اسليدرالأدب و الأدباء

لون المساء

بقلم /نادية البسيونى

كانت المرآة تعكس اللون المناسب لهذا المساء،وهند تتأمل وتهمس:لم يعد هناك متسع من الوقت؛فالشمس ودّعت المكان،والسكون يملأ الجدران،
ويجب تأمين كل شىء قبل الخروج من دائرة الأحلام.

أغلقت النوافذ ومفاتيح الكهرباء، والغاز، وعيون البوتاجاز، ومكواة البخار، وأصبح كل شىء على ما يرام.

نادتها صديقتها من حجرة الاستقبال:يا هند أسرعى فلم يعد هناك متسع من الوقت؛فالغروب قد حان.

أسرعت هند وحملت حقيبتها وميدالية المفاتيح الفضية التى أهدتها لزوجها بالأمس فى عيد زواجهما الثامن والعشرين .

لقد مرت الأيام سريعا،تبادلا فيها كل مشاعر الود والوفاء ،وبرغم غيرته الشديدة التى لا تسمح لها بمغادرة البيت بدونه،إلا أنها كانت سعيدة،وقد حفلت حياتهما بالنجاحات وبالأعمال الخيرية التى قدموها لبعض دور المسنين ودور الأيتام التى عوضتهما كثيرا عن عدم الإنجاب.

أسرعت هند مع صديقتها إلى خارج البيت،وجذبت الباب نحوها كى تغلقه،ثم تراجعت ثم جذبته مرة ثانية وأغلقته برفق .

قالت لها صديقتها وهى تربت فوق كتفها:ماذا دهاكِ يا هند؟ لماذا ترددتِ وأنتِ تغلقين الباب،هيا يا حبيبتى.

فالتفتت هند إليها،وكأن شيئا قد صعقها كى تفيق من الصدمة،لتتذكر بأنها ذاهبة لقاعة المناسبات كى تتلقى واجب العزاء.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى