الأدب و الأدباء

لسنا ملائكة

بقلم :_ زهراء عبدالقادر
معروف ان خير الامور الوسط واي فطرة سليمة لا تقبل المزايدة والمغالاة
في اي شئ ولكن سر تأخرنا اننا اصبحنا متقدمون في التطرف في كل اتجاه وعكسه
نعيش حالة من الصراع والغليان المستمرة مع انفسنا.
مشكلتنا في مصر اننا لانعترف – في اغلب الاحيان بما فينا من نقص ويصر كل منا لسبب مجهول علي موقفه كأعمي صادف اصم في مفترق طرق فصار يتنابزان حيث يذكر الاعمي الاصم بما فيه ويبادله الاصم .
لماذا لا نعترف بهذا النقص الموجود فينا ؟
لان الذات الانانية هي التي تحركنا لكن في اغلب الاحيان لا نأخذ بالنا ان عدم الاعتراف بالنقص هذا سبيل لارجاعنا للوراء .
حتي الذم والمدح تطرفنا فيهما لدرجة لا مثيل لها في اي من دول العالم
وبدرجة لا تعرف منطقا ولا موضوعية فيتحول من نغضب عليه الي شيطان منزوع من اي خير ونمحي كل ايجابياته التي كنا نضخمها في وقت سابق ونصفق له ونحاول ان نحطمه ونقض عليه قضاء تاما ونحكم عليه بالاعدام بلا قاض ولا قضاء
واصبح كل من يذكره بالخير يوضع معه في نفس المركب الغارقة حتي يتمني ان يموت او يهرب من هذا الواقع المؤلم المرير.
ومن نرضي عنه او يوافق هوانا وتوجهنا نظل نمدح فيه ونفخمه ونذهب به ونضعه عند النجوم لدرجة تلبسه لباس الملائكة
بالطبع هناك عقلاء كثيرون يزنون المور بميزان الحكمة ولكن من يظهرون علي الساحة ويؤثرون في العامة البسطاء هم المتطرفون بالمدح والذم وهذا التطرف سوف يقودنا جميعا الي الظلم البين الذي لا عدل له .
(لكننا في النهاية لسنا ملائكة)

زر الذهاب إلى الأعلى