اسليدرالأدب و الأدباء

في ذكرى وفاة الفنانة أسمهان

بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

أسمهان اسمها الحقيقي آمال فهد الأطرش وهى من مواليد 25 نوفمبر عام 1942 ويعود نسبها إلى آل الأطرش في سوريا الذين كان فيهم رجالات لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سوريا والمنطقة وأبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي ووالدتها علياء المنذر وهى درزية لبنانية من بلدة شويت المتن.

آمال الشهيرة بأسمهان شقيقة فؤاد والمطرب والموسيقار فريد الأطرش الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن.

توفي الأمير فهد الأطرش والد آمال الشهيرة بأسمهان في عام 1924 فاضطرت والدتها الأميرة علياء على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة بيتها في جبل الدروز بسوريا والتوجه بأولادها إلى مصر وعندما وجدت بعض الصعوبات في الدخول لمصر اتصلت بالزعيم سعد زغلول فقرر دخولها مصر وأقامت العائلة في حي الفجالة وعانت من قسوة الحياة وعمل فريد الأطرش في بعض المحلات وغنت الأم في الأديرة وحفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.

كانت آمال تغني في البيت والمدرسة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفي بداية الحياة الفنية لشقيها فريد الأطرش استقبل في المنزل الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر فسمع أسمهان تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد فغنت فأعجب بصوتها وقال لها : كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان .. وهكذا أصبح اسمها الفني.

وقال أيضا : سوف أصنع منك مطربة يتحدث عنها الناس إلى يوم القيامة.

بداية من عام 1931 بدأت أسمهان تشارك شقيها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور بشارع عماد الدين وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية وفي عام 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا وقضت معه ست سنوات أميرة للجبل ورزقت بابنة وحيدة هى كاميليا وكانت أسمهان في كل يوم اثنين من كل أسبوع تقوم بتوزيع الطحين على الفقراء مجانا.

حدث خلاف مع زوجها فعادت من سوريا إلى مصر وعادوها الحنين إلى الفن.

شاركت أسمهان بصوتها في فيلم يوم سعيد حيث شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في نفس الفيلم وهى من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته بعد ذلك كما سجلت أغنية ليت للبراق عينًا في فيلم ليلى بنت الصحراء.

غنت أسمهان من ألحان نخبة من الملحنين وأشعار مجموعة من الشعراء فمن الملحنين نذكر : محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد القصبجي وشقيقها فريد الأطرش مكتشفها ومتعهدها داود حسني ومن الشعراء نذكر : أحمد رامي ويوسف بدروس وبشارة الخوري الشهير بالأخطل الصغير ومأمون الشناوي وبديع خيري وبيرم التونسي.

من أغنيات أسمهان نذكر : عاهدني ياقلبي كلمات محمود إسماعيل وعذابي في هواكي كلمات أحمد المرشدي وهما من ألحان زكريا أحمد ونار فؤادى تلحين فريد غصن ودخلت مرة في جنينة كلمات وألحان مدحت عاصم وياحبيبي تعالى الحقني لحن فريد الأطرش وياطيور وكنت الأماني كلمات يوسف بدروس ولحن محمد القصبجي وفرق مابينا الزمان كلمات علي شكري وليت للبراق وكلمة يانور العين وأين الليالي وكلهم من ألحان محمد القصبجي ونويت أداري.

الفنانة أسمهان أثناء عملها في فيلم غرام وانتقام استأذنت من منتج الفيلم يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لقضاء فترة من الراحة فوافق وفي الساعة الثامنة والنصف صباح يوم الجمعة 14 يوليو عام 1944 ومن أمام منزلها بشارع الهرم استقلت سيارتها وبرفقتها صديقتها وسكرتيرتها ماري قلادة وقبل الحادية عشرة بدقائق وعند قرية سرنقاش بمحافظة الغربية اصطدمت السيارة بحفرة كبيرة بسبب أعمال الحفر فى الطريق لتوصيل ماسورة مياه من ترعة الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا وهوت السيارة في أعماق الترعة وتوفيت أسمهان وصديقتها أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى.
ومن العجيب أن أسمهان في أوائل عام 1940 أي قبل وفاتها بأربع سنوات مرت في نفس المكان فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة وقذفت قصيدة (غير مجدٍ) لأبي العلاء المعري التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد وكانت تتمرن على أدائها وقتئذ استعدادًا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى