اسليدرالأدب و الأدباء

الفوز العظيم

بقلم عبير التميمي

ايام تمر تتشابه في احداثها تجعلنا نتسأل هكذا نستمر
الي ان يأتي الأجل دون حراك او شيء يجعلنا ذكري طيبه لمن يسمع عنا او لا يعرفنا
نسير في دروب الحياه وتمر علينا مراحل صبانا وشبابنا ونصل لمرحله النضوج العقلي والفكري
ثم تبدء مرحله شعورنا بأن رسالتنا اكتملت
وفعلنا ما وجب علينا من أمور كلفنا بها
زواج وانجاب ومساندة كل من حولنا ليصلوا لبر الأمان
ومشاهدة لكل الٱحداث التي مرت بنا في صورة
طبق الأصل لحياه أبنائنا وهكذا تعاد نفس الحياه بنفس النمط دون تغير
وهنا يحضر السؤال الأكثر اهميه ماذا عن وجود
اسماء وشخصيات منذ الأزل الي الان لم تنسي
وحفرت حروف أسمائهم بشواهد لا تندثر مع مرور
السنين والقرون منذ بدء الخليقة الي عصرنا الحالي. واذا كتبت علي سبيل المثال لا الحصر
فسوف امضي ما بقي من عمري وانا اخط أسمائهم ولان تنتهي
من علماء ومخترعين واطباء ووضعي فنون العمارة ومبدعين في كل المجالات ومعلمين تخرج علي ايديهم صفوة من
كل أجناس البشر لتبقي بصماتهم دليلا لاستكمال
الحياة بشكل أفضل لننعم بتقدم العلم في وقتنا الحاضر بأضعاف الماضي.
هل هؤلاء البشر خلقوا بشكل مختلف
ام انهم تعلموا وتدربو داخل ارحام امهاتهم
ام لهم عقول تكوينها التشريحي يزيد عن باقي البشر
لا والله ان الله خلقنا جميعا خلقا واحد
قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)} [المؤمنون] وهنا نسترجع نفس السؤال بصيغة اخري ماذا فعلوا
هؤلاء البشر لكي تبقي أسمائهم وتنتقل عبر الاجيال.

إن هؤلاء النخبه المميزة وضعوا أهدافا نصب أعينهم
وجعلوها في عقولهم ونفوسهم حقائق ثابته
لا يغفلون عنها طرفة عين
وهبو جزء من حياتهم وكل ما منحو من نعم الله سوء نعمته في وجود العقل او الرزق بما يعنيه المعني
في التعلم والتدريب علي ما يجعلهم يظفرون بما يريدون من أهداف
ولن يختلف البعض في ان الهدف سوء للوصول
لتقدم البشريه او لاشباع روح المغامرة اوللتميز
مادام هدفا صالحا يدعم الخير والتقدم للفرد او لجميع البشر دون الأضرار بأي مخلوق خلقه الله
علي الارض فهو هدف يجب أن ندعمه. لنمنح صاحبه المزيد من الثقة لكي يستمر
ولذلك ادعو من خلال هذه الحروف المتواضعة
كل فرد ان يبحث بداخله عن ما يستطيع أن يحققه من أهداف
وان يؤمن بأن قدراته التي من الله عليه بها تجعله يصل لتحقيق اشياء
كانت بمثابه الخيال أو المستحيل.
فجميع من قام بعمل او اختراع او فكرة او قانون او إبداع غير حياة البشريه.
كان طفلا يبكي ولا يعلم من أمور الدنيا غير ما فطر عليه من البكاء كي يرضع ويبقي حيا

وعند الوصول لمرحله الوعي لم يستسلم لنمط
الحياه المتشابه الذي يجعله يندثر ويدفن الي الأبد
ولكنه أدرك بكل ثقة وإيمان بأنه من أكرم واعظم خلق الله
وانه نفخة من روح الله
قال تعالى ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}
فإن هذا التعظيم والتميز لخلق البشر يجعلنا ننظر لأنفسنا بأعتزاز ونمنحها شرف المحاوله والتعلم الي ان تصل الي ما نريده
أن العقول والنفوس الواعيه هي من تخط أسمائها
بحروف لا تندثر بأعمال تجعلها باقيه الروح في كل زمان ومكان ويشهد لها بأنها خلقت كي تبقي
وتفيد البشريه
فتلك النفوس والعقول الواعيه تظل تحفر أسمائها. الي ان يرث الله الأرض وما عليها
فهذا ما تحيا من أجله وما يرضيها
فدعونا ننضم الي هذه الصفوف ونسير علي درب
تكون لنا فيه أعمال بمثابه صدقات جاريه تفيد البشريه الي يوم تقوم الساعة
فهذا هو الفوز العظيم

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى