اسليدرالأدب و الأدباء

حلم ادركه الفجر

بقلم: صلاح الربيعي

وأخيرا رأيتها وتحدثنا معا وياليتنا لم نفعل فقد عشت معها إجمل لحظات عمري سحرتني برقتها وعذوبة صوتها بنبرته الشجية الحزينة فتارة نتحدث وتارة نلجا الى لغة العيون يتأمل كل منا الاخر ويخبره كيف أنه تأخر كثيرا بالقدوم وكيف كان يبحث عنه في ظنونه وملامح الاخرين وبين سطور قصائد الشعراء وكل الاشياء الجميلة التي يصادفها ليستدل منها عليه كانت كأنها شهرزاد بكل جمالها وحكمتها وبلاغة منطقها وهدوءها جعلت فراسة الشاعر عندي تغوص بأعماقها تحلل وتبحث في كلماتها بل وحتى تنهيداتها قرأت من خلالها كل أوجاعها الخرساء التي التي لاتكتب ولا تقرأ لكنها لم تكن مجرد أمرأة بل كانت بألف أمرأة لم تكن سهلة أبدا وهكذا نوع من النساء من المستحيل التنبوء بأفعاله وماقد يخفي أن لم يصرح هو بمافي قرارة نفسه وأبعد من ذلك أنه قد يجعلك تصدق وتعتقد بمايريدك أن تعتقده وتصدقه ليكسب الوقت ويلهيك عنه ليس خبثا أودهاء بقدر ماهو حرص وحفاظ على خصوصيتها وعدم الخوض بأسرار شخصيتها ربما لأنها كانت مترددة بعض الشيء لأنها غير مستعدة بعد لأن تتعمق في الحديث و يبدوا أننا لم نكن على موعد مع السعادة ربما لأننا لم نجربها من قبل ولم نتذوق طعمها فقط كنا نسمع عنها في قصص الحب كَانَت الدَّقَائِق تَمْر مُسْرِعَة بيننا هِيَ الْأُخْرَى وعلى مايبدوا أنها أيضا كانت تكْرَه الِانْتِظَار مِثْلُنَا أعتادت أَن لاتتقيد بِأَحَد كَأَنَّهَا فِي سَبَّاقٌ مَع فرحتنا كَانَت مَذْعُورَةٌ فالحزن يطاردها لِيَصِل مِنْ خِلَالِهَا إلَيْنَا حَدَثُ كُلِّ شَيْءٍ بِسُرْعَة وكأننا كنا في حلم جميل لم تطلع عليه الشمس لاذ بالفرار مثل اللص ليعيد الكرة في حلم وهروب جديد هكذا بدأئنا وهكذا أنتهينا وكأننا لم نلتقي وبكل شموخ أفترقنا.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى