الأدب و الأدباء

الآراء المتضاربة في حقيقة الأدب الجاهلي

كتب : لفته عبد النبي الخزرجي
الادب العربي في الجاهلية ، كان وما يزال مثار جدل وحوار وآراء متضاربة ، ولم يحصل القطع في اثبات مصداقية الادب العربي الجاهلي ، والشعر منه بشكل خاص ، حتى هذه الساعة ، والاسباب كثيرة ، مما دفع العديد من المستشرقين الاوربيين والكتاب العرب اصحاب الباع الطويل في تاريخ الادب العربي ، ليدلوا بدلوهم في هذا الباب ، وهو ما اثار زوبعة من ردود الافعال المتعارضة حول هذا الموضوع الشائك والذي تجيطه الكثير من حالات الغموض والابهام . ولذلك فإننا نرى كاتبا كبيرا وباحثا معروفا وهو الاستاذ القدير حنا الفاخوري يقول ( وبعد كل هذا يتبادر الى الذهن سؤال شغل النقاد والعلماء ، وهو ” ما مدى صحة الشعر الجاهلي ؟” إنه لسؤال يصعب الجواب عليه بدقة وجزم .) الا ان الباحث لا يريد ان يجزم بعدم صحة الادب الجاهلي جملة وتفصيلا ، وفي الوقت نفسه يؤكد ان هناك الكثير من الشعر منتحل ومنسوب لشعراء من العصر الجاهلي .
المستشرق ” مرغليوث ” يذهب مذهب الانكار للشعر الجاهلي ويؤكد انه شعر منتحل في العصور الاسلامية ومنسوب لشعراء جاهليين . اما المستشرق ” شارل جيمس ليال ” فانه معتدل في موقفه من الشعر الجاهلي حيث يشير الى ان البعض منه منحول امام الغالب فيه فهو من صناعة شعراء جاهليين لهم باع طويل في انشاد الشعر ونظمه وابداعه . كذلك فان الدكتور ” طه حسين” قد ذهب مذهب البعض الذي يشك في صحة الشعر الجاهلي ، وللدكتو حسين اراؤه ومبرراته في هذا الاطار ، حيث يثبت رأيه في كتاب ” في الشعر الجاهلي ” .. ونقرأ رأيه في ذلك ( لايمثل الشعر الجاهلي الحياة العقلية والدينية والسياسية والاقتصادية للعرب الجاهليين ، واسباب اخرى يتحث عنها الدكتور طه حسين . وان هذا الشعر منتحل في العصور الاسلامية اللاحقة ومنسوب لشعراء من العصر الجاهلي . وسنتطرق في موضوع لاحق ونتناول بشكل كامل تفاصيل الطروحات المختلفة للكتاب والعلماء والمستشرقين في متابعة هذا الموضوع الذي سيبقى محل جدل ونقاش لفترة لاحقة .

زر الذهاب إلى الأعلى