الجيزةمقالات واراء

لا عزة لإنسان لا يصر على العيش عزيزاً، ولا خير في بشر يرى الحق ولا يتبعه ويرى الباطل فيهب منغمساً فيه.

كتبت : شيماء مصطفى

تعتبر القيم والمبادئ والأخلاق فى اى مجتمع هي الاساس لأي مشروع نهضوى، فلا تقوم اى نهضة حقيقية بدون أساس أخلاقي, واذا كانت هناك اى مشاكل او رياح مسمومه ومختلطة بالحقد  فانها تضرب وتنعكس على اصحابها, وتكشف زيفهم,ويظل المجتمع ومواطنيه باخلاقهم وقيمهم ومبادئهم ليساهموا بنشاط وفاعلية في تحقيق الاستقرار فى مجتمعهم,بعيدا عن المخادعون

فهناك من يبيع كل شيء، ضمير وقيم وأخلاق وللأسف حتى العرض لأجل مكسب رخيص، هو رخيص ولو كان عالي الثمن وغالي القدر، فلا حياة دون كرامة، ولا كرامة دون مبادئ.في قصص الرسل الكرام، ومعهم خاتم الأنبياء والمرسلين حكم وعبر، وفيها أمثلة صريحة على أن من يتوكل على الله فهو حسبه، هو حاميه وحافظه، ولا تظن من لا ينسى الله أن ينساه خالقه ولو اجتمعوا عليه شياطين الإنس والجن. رسولنا الكريم كم عانى؟! كم اتهم بالجنون؟! تم استهدافه لقتله، وتمت الإساءة له، ورمي بالحجارة حتى أدميت قدماه، فهل استكان؟! هل تراجع؟! هل تخلى عن مبادئه وقيمه والأهم دينه؟!

لا عزة لإنسان لا يصر على العيش عزيزاً، ولا خير في انسان يرى الحق ولا يتبعه ويرى الباطل فيهب منغمساً فيه.
النفس البشرية أمارة بالسوء، وللوقوع في مستنقعات السوء يبدأ المشوار بالتخلي عن المبادئ والقيم، وطبعاً قبلها الدين، كونه هو أصل القيم والمبادئ التي كرم الله بها بني آدم عن العالمين.

وحينما تتحول القيم والمبادئ لشعارات فقط، تقابلها ممارسات تخلوا منها، ولا تقيم لها وزناً أو اعتباراً، هنا نكون في مرحلة مقامرة برحمة الله، حينها نكون سائرين بعكس ما يفترض بنا السير عليه، فنحارب نظيف اليد نقي السريرة، الصادح بالحق الرافض للباطل، وحينما ننجح في إسكات أهل الحق يسود الباطل، في معادلة واقعية تثبت صحتها على الدوام.

لذلك نقول إنها مشكلة، حينما ترى الظروف وكأنها تفرض عليك التخلي عن المبادئ والقيم حتى «تسلك» معها، أو تسلك مع صانعيها، حينما ترى المقدرات مكتوبة لمن يتخلى عن مبادئه ويكون تابعاً لمبادئ غيره، حينها الرجولة تنتفي، وحينها تخنق الأصوات، ويكف الناس عن قول الحق، خوفاً على أرزاقهم، وخوفاً على من يعولون.

في كل زمان ومكان، هناك توزيع لأصحاب المبادئ وفاقديها، لأصحاب الحق وأصحاب الباطل، لكن النسب تتفاوت، فإن طغت الأولى فإنها رحمة من الله بأن جعل الخير يسود على يد هؤلاء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، لكن إن طغت الثانية فهي من علامات الساعة التي تنقلب فيها الأمور فيصبح الحق باطلاً، ويصبح الصدق كذباً، ويظلم الطيب ويعلو شأن الخبيث.
ما قيمة الإنسان بلا مبدأ؟! ما قيمته وهو يتخلى عن الفطره التي خلقه الله عليها؟!وفطرة البشرا أساسها نبتة خير زرعها المولى عز وجل فيهم، التحدي أمامهم بأن يحافظوا عليها ويصونوها ويتصدوا لأية مؤثرات تجعل الإنسان السوي يتحول لآخر دنيء.
لذلك لا عيش كريم لإنسان لا يملك مبدأ ولا يملك قيماً، فليس العيش الكريم بالمال والجاه بقدر ما هي الكرامة التي منبعها رضا الإنسان عن نفسه، وعن تصرفاته وأفعاله، وحرصه أن أفعاله ترضي الله ولا تغضبه.
حينما تضيع القيم وتقتل المبادئ، يطغى كل شر، يسود الكذب، يعم النفاق، تكثر الخيانات، تقل البركة، يزيد الفساد، ومهما حاولنا إصلاح الأمور لا نجد التوفيق من الله عز وجل.
قال الله في محكم التنزيل بشأن موسى عليه السلام: «يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين». الأقوياء والأمناء هم أصحاب المبادئ والقيم، والذين بهم تنصلح الأمم ويكتب الله بجهودهم الخير.

زر الذهاب إلى الأعلى