بها أي نظام حتي الأن ببساطة تقضي على فضيلة العدالة لأنها تؤدي للفوضى باختلاط أو تساوي أصوات المؤهل وغير الموهل وقد يغلب عدديا غير المؤهل…. فمعظم الجماهير ليست في وضع يمكنها من إصدار أحكام سياسية أو خيارات سياسية…. إن الجماهير في حاجة إلي أن تتدرب أولاً حتي يمكنها اتخاذ قرار باختيار معين….. و الأخطر هو ان المتأسلمين من تجار الدين سابقا والانتهازيين والرأس ماليين يستغلون الشريحة غير المؤهلة في نشر سمومهم لتوجيههم الي ما هو باطل ليحققوا أهدافهم الخبيثة ,.. ليس من العدل و لا من المنطق أن يحدد هؤلاء مستقبل مصر وشعبها…!
فهم يبغضون الديمقراطية أشد البغض و يحرموها و يجرموها , ويتظاهرون بأنهم ينادون بها و يطالبون الاخرين باحترامها ….تلك الدنيا فما كان يضر بالامس ينفع اليوم و لا عزاء للمبادئ …
أني أرفض الديمقراطية أن لم تحقق العدل الذي خرج من أجله الملايين, فانه لا يصح الا الصحيح و لو اجتمع اهل الدنيا علي ,فالحق و العدل أولي أن يتبع, والعدل أن ينتقل حكم تلك البلاد لمن يستطيع أن يحقق أهداف الثورة لا أهدافه الشخصية أو أهدف حاشيته …فكل له جماعته ( من ابناء مبارك ؛أهل وعشيرة مري ؛الي اتباع ومؤيدي السيسي)
سنرفض استخدام الشرعية كسلاح يستغل به الفقر و الجهل لمعظم فئات الشعب ….فهذا هو قمه العار و الخزي….

زر الذهاب إلى الأعلى