كتب/ رضوان محمدعثمان
المتأمل اليوم لواقع الشارع السوداني ربما سيبتلع لسانه من الدهشة ولن تقوى ركبتيه على حمله من شدة ما يقاسيه هذا الشعب الصابر ويعانيه، فالسودانيون بطبيعتهم هم أقل شعوب العالم شكوى واكثرهم توكلا على الله، فالحمد لله هي ريق لا ينقطع عن فم السوداني تحت كل الظروف.
لن يتصور شخص في العالم ان يقف مواطن ليوم كامل في صف به اكثر من الفي شخص ليتحصل علي عبوة اسطوانة غاز طبيخ!!! وربما يستمر الانقطاع اسبوعا او اسبوعين او حتي شهرا.
لا يتصور مواطن في العالم ان بلدا تشق اراضيه سبعة انهار تحمل ملايين الكيلومترات من المياه العذبة ونهرا يخترقه من اخمص قدميه حتي اعلي رأسه وتعيش ثلثي عاصمته بدون مياه لأكثر من شهر مضي ووصل سعر برميل المياه في بعض الاحياء لما يساوي ١٣ دولارا !!
لن يصدق مواطن ان كيلوجرام من السكر في السودان الذي به اكثر من ست مصانع للسكر من بينها اكبر مصنع في افريقيا يساوي حوالي اثنين دولار!! وحينما يتم تصدير السكر للخارج ويتم تهريبه الي الداخل يصل بنصف سعره في الاسواق المحلية!!!
هل يصدق مواطن ان بلدا به اكثر من مائة وعشرين مليون رأس من الثروة الحيوانية وعدد سكانه فقط ثمانية وثلاثون مليون نسمة وتعتمد ثروته الحيوانية في غذائها علي المراعي الطبيعية ان يكون متوسط اسعار اللحوم به اكثر من خمسة دولارات للكيلو!!!
هل يصدق مواطن ان يكون هنالك مشروع زراعي من اخصب الاراضي الزراعية في العالم ومساحته اكثر من مليون فدان وكان يمثل هذا المشروع العمود الفقري للاقتصاد في حقب ما وهو اكبر مشروع لزراعة القطن في افريقيا بخلاف بقية المحاصيل النقدية العالمية ويتم تدمير هذا المشروع بتجاهل متعمد من إدارة الدولة!!!
هل يصدق مواطن ان تكون الديون الخارجية لدولة لعدة عقود لا تتجاوز ال ١٥ مليار دولار ثم فجأة خلال عقدين ونصف وخلال فترة رئاسية لرئيس واحد ونظام واحد تقفز لتصل الي ٤٢ مليار دولار ومن عجب ينضم الي صادرات الدولة نفط بلغ انتاجه اكثر من ٦٠٠ الف برميل في اليوم، وكل المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها اما منح او قروض!!!!
هل يصدق مواطن ان الربيع العربي الوحيد الذي اذا قام سينجح نجاحا منقطع النظير هو في السودان فقط لان السودان يخضع ويكتوي بنيران حكم الاخوان المسلمين لذلك حين يخرج لثورته ستكون من اجل اجتثاث هذا الكيان المسرطن ليس فقط من السودان انما من كل اصقاع الدنيا لان رأس الحية الحقيقي لفكر الاخوان في السودان وليس في دولة اخري!!!
