أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخبارالأدب و الأدباءالثقافةاهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"

إصدار جديد للدكتور خالد محمد عبد الغني عن الشخصية المحورية في الرواية العربية

كتب د . خالد عبد الغنى

عرض كتاب الشخصية المحورية في الرواية العربية للدكتور خالد محمد عبدالغني

سيصدر قريبا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب “الشخصية المحورية في الرواية العربية للدكتور خالد محمد عبدالغني ” أستاذ علم النفس والناقد في مجال التحليل النفسي الاكلينيكي للأدب وهذا الكتاب هو الثالث في سلسلة علم نفس الأدب ، ( كان الكتاب الأول بعنوان ” نجيب محفوظ وسردياته العجائبية ” من منشورات المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة 2011 بمناسبة مئوية الأستاذ الأكبر نجيب محفوظ واحتوى على قراءة تحليلية لأحلام فترة النقاهة وملحمة الحرافيش ورواية اللص والكلاب وبداية ونهاية وتحليل لمعاناة الأستاذ نجيب محفوظ من اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة ).  والكتاب الثاني كان “الذات والموضوع دراسات في سيكولوجية الأدب ” تناول فيه أبرز كتاب القصة والرواية والشعر من جيل الستينيات وحتى الجيل الحالي من المبدعين المصريين والعرب.

أما  الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ   فإنه يحاول تقديم قراءة تطبيقية للنص الروائي تهدف إلى إضاءة النص وإبراز الجوانب التي تتعلق بعلم النفس، حيث التعريف أولاً بالمصطلحات والمفاهيم النفسية التي ستدور حولها القراءة ، وبعد ذلك تقديم التطبيق التحليلي للنص من خلال الشخصية المحورية، استناداً إلى تلك المصطلحات حتى لا تكون القراءة مجرد شرح وتفسير للنص بمجموعة من المفردات العبارات البلاغية المغرقة في الغرابة.

ويضم الكتاب مجموعة من الشخصيات الموجودة في نماذج من الرواية العربية لكبار المبدعين وقد حاولنا دراستها بما توفر لدينا من منهج وأدوات متعلقة بعلم النفس بمدارسه وتياراته المختلفة، وكان الهدف من تحليل تلك الشخصيات هو إيضاح أن المبدع قد يسبق العالم في التنظير للكثير من الحالات ذات الطابع المرضي أو شبه المرضي الموجودة في الواقع ، فكما يعرف الجميع أن سوفوكليس سبق فرويد في إبراز ملامح الأوديبية التي صاغها فرويد في نظريته التحليل النفسي، كما سبق الأستاذ نجيب محفوظ المنظرين والمحللين النفسيين لقضية البغاء في روايته بداية ونهاية، وكذلك الأبوية الذكورية ودور المرأة فيها وتأثيرها على الأبناء في الثلاثية وقلب الليل. ومن هنا كانت تلك المحاولات التي كتبت ونشرت في الدوريات الأدبية وبعضها نوقش في المؤتمرات الخاصة بالرواية ولا أخفيك عزيزي القارئ أن هناك انطباعاً مشجعاً لدى نقاد الأدب ودارسيه لما كتبت من محاولات للدراسة النفسية للأدب ولسوف أذكر لك بعضاً مما قلته في مؤتمر اتحاد الكتاب عن خيري شلبي حيث ابتدأت كلامي بقولي ” أعزائي الحضور نقاد الأدب ودارسيه لا تتعجبوا حين لا تجدوا البلاغة التي تعودتم عليها في حواراتكم وندواتكم، واغفروا لي اقتحامي عالم مؤتمركم هذا، فلا أنا من دارسي الأدب، ولا من معتادي ندواته، ولا من عاشقي الظهور في مناسباته، فأنا قادم إليكم من علم النفس بمنهجه السيكومتري الجاف واحصائياته وجدواله صعبة الفهم، وقضاياه التي لا تهم المجتمع في أغلبها، أقول جئت إليكم، وأنا لا أملك إلا الحب للأدب وأرجو أن يكون ذلك الحب هو معراجي إليكم، ويقيناً سأرضى بما يصدر عنكم من حكم على محاولتي التي ستسمعونها”، وبعدها كان التشجيع والإعجاب الذين دفعاني لنشر هذه المحاولات مجمعة في هذا الكتاب.

ويضم الكتاب فصولاً تدور حول الشخصيات التالية رادوبيس بطلة رواية نجيب محفوظ الشهيرة والتي سميت الرواية باسمها وفيها تتجلى النرجسية بأبعادها الثلاثة “الحب والعزلة والموت”. و”أَدِيب” في رواية طه حسين التي سميت أيضاَ باسمه وفيها رؤية إكلينيكية وتحليلية عميقة للبناء النفسي لأعراض اضطراب جنون الاضطهاد والعظمة المعروف بالبارانويا. والشيخ عصفور في يوميات نائب في الأرياف لـتوفيق الحكيم، والمجذوب هو الذي ينطق بالحكمة والهذيان وأبو صفارة الذي يمثل ضحايا الحروب في مجموعة حوريات الضوء لإبراهيم عطية. والدكتور شوقي الذي توحد بالمعتدي، وعباس الزنفلي ذلك العسكري السود (الجلاد) الذي أصيب بالجنون في قصة العسكري الأسود لـيوسف إدريس. وفاطمة تعلبة الأم المصرية الحاكمة للأسرة والمتمرسة في العلاج النفسي كونها تحمل خبرات وتاريخ المرأة الريفية الأصيلة في رواية الوتد لخيري شلبي. وأحمد الرجل الذي أصابته أزمة منتصف العمر وهو على مشارف الستين عاماً، ودنيا تلك الزوجة التي خانت زوجها فكان جزاؤها الإنتحار في عتبات البهجة لإبراهيم عبد المجيد. وخليل الموظف الذي بلغ سن المعاش ويعاني من أعراض الشيخوخة، وإحسان زوجته التي توفيت وتركته وحيداً في “حجرتان وصالة” لإبراهيم أصلان. وخديجة الأم المتسلطة وتمرد ابنتها سوسن عليها في رواية خديجة وسوسن لرضوى عاشور.

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى