الأدب و الأدباء

الحياة والموت وتاريخ بلاد الرافدين


بقلم هشام ألساعدي
في البدء كلمة ومااكثر الكلام في عالمنا اليوم لكنني ابغي كلمة إيضاح كلمة مقتضبة كلمة ذات معنى ومغزى فما فائدة الكلام إن كان معقدا مبهما غير مفهوما وما فائدة الكلام إن لم يقدم حوارا بناءا مع الطرف الأخر القارئ ومااكثر الكلمات الرنانة والهدامة ومااكثر الكلمات المنمقة والجوفاء في علومنا اليوم لذا ادعوك ياقارئي الكريم لكلمة استهلال نوضح منها غاية مقالتنا هذه لأبل إشارات دالة لتقودنا بأمان برحلة حب وبحث واكتشاف واستقراء في عالم أناس لنتقيهم في ملحمة رائعة وخالدة ملحمة تعكس حياة الكثيرين منا وربما جميعنا لكنني ضد التعميم أدعو من يقراء هذه المقالة التحليلية إن يسجل مامسما من الملحمة فيبدأ يحاكي ذاته ويحاوره ليكتشف سر الحياة والموت
الموت هو الشيء الوحيد الذي يحاول البشر تجاهله وهو تعبير عن رفضه لذلك يأتي على حين غرة ، ينتزع الروح ويمضي ، فغريزة حب البقاء عامل مشترك بين كل البشر ، ومن تعامل مع الموت بأنه أمر حتمي وتجاهله ، وراح يعمل كأنه يعيش أبدا مساهما في البناء حسب قدرته ، عاش مرتاحا إلى إن تفارق الروح الجسد وقد ترك فيها بصماته ، ومن ظل ينتظر الموت فانه سيشل قدراته وإمكاناته ويعيش مشلولا عاجزا ، والموت إشكال وأنواع متعددة ، وأقساها الموت على قيد الحياة
تعتبر بلاد الرافدين مهدا للأساطير ، وقد اشتهرت باساطير دونت على ألواح في إعمال أدبية راقية، كملحمة كلكامش ، هناك فرق بين الحكايات الشعبية العامية والاساطير ، وإن كانت الاثنتان قد سبقتا التاريخ المدون ،، فالحكاية الشعبية الخرافية تعتمد أسلوب سرد قصصي متخلف يقوم على اعتقاد باطل في كثير من الاحيان ، في حين ان الأسطورة قد نشأت في بدايتها من قصة البعض منها حقائق والاخر خيال وعن تأمل فلسفي فكري عميق ، لتفسير ظاهرة طبيعية ومعنى داخلي لحياة البشرية ، فأخذت الشعوب تلك الاساطير كثوابت في اعتقاداتها ، وتداخلت تلك الاعتقادات فيما بعد مع المعتقدات الدينية السماوية ، واحتلت مكانا في نفوس الشعوب الذين ورثوها عمن قبلهم من الحضارات المتعاقبة
ومنذ تدوين التاريخ ومنه بزغت خيوط الاشعاع الفكري ، فتاريخ بلاد وادي الرافدين حافل بالعديد من الشخصيات والاحداث التي تركت اثارا ايجابية تاره وسلبية تارة اخرى ، ولم يكن تاثيرها مقتصرا على بلاد الرافدين فحسب ، بل انها امتدت واستحوذت اهتمام عقول العديد من مفكري ومؤرخي الحضارات الاخرى ، ومن ضمن تلك الاحداث شخصية الملك كلكامش ( نمرود ) خامس ملك من ملوك سلالة الوركاء ( عصر دويلات المدن) دام حكمه 126 عاما صاحب الملحمه الشهيره الخالدة عرفت باسمه عبر الازمان في تاريخ ادب وحضارة وادي الرافدين ورد اسمه في اثبات الملوك السومرين من سلالة الوركاء الاولى وهي السلالة التي حكمت من بعد الطوفان ياعراق الصابرين بلد الحضارات

زر الذهاب إلى الأعلى