أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخبارالأدب و الأدباءالثقافة

الأديبة والكاتبة منار حسن فتح الباب فى عتاب وحديث ذى شجون لمصر أم الدنيا

اقتنوا مساكن وسيارات للتنقل فى الزحام بالقروض

ابناء الطبقة الوسطى ..المتاكلون .. الشرفاء.. المتعلمون والمثقفون ..المفكرون والفنانون والادباء والمسرحيون والنقاد والاعلاميون… .الاطباء والصيادلة والمهندسون والمعلمون

واساتذة الجامعات وغيرهم من ابناء الوطن .. بعضهم خريجو المدارس التجريبية والرهبان والراهبات وتعبوامع اسرهم فى دراستهم وتحصيلهم فى اللغات والمواد المختلفة .. شاركوا فى التنمية وبناء الوطن فى صمت .. تحملوا الكثير فى سبيل تعليم اولادهم على اعلى مستوى والحاقهم بمدارس مفترض انها تقدم تعليما ممتازا وراقيا .. الكثيرون منهم لم يسافر خارج الوطن لتحسين الدخل لرعاية امهاتهم وابائهم المسنين ..والبعض الاخر تغرب ودفع ثمن الغربة … اقتنوا مساكن وسيارات للتنقل فى الزحام بالقروض ..حرصواعلى شراء اجهزة موبايل حديثة نسبيا وكمبيوتر وريسفر لمواكبة العصر الحديث والتكنولوجيا والتواصل وايضا للعمل وتجويده .. اقتنوا تكهيفات ايضا بالضرورة بالاقساط .. حرصوا على مصيف او نزهة للاولاد لتشجيعهم واستنشاق هواء نظيف .. حرصوا على مظهر اسرهم بما يتناسب مع قيمتهم الاجتماعية ..وكرامتهم تمنعهم من الشكوى او طلب المساعدة ….مثلما يحدث فى اعلانات التسول .. حرصوا على ارتياد السينما والمسرح والحفلات الفنية بدار الاوبرا وورش الابداع ..وشراء المؤلفات من معرض الكتاب ومكتبة الاسرة ومناقشتها فى الندوات .. وعندما يفكرون فى مشروع خاص يفضلون مشروعا يتناسب مع مواهبهم وبعيدا عن وسط الشللية والمحسوبية ..لكنه بمنطق السوق غالبا ما ينهار سريعا او يتسبب فى ديون .. هم سند الامة ووعى المجتمع ..فكر المجموع وعقله ..خليته النشيطةالحقيقية .. قلب الوطن وعموده الفقرى ..ومستقبله .. ..لاوقت لديهم الا للعمل ولمحاولة تحسين الدخل بعيدا عن براثن انصاف الموهوبين الحاقدين .. الذين قويت شوكتهم والتجار الجشعين ممن لا يرحمون ولا ضمير لهم .. هم من يحرصون على عدم زيادة النسل ..من يبحثون دائما عن عمل اضافى من اجل اشراك اولادهم فى الانشطة الاجتماعية و الرياضية والفنية واسعادهم ..ربما يكونون ابطالا ونجوما يشرفون بلدهم ..ثم الاطمئنان على مستقبلهم وتزويجهم . من ينتظرون هدفا كرويا يحقق لهم بعض السعادة العامة ..لكن الفساد ينخر فى كل شىء.. من يتابعون مسلسل دراما ربما يهتم بهم ..او ينسيهم الالم ..واليتم الاجتماعى .. من يبحثون عن دار نشر لمؤلفاتهم ..وشعراء يتساقطون صرعى الامراض لان لا مظلة صحية ترعاهم هم واسرهم .. من يحتارون بم يجيبون على اسئلة ابنائهم ..وطلباتهم الصغيرة ..من يرعون حيوانات اليفة ..تصرخ هى الاخرى .. شاركوا فى ثورتين .. مرتباتهم ثابتة منذ سنوات بعيدة جدا ..ولا علاقة لها بالمتطلبات اليومية .. نفذت مدخراتهم ..اهينوا بشدة ..تعذبوا فى صمت ..اختنقوا … مرضوا بامراض العصر المزمنة ..واكتأبوا .. مطلوب منهم ان يتخلوا عن تلك المكتسبات الحياتية اليومية … يتندر الناس عليهم انهم الان من طبقة الفقراء ..الحقيقة انهم انتموا الى اللاطبقة .. .مطلوب منهم ان ينهاروا انهيارا مروعا سريعا بلا شفقة ويموتوا من شدة الالم والحسرة ..دون رثاء …..او حتى بكاء ….

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى