اسليدرالأدب و الأدباء

الكاتب ( ياسر محمد ) , و رواية (جارينتا ) . معرض الكتاب 2019 .

بقلم : اسلام الحامدي …

Image may contain: text

أقتباس مفاجئ من جارينتا
***
يعود “فارس” من جديد للجلوس على ذلك الكرسي المُتأرجح استعدادًا للحديث مرة أخرى وبكل هدوء بدأ قائلًا: يومها وبعد مرور أكثر من ثلاثة أيام كاملة لم تظهر فيها، وأنا أطوف من غرفة لغرفة حتى أجد طلة ولو بسيطة لها في المنزل، ولكن باتت كل المحاولات بالفشل الذريع..
كل شيء اختفى حتى ظلها، وبقيت تلك الروح الكامنة الخافتة تظهر على حافة نافذتها.. بدأت الأحوال الجوية تسوء يومها والرعد بدأ يضرب كل جوانب منزلها.. كانت قطرات المياة تصطدم بشدة بشباك غرفتها، وتُصدر ضوءًا غريبًا، يظهر مع كل نقطة ضوء غريب وكأنها روحها التي لم تفارق ذهني ولا جسدي يومها.. وقتها لم أعرف ماذا أفعل أو بماذا أنطق وقد تعلقت الكلمات والحروف في حنجرتي.. ولا أستطيع حتى أن أتهته ولو بحرف واحد من شدة الخوف!!
زاد إعصار المياه مع توهج أصوات البرق والرعد كان هناك صوت صادر من نافذة غرفتها يُنادي باسمي، وبدأت الأصوات تتعالى شيئًا فشيئًا كلما زاد توهج الإعصار على منزلها..لا أعلم من أين يصدر ذلك الضوء، ومن أين تأتي تلك الأصوات التي تُناديني..
كان الخوف يقتلني والبرد كان قارسًا للغاية.. تحركت ولا أعلم من حركني ومن أين أتيت بكل تلك القوة والشجاعة!!
أردت أن أصل إلى باب منزلها لأخبرها بما أرى.. تحركت بخطوات يسيطر عليها الرعب والخوف معًا، لم أجد أحدًا في الشارع والهدوء يعم المكان بشكل مخيف، وكان الجميع وقتها يحتمي من شدة المطر.. ولم أجد مَن أتوسل إليه ليكون بجواري في تلك اللحظة..
مع تلك النفس التي أرهقها نزول الدرج وضربات القلب التي زادت بشكل مخيف من الركض.. إلى أن أصبحت أمام باب منزلها وأصبح لا مفر من طرق الباب.. مرات عديدة وكما هي عادة الأيام السابقه لم يجب أحد.. قلت وقتها لنفسي سأعود لقد فعلت ما بوسعي لقد نويت الرحيل أخيرًا.. وبمجرد أن تحركت بجسدي وأدرت ظهري للباب سمعت صوت الباب يفتح دون أية مقدما، الخوف تملكني وازداد الفضول لديَّ في الدخول، كل حواسي ترفض تلك الخطوة ولكنني فعلتها رغمًا عني..
وتحركت باتجاه المنزل وبمجرد أن وضعت قدمي داخل المنزل أُغلِق الباب تاركًا صوت صراخ قوي يأتي من داخل المنزل.. صرخت من هول ما سمعت وبدأت خطواتي تفقد اتزانها.. مع ظهور تلك الأصوات من جديد وكأن هناك أحدًا يُحدثني قائلًا: أتريد حقًّا أن تتزوجني؟ هيا.. لنفعلها الآن.
تلك الكلمات كانت الصادرة من صوت خفي لا أعلم مصدره، كان المكان مظلمًا للغاية لا أكاد أرى يدي فيه، تحركت للأعلى ولا أعلم كيف فعلت ذلك، خطوة تلو الأخرى ينبض معها القلب بالخوف، وشعرت أنني في سباق ما من شدة ضربات قلبي التي لم تتوانى لحظة عن الهدوء..
بدأت أنفاسي تُحبس ولا أستطيع أن أتنفس بشكل طبيعي.. لم يعد في وسعي سوى المواصلة لأرى من في الأعلى، خطوات بعد الأخرى أصبحت اقترب أكثر وأكثر من غرفتها، يصدر ذلك الصوت الخفي من جديد وينادي عليَّ باسمي.
توقفت قليلًا.. فكرت جديًّا أن أعود من حيث أتيت.. ولكن وجدت قدمي تتحرك وحدها دون سابق إنذار، وكأن هناك شيئًا ما يُحركها رغمًا عنها.. وبقيت خطوة واحدة لأصل لغرفتها… ولكن…
ــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى