الأدب و الأدباء

اود الرقص

الاديب العراقى

عبدالزهرة خالد
في سابقةٍ خطيرة
يدورُ اللّبانُ في فلكِ الفم
يحاورُ الأسنانَ بجرأةٍ
تحت طاولةِ الدّورانِ اللّاإراديّ
عندما ينفلتُ اللّسانُ فارًا
من مغارةِ الوحي
إلى شاطئٍ أخرس.
إمضاءُ التّمتمات
واضحةُ المعالمِ على الأنفاس
يساورُ -صاحبنا- اللّبانُ الشكَّ
في اصطيادِ الرّفاتِ من مقابرِ العيوب
وإنقاذ الرّيشِ المنتوف
من التّحليقِ في فضاءٍ يابس
وانتشال الغريقِ الذي دفنتهُ رمالُ الهروب .
حلمهُ على دربِ التّبانة
يوقدُ قَبسًا
لعلّهُ يتذكّر ما فات
ويدفنُ منْ مات،
يرفعُ ثوبَ اللّيل
نحو عُري الفجر
ذات يومٍ عتيق
يلوكُ البقايا بينَ الضّروس
ليس ترفا ولا بطرا
بل جاءهُ ملكُ الموت
على غفلةٍ من نعاس
وظلَّ يحلمُ بفتحِ أبوابِ النّعيم
بيده مفاتيحُ الجنان
كي يعانقَ الحواري
ويدخلَ مطاعمَ الأنبياء
ويغنّي في حاناتِ الأتقياء .
قبلَ الدّخول،
هناك مخلوق
نصفُ جماد
وربعُ إبليس
والرّبعُ الآخر
على هيئةِ إنسان،
بجوارِ الحدود
يمكثُ في كهفٍ أبله
يخشى أُمَّةً
تريدهُ أن يتبعَ ملّتهم
يطعموهُ من مائدةٍ ربّانيّة
بشتّى أنواعِ الطّعام
وفواكه ممنوعة
من موائدِ هاروتَ وماروت،
في اجتماعٍ سرّي
قرّرَ المخلوقُ الدّخول
إلى القريةِ بدونِ شروط
لا يشعرنّ به أحدا،
بعد التمسكنِ تَمكّنَ
من التَّمَعّنِ بكلّ التّفاصيل
راحَ يعبثُ في صرّةِ النّهارِ
وفي المساءِ يركنُ المساجدَ يتعّبد
أَسّسَ على حسابهِ الخاصّ
حزبا يجاري الأحزابَ
الدّاعيةَ إلى توحيدِ الإله
من شعاراتِ حزبه
أن يحيلَ النّفطَ الأسود
إلى ماءٍ أبيضَ يسودُ العيون
بعد تحريرِ السّنينِ العجاف
من السنابلِ الصّفر
في ( حقلِ مجنون )*
أبانَ الحصارِ البائن
تصدّرَ الحزبُ القوائمَ
صارَ هو الْمَلِكُ وابنه الوزير
في ليلةٍ شتويّة
أرادَ الْمَلِكُ أن يتزوّج
تقدّمتْ له آلافُ العذارى
ومئاتُ الثَيّبَات،
كنتُ الشاهدَ الوحيد
في هذا المشهد
لم أشهدْ أنّ للملكِ ولدا
بل هناك قرصان
يبقرُ بُطُونَ الحوامل
ويستخرجُ براميلِ النّوى
يصدّرُ أطنانا من أفخاذٍ معبّئةٍ للتّصدير
يزكّي ما فاضَ من محاملِ القمامة
الّتي تقدّمُ الولائمَ على الأراملِ والأيتام
يحجُّ في اليومِ سبعَ حجج
يسعى بين الصّفا والمروة
مئات المرّاتِ ولا يتعب
يسعى لكسبِ الخير
لكن جيبهُ الأهمّ
كنّا …وما كنّا
ندركُ ذلك
لكنّا نبعدُ الشرَّ عنه
نخشى عليه من خسوفِ الظّلّ
تحتَ نيرانِ الشّموع
لا بديل
هو الأوحدُ في القانونِ والأصول
لا تبديل
طعمهُ يفوقُ طعمَ الشّراب
الممزوجُ بالحرّيّةِ والطّغيان
لا يجوزُ شتمهُ أمامَ المصلّين
ولا يُلعنُ أمامَ الجمهور
هو قنطرةٌ تؤدّي إلى الموتِ بلا دليل
حذارِ
حذارِ إن أخترتم غيره
سينتقمُ منكم الرّب
ويحرقُ الصّناديق
ويقضمُ أصابعكم كي لا تلعنوا
هذا قدركم في الأرضِ …وما تعلمون
مصيركم معلّقُ على أجنحةِ الذّباب
لا خيار لكم أمام الاتّزان
إمّا الانحناءُ أو النّزول
هيّا معي
نهتفْ فليبقَ قارون
المحافظُ على سعرِ الدّيون
ولتعشْ الأممُ المتّحدة
من برامجها زيارتنا
كلّ أسبوع في غرفِ الإنعاش
وأخذُ عيّنةٍ من دمائنا
كي يذّكروا…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
زر الذهاب إلى الأعلى