أخبار مصرأهم الاخبارالتقارير والتحقيقات

تاريخ المحمل المصرى 

الجنرال
محمد فوزى

فى مثل هذا اليوم من كل عام يتم تغير كسوه الكعبه فهل تعرف تاريخ المحمل المصرى

والمحمل هو الهيكل الخشبى المخروطى الشكل الذى كان يحلى بأجمل زينة، ويحمل على ظهر جمل، ويصاحب قافلة الحج من القاهرة قادمة إلى مكة و المدينة ثم يعود منها بعد تأدية فريضة الحج إلى مصر, وفى تعريف آخر هو اسم يطلق على الجمل الذى كان يحمل الهدايا أو الكسوة الموسمية إلى مكة بهداياه إلى البيت الحرام.وظل هذا المحمل يخرج منها منذ عهد شجر الدر و المماليك حتى بداية منتصف الستينات من القرن العشرين الميلادي.
بداية كِسوة الكعبة
قد يعتقد البعض أن نبي الله إسماعيل نجل أبي الأنبياء إبراهيم “عليهما السلام” هو أول من كسا الكعبة ولكن هذه المعلومة تعوزها الدقة؛ لأنه ليس من الثابت تاريخيا من الأساس ما إذا كان إسماعيل عليه السلام كساها جزئياً أم لم يكسها، على اعتبار أنه لم يؤمر بذلك. ولكن من الثابت تاريخياً أن الملك اليمني اسعد تبع أبي كرب ملك حمير ،هوأول من كساالكعبة المشرفة بشكل كامل في العام220 قبل هجرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
ثم أخذت قريش فيما بعد تتولى هذه المهمة وكانت أموال كِسوة الكعبة تتحملها بطون قريش الكبري باعتبار أن الكعبة رمز ديني يجلب لهم الحجيج من جميع أنحاء الجزيرة ويُنشط حركة التجارة ويحفظ لقريش مكانتها الدينية، وكان ذلك يتم في يوم عاشوراء. وبعد فتح مكة، وفي أول عام يحج فيه المسلمون وهو العام التاسع من الهجرة، أصبحت كِسوة الكعبة مهمه بيت المال في المدينة المنورة.
ومن الخطإ الاعتقاد بأن دور مصر في كِسوة الكعبة بدأ فقط مع الخلافة الفاطمية التي اتخذت القاهرة عاصمة لها، بل بدأ قبل ذلك بقرون في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان يوصي بكِسوة الكعبة بالقماش المصري المعروف بالقباطي الذي اشتهرت الفيوم بتصنيعه. والقباطي نسبة إلى قبط مصر، وكان المصريون ماهرين في نسج أفضل وأفخر أنواع الثياب والأقمشة.
وصف المحمل الشريف
فى عهد الدولة الفاطمية تولت مصر كسوة الكعبة المشرفة وكذلك خلال العصر الأيوبى والمملوكى والعثمانى، واستمر ذلك إلى أن قامت الدولة السعودية و أبطلت إحضار الكسوة من مصر. ومن أهم المشاهد التى سجلتها نصوص الرحالة والمؤرخين صورة المحمل أو قافلة الحج عبر عصورها المختلفة، إذ تعتبر تلك النصوص من أكثر المصادر التى حفظت لنا تفصيلات دقيقة عن المحمل و كسوة الكعبة، ومن أهم تلك النصوص ما ذكره الرحالة ابن بطوطة عن هذا المشهد المهيب، وكيفية خروج المحمل المصرى من القاهرة فى حضور أرباب الدولة.
خروج المحمل
كانت كسوة الكعبة قبل السفر إلى الأراضي الحجازية في الاحتفالية الخاصة بها، تصنع في مصر في حي الخرنفش بالجمالية، وهو من أحياء مصر العتيقه والقديمه علي أيدي صناع محترفين ومهرة وعلي درجة عالية من الدقه والإبداع؛ لإخراجها في ثوبها المرصع بخيوط من ذهب وفضةإلى أبهى حللها؛احتفالًا وتشريفا لكساء الكعبة؛ بيت الله العتيق في أشرف بقعة من بقاع الأرض وأوسطها.
كان المحمل يطوف الشوارع قبل الخروج إلى الحجاز، وكان يصاحب طوافه العديد من الاحتفاليات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول. وكان والي المنطقة التي يخرج منها المحمل أو نائب عنه يحضر هذا الحدث بنفسه أو يرسل من ينوب عنه.
موكب المحمل عبارة عن جمل يحمل المحمل يمر في شوارع القاهرة وتتبعه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج،ثم الجندالمكلفون بحراسة الموكب حتى الحجاز وخلفهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات.والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يُقال أنه كان هودج شجرة الدر أما الكِسوة نفسها فكانت تُوضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال.
عودة المحمل
وبعد الحج، يعود المحمل بالكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالكسوة الجديدة. تُقطع الكسوة القديمة إلى قِطع وتُوزع على النبلاء والأُمراء؛ وما زالت هذه القطع موجودةفي متحف كسوة الكعبة وبعضها في قبور العائلة الملكية في مصر، حيث زينوا بها أضرحتهم كنوع من التبرك.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
لا يتوفر نص بديل تلقائي.
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

زر الذهاب إلى الأعلى