اسليدرالأدب و الأدباء

أغيثوا ثقافتنا أغيثوا هويتنا العربية من الإنحدار فى ظل العولمة..!!

images mlkmlk
كتب – خلف الله عطالله الأنصاري
أغيثوا ثقافتنا،أغيثوا هويتنا العربية ، من الإنحدار فى ظل العولمة ، حيث تلغي الحدود وتتقارب المسافات وتتبدل الخرائط الي خريطة العالم الواحد ، أصبح الأمر جد خطير ويحتاج منا العمل الدؤوب لإنقاذ ثقافتنا العربية ، التي أصبحت بالية ولا تساير ركب التقدم وباتت تتألم وتنحدر .
منذ أكثر من75 عاما مضت،نعيش حياة بلا ثقافة حقيقية ، بل سخافة وإهمال بدون إبداع أو مبدعين ،وفقدنا الكثير من التراث الشعبي ، بل إكتسبنا ثقافة غربية غريبة دخيلة على مجتمعنا العربي الأصيل ، صاحب التاريخ والعادات الطيبة ، إكتسبنا تحديات مع أنفسنا ومع العالم ولكن مع مرورالوقت إكتشفنا أنها وهمية وضعيفة . فى أغلب الدول العربية الثقافة أصبحت ليال سمر صاخبة بالغناء الهابط ، ومشاهدة تفاهات كثيرة بلا معني ، وأقربها تلك البرامج على الفضائيات مثل برنامج رامز واكل الجو وغيرها من البرامج التي أصبح شغلها الشاغل السياسة والساسة ، وبرامج أخري مختلفة مثل مسابقات كاذبة ونغمات الجوال وأكسب وإربح والمغامرات بغرض الكسب السريع عن طريق إتصالات المشاهدين ، ثم ألوان أخري من البرامج لمكتشفي المواهب الغنائية والغرض منها مادي أيضاً.
ثقافتنا العربية أصبحت عبارة عن مشاهدة برامج رقص وغناء وبلا أي هدف سوي إضاعة الوقت فإبتعدنا كثيراً عن زمن الفن الجميل والإبداع الحقيقي ،وغالبية الشباب فى الحقيقة ، أصبح يقضي معظم وقته فى تصفح مواقع الإنترنت والمواقع الإباحية من خلف شاشات صغيرة ، فأصبحت ثقافتنا هتافات وقتال وإشتباكات، ودماء متناثرة داخل المدرجات الرياضية ، أين الثقافة من كل ذلك ؟ وما نوع الثقافة الناتجة عن ذلك؟ إنها ثقافة الجريمة ، ثقافة العنف ، ثقافة البلاء .
وإذا ما نظرنا الي تراثنا الديني ومشايخ هذا العصر ، أصبحنا نجد مشايخ بعمم لكن بدون همم ، شيوخ إتخذوا الدين مجرد مهنة لكسب الرزق فأصبح هناك تخبط فى أمور الدين وظهر لنا مدعي التدين أمثال البحيري وغيره ، ونتيجة لذلك أصبحت هويتنا بلا معني ، ثقافتنا تجارة بائرة ،وبضاعة راكدة ،وسخافات متعددة المجالات ، بلا هوية بلا عنوان ،لا تعبر عن إرث الآباء والأجداد ، ولا عن الشباب الضائع بين الهجرة الغير شرعية ، والموت المفاجئ ، والقتل العمد والإتجار بالمخدرات ، والرق التعاقدي ، أصبحت ثقافتنا فى ظل العولمة تعديات على الأخلاق الكريمة الطيبة والذوق العالي الرفيع ، وبدلاً من أن نتحدي العالم أصبحنا نهدم حضارتنا وعلمنا ونخرب تراثنا ، ونتفنن في التقليد الغربي ونقتل بعضنا البعض.
أتمني أن يسمعني أحد علنا نضمد جراح الأمة ونستعيد ثقافتها المفقودة ، ويصحح أخطاء تتكرر فى عصر إنقلبت فيه الموازين وإختلط الحابل بالنابل ، وأصبحت الحقائق أكاذيب والعكس ، فمنذ متي كانت الثقافة العربية تتعاطف مع مجرم يسفك الدماء ، ويسرق ، ومدمن مخدرات ، بل وتقلده فى أفعاله وأقواله أين ورثة الأنبياء ؟ أين طه حسين والعقاد وإحسان عبد القدوس وسلامة موسى و نجيب محفوظ والمنفلوطي وجبران خليل جبران أين هؤلاء المبدعون من أمتنا ؟. هل يعلم قادة الدول العربية أن علو وسمو أي شعب بالثقافة والعلم ؟ أغيثوا هويتنا ، أغيثوا ثقافتنا ، أغيثوا عروبتنا ، نحتاج الي ثورة ثقافية ، أغيثوا كل شاب مبدع صانع مستقبل ،قبل أن يحتلنا الجهل ويقتلنا مرض الفكر،لإن التفاهات المحيطة بعالمنا والتردي المريع فى المشهد الثقافي العربي عموماً مخيفة وخطيرة . ماذا أصاب الثقافة العربية ولماذا إنحدرت هذا الإنحدارالمخيف ؟ أوجه نداء وإستغاثة الي كل مسئول إياً كانت صفته وزيراً أوأكاديمياً أو رئيساً..الخ.أغيثوا ثقافتنا ، أغيثوا هويتنا ،أغيثوا عروبتنا من الإنحدار.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى