اهم المقالات

شهوة الظلم دمار

كتبت / منى حامد

نأتي الدنيا غارقين في الدماء ولكنها تحمل الطهارة إلينا وتسدل أستار العفاف علينا، نأتي الدنيا كما هي سنة الحياة عرايا ولكن دون عار يلاحقنا ، ينظر الجميع إلينا مبتسما في محبة وإفتخار .
ونظل نحياها دنيا زارعين الأطماع منغمسين في جلب مصالحنا ، فتنمو بذور شرورنا صغيرة هي ولكن لها قدرة على النمو والإستمرار ، طالما أنه لا مراجعة ولا إستغفار .
نصب الماء والعطر صبا على أجسادنا ونستر سوءاتنا ونتناسى خبث الدنيا ومكرها المحيط بنا ، حتى ننزلق لا إراديا ثم بكامل الإرادة داخل دورة الظلم الأبدية ، نغذيها من طاقه دنس تولدت داخلنا ،فتدور وتدور حتى تدور على رقابنا . فالظلم ظلمات ومهما غفلنا لابد من يوم ترد فيه المظالم .
نعلم أنه أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم ، ولكن قد لا نعلم أنه كل منا الا واردها يوما ظالما فيوما مظلوما .
كلنا بنو آدم بشرا خطاء ، ولهذا فدورة الظلم هي أبدية كطاحونة هوائية تدور بلا عناء ، تدور طالما وجد الإنسان.
فما منا من ملاك وليس منا من هو نبي مرسل مطهر بيد الإله.
هدد آلفناه لعبة ننتهجها ، كلمات سيئة بليونة كما الفطرة نتحدثها ، نظرات كشرر تترامى فتحرق الجميع ، ماعادت تمحى عنا الدماء ، والدماء الأن غير الدماء تغرقنا وتلوثنا .
غابة هي الأن عنوان الإنسانية ، الكل طوعا ساكنها ، يحفل ان يوما يرأسها ، شيطان مريد وإن يكن مادام مهابا مطاعا على عرشها ومالكها . مهما كانت النتيجة ولو ذاق مرارها علقما ولو أعلن بحسرة بعد فترة خسارته والندم.
فلا تتباكى أعين أحدكم وقت مظلمته ، بل يتذكر يوم طغى وظلم وليقل زرعت شوكا وآن أوان قطف ثمار ، هذا ما زرعته يداي .
كلنا راع وكلنا مسئول عن رعيته ، ولكن في زمن الأم مضرب الحنان صبحت تهفو للسيطرة حماة يخشى منها الجبروت والغضب ، وزوجة تهجر العش تكفر بالعشير تهز الجدران هزا كريح صرصر عاتية .
أب يكيل الركلات حمو يدمر حياة الأبناء ويشرد الأحفاد، زوج ما أصبح سندا بل عبوس مقتر فاتر العزيمة كرمح مسنون السن في القلب منغرس .
وأكم من مفرط ومهمل وكم من متجبر وطاغية ، هلا نقف مع أنفسنا وقفة جادة ، و نطالب بالعدل من أنفسنا قبل أن نطالب به حكامنا وغيرنا .
فقد بلغ بنا الحد أن كلنا ياعزيزي لصوص ، وحق علينا قوله تعالى أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مافي أنفسهم ، وأن يصلحوا ذات بينهم أولى لهم .
عليكم أنفسكم لا يضيركم من ضل إذ أهتديتم ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وأنصحوا أنفسكم وغيركم بالعدل . أعدلوا هو أقرب للتقوى ، وزنوا بالقسط عملا بما أوصانا به الله تعالى لا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا .
زوجاتكم وأهليكم وأولادكم راقبو ربكم معهم لا تميلوا كل الميل ولا تذرو النساء كالمعلقة وأتوهن أجورهن ..
ولا ابرئ نفسي كلنا بشكل أو بأخر ظالمين للغير أو ظالمين أنفسنا على أقل تقدير ، حق أن نعدل في جميع الأمور ، عسى أن يبارك الله علينا وفي ذرياتنا ويصلح لنا جميع حالنا ، أصلح الله بنا وإياكم

زر الذهاب إلى الأعلى