الأدب و الأدباء

حين لا ينفع الندم

كتبه : د.طاهر حسن أحمد

حين لاينفع الندم …جملة نسمعها تردد دائما ولا ندرك معناها فنقول اعمل صالحا قبل أن يأتى يوما وتندم وابكى على ذنبك قبل أن يأتى يوما وتبكى من الندم أنك لم تستغفر ولم تندم على ذنب فعلته وقد فات وقت الغفران فنجد الشافعى في رائعة من روائعه يقول لنا :

ندم وحزن هز كل كيانى …فانساب دمعى واستكان لساني
النفس حيرى والذنوب كثيرة … والعمر يمضي والحياة ثوانى
يا نفسي كفى عن معاصيكى التى … كادت تميت الحس فى وجدانى
أنسيت أن الموت آت فاجمعى ….يا نفس من طيب ومن إحسان
أنا لست أخشى الموت بل أخشى الذي …. بعد الممات وعسرة السؤلان
ماذا أقول إذا فقدت إرادتى ….وتكلمت بعدي يدى ولسنانى
ماذا … وكل جوارحى تحكي بما صنعت …ولست بعالم النسيان
أخشاك يا شمس الشتاء فكيف لا أخشى العذاب وحرقة النيران
أنا يا الهى حائر فتولنى …ولأنت تهدى حيرة الحيران
أنا إن عصيت فهذا لأنى غافل ولقد علمت عواقب العصيان
أنا إن عصيت فهذا لأني ظالم والظلم صنع من يد الإنسان
لكنك الغفار فاغفر ما جنت نفسي على نفسي فأنت الحاني
أشكو إليك ضآلتي ومذلتي فارفع بفضلك ما أذل زماني
أدعوك في صمتي، وفي نطقي وفي همسي بقلب دائم الخفقان
أدعوك فاقبل دعوتي وارفع بها شأني، وكن لي يا عظيم الشان
لك في الفؤاد مهابة ومحبة يا من بحبك يستضيء كياني
أنا يا إلهي عائد من وحدتي أنا هارب من كثرة الأشجان
من لي سواك يجيرني ويعيدني من عالم الأهواء.. والشيطان
سدت بوجهي كل أبواب المنى فأتيت بابك طالب الغفران
يارب إني قد أتيتك تائبا فاقبل بعفوك توبة الندمان

كتبه :د طاهر حسن أحمد
زر الذهاب إلى الأعلى