اسليدرالتقارير والتحقيقات

تأميم قناة السويس قرار زعيم أغضب الغرب . والجديدة “إرادة شعب وقرار قائد

 

كتب – علي تمام
على الرغم من الفائدة الاقتصادية الكبيرة وحركة التجارية الواسعة التي خلفها بناء “قناة السويس” عام 1859 خلال عهد “سعيد” باشا، إلا أن القناة، لعبت دورًا سياسيًا على مدار تاريخها، فكانت “قناة السويس” تارة تحمي مصر من قوى الخارج الاستعمارية، وتارة أخرى تكون سببًا في تسهيل دخول تلك القوى إلى الأراضي المصرية على مر التاريخ، فكانت بمثابة “مسمار جحا” المصري.

وجاء إعلان الرئيس “السيسي” عن تنمية مشروع محور قناة السويس في أغسطس الماضي، ليعيد إلى الأذهان تاريخ الصراع على قناة السويس، وكيف استغلت الدولة المصرية والقوى الاستعمارية القناة سياسيًا.

“الاحتلال البريطاني على مصر 1882”
بدأ الاحتلال البريطاني على مصر عام 1882، حينما نجحت القوات البريطانية في هزيمة الجيش المصري والقوى الوطنية، ووقع” أحمد عرابي” الزعيم المصري في الأسر والنفي خارج البلاد خلال معركة التل الكبير، وسيطرت القوى البريطانية على البلاد.

في ذلك الوقت كانت بريطانيا إمبراطورية وقوة عظمى لا يُستهان بها، قادتها تلك القوة إلى التفكير في ضرورة إيجاد ممر مائي طويل يصل بينها وبين مستعمراتها في قاراتي “إفريقيا وآسيا”، فركزت اهتماماتها على شراء حصة مصر في أسهم القناة من الخديو “إسماعيل”، ثم عملت على إغراق مصر في الديون.

ودخل الاحتلال البريطاني عن طريق الإسكندرية، وبسبب كثرة الأراضي الزراعية في محافظة القاهرة، عجز في الدخول عبرها، وبالتالي لم يكن أمامه سوى قناة السويس، فاحتل مصر من خلالها.

وفي عام 1883، أصدرت القوات الإنجليزية منشورًا يؤكد أن قواتها احتلت قناة السويس، واتخذت القناة قاعدة للعمليات الحربية لحماية الملاحة في القناة والحيلولة، دون الإضرار بها، وأنها سوف تستخدمها في التواصل مع مستعمراتها الأخرى.

كما انتهجت إنجلترا عدة طرق للانفراد والسيطرة على قناة السويس، كان منها حل الجيش المصري وتسريح جنوده، وعزل الخديو “إسماعيل” وإبعاد فرنسا عن القناة، ثم احتلال قبرص، وهيأت كل السبل لاحتلال القناة عسكريًا.

“أحداث الإسماعيلية 1952”
تعتبر الأحداث التي وقعت في محافظة “الإسماعيلية” عام 195، من الوقائع التي تم استخدام القناة فيها بشكل سياسي، حيث وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا في ذلك الوقت، إلى حد مرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية، ضد جنودهم وضباطهم ومعسكراتهم على قناة السويس.

كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية كبيرة، حيث وجه الفدائيون دباباتهم ومدافعهم على معسكرات الاحتلال البريطاني في قلب قناة السويس.

“إسرائيل 1948”
لم تقف القوات الإسرائيلية مكتوفة الأيدي أمام ذلك الصرح الكبير دون أن تحاول الاستفادة منه، فحاولت استغلال “قناة السويس” أكثر من مرة خلال حرب فلسطين عام 1948.

منذ ذلك الوقت والسفن الإسرائيلية كانت ممنوعة من عبور القناة، لكنها بعد العدوان الثلاثي استغلت الحدث لصالحها، وأوجدت قوات دولية لها في شرم الشيخ للسماح بمرور الملاحة الإسرائيلية عبر مضيق العقبة.

“العدوان الثلاثي 1956”
عام 1956جاء العدوان الثلاثي على مصر بقيادة “إنجلترا وإسرائيل وفرنسا”، وكانت قناة السويس ومدن القنال التي خلفتها “بورسعيد، والسويس، والإسماعيلية” هي الهدف الأساسي وراء ذلك العدوان.
وتسبب قيام الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” بتأميم القناة في يوليو عام 1956، في شن القوى الثلاثة حربًا على مصر، والتوغل في قلب مدن القنال، لكن المقاومة الشعبية بقيادة القوى الوطنية تصدت لها، وعجزت أمامها عن التقدم وقامت الحكومة المصرية بسحب قواتها من سيناء لردع العدوان في مدن القناة، فانتهزت إسرائيل الفرصة واحتلت شبه جزيرة سيناء.

حرب 1967
حملت حرب 1967 التي تعرف باسم “النكسة”، استخدامًا سياسيًا جديدًا لقناة السويس، وهي حرب نشبت بين إسرائيل وكل من “مصر وسوريا والأردن”، وفي 23 مايو أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إغلاق “قناة السويس” في وجه السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي.

كانت الحشود الإسرائيلية على سوريا هائلة، والوضع في الشرق الأوسط متأزم؛ وهو الأمر الذي دفع بـ”عبدالناصر” لاتخاذ هذا القرار الذي كانت عواقبه احتلال سيناء، وظلت القناة مغلقة بعد نكسة 67 لمدة 8 سنوات.

“حرب أكتوبر 1973”
لعبت “قناة السويس” دورًا بارزًا خلال “حرب أكتوبر” التي شنتها مصر وسوريا على إسرائيل، حيث استطاعت من خلالها القوات الإسرائيلية بناء مجموعة من التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، المعروف باسم “خط بارليف”.

واستطاعت القوات المصرية هدم خط بارليف على القناة، حيث بدأ الهجوم بالضربة الجوية المصرية، ثم اختراق الساتر الترابي على القناة، وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال.

زر الذهاب إلى الأعلى