اسليدرالأدب و الأدباء

ديوان جديد للشاعرة شيماء يوسف

كتب : وسام الجمال
تستعد الشاعرة شيماء يوسف لإصدار ديوان شعر بعنوان طير شدا عن منشورات ديوان العرب للنشر والتوزيع ، ويتكون الديوان من ٤٧ قصيدة.

ويعد ديوان طائر شدا نتاج تجارب في الحياة؛ تحاول فيه أن تبين دور الكلمة وأثرها في حياتنا، والتعبير عما نشعر به ، وأنا على يقين ومعرفة بأن الكاتب أو الشاعر الذي يريد أن يضع كلمة في رحم الأوراق العذراء البكر فعليه أن يعرف أنه يزرع شجرة ‘ هذه الشجرة إما أن تنفع الناس بثمارها الطيبة ‘ وإما أن تضرهم بثمارها الخبيثة. فلغتنا العربية كلمات مثمرة ‘ ولذا فهى كلمة للفعل وليست للتفاهم فقط فنحن نؤمن بكلمة ‘ ونكفر بكلمة’ ونصلي بكلمات ‘ وندعو ونرجو ونستعطف بكلمات ‘فالكلمة عندنا ميثاق و دستور ،إن الكلمة الشعرية الجادة التي تؤثر في المجتمع فتطوره لا تؤخره ‘ وترفعه لا تحطمه’ وتعزه لا تذله’ وتنشر فيه النور لا الظلام ‘ وتقدم له الخير لا الشر وتلونه بالجمال ‘وتبعد عنه القبح .
فالشاعر مسئول مسئولية كاملة عن كلمته في الشعر مدحا أو قدحا وصفا أو سردا خبرا أو عرضا.

إن الكلمة في الشعر هي نتاج الثقافة والقراءة والاطلاع لدى الشاعر ‘لذا فإن لها أهمية كبيرة في حياتنا الأدبية والثقافية والاجتماعية والنفسية ‘لأنها تسهم في حل كل هذه القضايا ‘والشعر يتطور بتطور الأمم فنرى فنونا جديدة قد ظهرت تختلف من حيث المضمون والأسلوب واللغة والأوزان التي تناسب طبيعة العصر الذي يعيش فيه ‘لكن ينبغي أن يتوافر في الشعر الجيد المعنى ‘ والوزن ‘والقافية ‘ والهدف ‘بالإضافة إلى كيفية توظيف الشاعر للكلمة في شعره لتؤثر في المتلقي .

إن الشاعر حينما يستخدم الكلمة الصادقة في شعره إنما يعبر عن سر من أسرار الحياة ‘فكل لفظ يكتبه إنما هو خلاصة تجربة مر بها ‘فالشعـر هو حديث الروح ‘والكلمة بها تتفتح لها مغاليق القلوب ‘ وتنساب بين حنايا الضلوع كما تنساب المياه بين الصخور ‘ حتى أن القاريء يستطيع من خلال كلمات الشاعر أن يقرأ روح الشاعر وفكره لأنها تعبر عن أحلامه وآماله وآلامه ‘ وترسم واقعه المرير ‘وتصف غده المأمول ‘ فالكلمة عنده لا تتقيد بحدود الزمان والمكان.

إنني أدرك جيدا أن الشاعر حينما يكتب شعرا ويصور خيالاته وعواطفه إنما يرسمها بالكلمات ‘هذه الصور والمشاعر والتأملات تلازمها موسيقى عذبة داخلية تتخلل سيل الكلمات وانسيابها ‘ والقصيدة المؤثرة نتاج حوار هاديء وصادق بين الشاعر وقصيدته يجب أن تلامس واقع نفسه وأمته.

إن الكلمة في الشعر لها أهمية كبيرة في المجتمع بجانب الفكر والعلم ‘ وعلينا أن نخلق نوعا من التوازن بين الشعر والفكر والعلم إذا أردنا النهوض بمجتمعنا العربي.

من جانبها قالت شبماء يوسف أن أهم قصيدة واقربهم الي قلبها في الديوان هي قصيدة حلمي والتي يأتي نصها كما يلي
حلمي
مازلتُ أذكرُ حلماً لا يفارقني
الفرحُ يسكُنُهُ والنورُ ينسابُ
بأن أمتَنا من بؤسِها سلِمت
أنا بوحدتِنا بالفعلِ أصحابُ
أنا نقاومُ من بالسوءِِ قد حضروا
ننهي فلولاً هنا للشرِِ أذنابُ
نحيا كراماً وفينا النفسُ ما قَبِلتْ
ذلا ولا زارنا للجُبنِِ أحبابُ
بأن قوتَنا عنا ستمنعُهم
أن الذين اعتدوا من نارها ذابوا
أطفالُُنا لَعِبوا والسلمُ حاوطَهُم
طريقهم زانَها للحُب ِ أسبابُ
دمنا بوحدتِنا لا شيء يفصِلُنا
مصيرُنا واحدٌ صهرٌ وأنسابُ
نلنا رفاهِيَةً والربَ نحمِدُه
لكنز ِِ أمتِنا بالحقِ أربابُ
وفي شرائعِنا بالودِ نختلفُ
الأرضُ تجمعُنا والرب ُ وهابُ
اما كحقٍ بدا فالأمرُ مختلفٌ
كأننا شيعٌ والكلُ أحزابُ
هنا فقد كرهوا للعزِ ملبسَهم
وفوقَهُم ظهَرت ْ للعارِ أثوابُ
كلُ النوايا هُنا يا قوم قد خرِبتْ
كأننا فرقٌ عن بعض ِ أغرابُ
فريسةً أصبحتْ والكلُ يطلبُها
منهم لها غرستْ في الجسمِ أنيابُ
هذي كرامتُنا بارتْ شمائلها
لا يشتهي ودَها بالقربِ خطابُ
أضحتْ ومنهم دروبُ العز خاوية
عن دربِ كلِ عزيز ٍ كلُهُم غابوا
أبوابُهم أغلِقتْ في وجهِ أخوتِهم
ياليتهُم رجعوا عن فعلِهم تابوا
فهم على نفسِهم تبقى مكائدُهم
لغيرِهِم فُتِحتْ دارٌ وأبوابُ
أطفالُنا فعلى الخدينِ مدمعُهم
من حزنِهم كبِروا بالحربِ قد شابوا
ماذا جرى ليزيلَ الغيرُ رايتَنا
ماذا جرى لتصيبَ الفكرَ أعطابُ
قد جاءنا من بقاعِ الأرضِ قاطبة
من كل صوبٍ لغزو الأرضِ أسرابُ
جاؤوا لفرقتِنا والوضعُ ساعَدَهم
في ذمِنا برعُوا في مجْدِنا اغتابوا
قالوا وقالوا وفي أقوالِهم كَذَبوا
الخوفُ ذا عندهُم ذقن ٌ وجلبابُ
قد فصلوا تُهَماً غابتْ دلائِلُها
دفاعُنا عندَهُم عنفٌ و إرهابُ
من قولِهم وهَنتْ فينا عزائمُنا
كما أرى بعضَنا في البعضِ يرتابُ
آه لفعلِ شرورٍ لا تفارِقُنا
لقربِها ذممٌ تهوى وأعتابُ
لحالِ أمتِنا لا نشتهي نظراً
فوضعُنا أسفٌ والقهرُُ وثابُ
ياليتَني ابداً في الحلمِ غارِقَةٌ
كي لا أرى واقعاً للبؤسِ إخصابُ
كي لا أرى أن كرامَ النفسِ قد سَقَطوا
ومن يخن فله في الفخرِ القابُ

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى