الأدب و الأدباءالثقافة

قصة قصيرة ” أمل “

بقلم/الشيماء صلاح الدين
هواء الصباح البارد يضرب وجهه بقوة،أشهر طويلة قضاها فى هذا البلد وحيدا،بين العمل والدراسة تتوزع ساعات يومه،يصادف كل يوم مئات العيون التى تدعوه ومئات الشفاة التى تغريه ،لكنه لم يجيب تلك الدعوات ولم يستسلم لأى إغراء،ربما لم يصادف بعد من تختطف قلبه وتجبره على إتباعها إما أملا فى إسترداد قلبه أو رغبة فى البقاء أسيرا لديها.
بينما عقله تتقاذفه الأفكار،تدخل إلى المطعم بحركاتها الناعمة وخطواتها الرقيقة،تجلس بالقرب من النافذة،فى مرمى بصره،راقية فى كل تصرفاتها،تتحدث إلى النادل فيما يشبه الهمس،يتأملها ،ملابسها متناسقة جدا ورغم الجو الشتوى الكئيب لكنها تشع بهجة كالربيع،تلف رقبتها بكوفيتها الصوفية التى تتناسق مع لون قفازاتها التى تشى بيدين رقيقتين مختبئتين داخلهما،لاحظ تعلق عينيه بها منذ أن رأها ،هل هى تلك التى أسرته برقتها ؟أنه يتتبع كل حركة تأتى بها ،مأخوذ بها لأقصى درجة،شفتيها الورديتين ترتشفان القهوة على مهل،عينيها البراقتين ترسل له نظرة خاطفة كانت كافية لتسرى رعشة خفيفة لقلبه ،كانت ترفع خصلات شعرها التى أنسابت تغطى وجهها وتمنعها من مواصلة قراءة مجلة بين يديها.
كان ذاهلا عن قهوته حتى بردت،فطلب واحدة أخرى،لن يبقى هاهنا يراقبها تسرق قلبه بخفة،سوف يستأذنها فى الجلوس إلى طاولتها ويبدى أعجابه بها،راقت له تلك الفكرة تناول قهوته الجديدة وتوجه ناحية طاولتها ،كانت تقلب صفحات مجلتها بصعوبة بسبب قفازها،كان يبتسم من حركاتها الطفولية الغاضبة وهى تخلع القفاز من يديها،الكلمات تتصارع فى مخيلته،ماذا يقول وكيف يبدأ حديثه؟،كان يحث الخطى نحوها لكنه توقف فجأة حين أعماه بريق خاتم الزواج فى يديها.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى