أخبار مصرالأدب و الأدباءالثقافةالصحة النفسيةالمرأةحصرى لــ"العالم الحر"

نجلاء القاضي تكتب , عزيزي الرجل , لماذا ؟

كان السؤال من النوع الجذاب الذى يحتاج لنيوتن آخر لاكتشاف جاذبيتة

صباح الخير عزيزى الرجل…
أبدأ تلك المساحة الرقمية بتحية معتادة عادية، لا تحمل أي نية سيئة تجاهك، أو تجاه العالم الذكوري، أو العالم بشكل عام، وذلك شئ لابد منه وتمهيد لوضع علامة استفهام ما بينى وبينك،
أرجوا أن تنظر لها بعين العطف وليس بعين رضيه لماذا؟ استيقظت صباحاً فى وقت مبكر كالعادة على صوت رنين الماسنجر المتلاحق، سابقاً رنين منبه هاتفي المحمول بدقائق معدودة، شخص ما عرف نفسه على أنه صديق يتابعني على صفحات الفيسبوك، تساءلت عسى أن يكون السبب خير لاقتحام خصوصية حياتى لاتصاله فى هذا الوقت. فجائني الرد هادئ، متزن، بسيط، وأن حمل كثير من الدهشة من قبل المتحدث .إذا لم يكن متاح لى الاتصال ومحادثتك فلماذا قبلتي طلب صداقتي؟ كان السؤال من النوع الجذاب الذى يحتاج لنيوتن آخر لاكتشاف جاذبيتة، و بمقارنته بنظرية فيثاغورث ونسبية اينشتين، فهم مجرد لهو طفولي كان صعب كبعض مسائل المنطق التى لا حل لها، على عكس إجابته والتى وجدتها فى إعادة نفس السؤال بنفس علامته الاستفهامية لماذا ؟ لماذا لا يصدق الرجل الشرقى تلك العلاقات التى تحتل المساحة ما بين الحب وما بين العلاقة، هى تلك العلاقات التى تتراوح ما بين المعرفة العابرة، وبكون أحدهم مجرد اسم ورقم مضاف لقائمه أصدقاء أحدهم والصداقة الأعمق والتي تسمح بأن أناديك عزيزي، والتى تسمح بتبادل الصباحات والورود والأمنيات الطيبة هى التى تبيح المشاركة في احتساء فنجان من القهوة، والثرثرة عن يومك ويومى، والاستماع لبعض معاناتك مع الجيران والأصدقاء والأبناء وحارس البناية وسايس العربية، والتي يحلو بها تبادل الشعر والموسيقى والمزاح اللذيذ، والتي تبرر اهتمامى بحلمك ومساندة طموحك وذكرك فى دعوة صلاه بالخير، لماذا دائماً أو غالباً يتم تفسير تلك الأشياء البسيطة الجميلة الصافية، بأنها مؤشر لشىء آخر يميل للون الأحمر، مشتعل الرغبه سيء النوايا أو على الأقل يحمل نوايا أخرى غير المعلن منها ؟ لماذا لا تعترف بأن ألوان الطيف سبعة، وبأن للون الواحد عدد مهول من التدرجات، ما بين الإعجاب والمودة والارتياح والأخوة والمحبة المجردة للجنس البشري. لا أملك إجابة ولا أطمح إليها لمعرفتي بان سؤالي ما هو الا تحصيل حاصل، وربما أثار لديك روح الدعابة، وجائتني إجابات ساخرة متهكمة، ولكن ومع غرابة سؤاله إلا أنه جالت في خاطري أمنيه اكثر غرابة من السؤال، أجدني أفكر فيها كشيء بات ملحاً فى حالة بدء المرأة فى التفكير كالرجل وهو ألا استيقظ غداً لأجد نفسي مضطرة لأن أوضح لصديقاتي أنى لا أملك تجاههن أي نوايا مشتعلة أو ملتفة أو لولبية ومحيرة، ولا أخرى تستدعي المزيد من المعرفة فى أماكن مغلقة وبطريقة سرية، وأنى لا أملك دوافع أو نوايا لهدف آخر غير ….الصداقة!

 

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى