صفحات من تاريخ مصر

من ذكريات الحرب وابطال فى ذكرة التاريخ وموقعة السبت الحزين

كتب _دكتور اشرف المهندس

اليوم معنا قصة من ذاكرة التاريخ المصرى وابطال من حرب اكتوبر دخلت التاريخ ولايعرفها احد منا والان مع تلك القصة ليوم السبت فى تاريخ اليهود وهذا البطل المصرى 

طائرات هليكوبتر عسكرية مصرية علي ارتفاع منخفض تقوم بإسقاط كتيبة صاعقة انتحارية فيما وصف لاحقا في سجلات وزارة الدفاع علي أنها مهمة بلا عودة.

كانت المهمة إيقاف أي إمدادات اسرائيلية أو إقلاع أو هبوط أي طائرة صهيونية من وإلي مطار أبو رديس في عمق سيناء وتأسيس نقطة استطلاع متقدم في سيناء أبيدت الكتيبة بالكامل اثناء تأدية المهمة التي تكللت بنجاح ساحق  ولم يتبق منها سوي أربعة أفراد فقط علي قيد الحياة .. وحدهم .. خلف خطوط العدو ..

لم يكن يدري أحدهم وهو المجند المقاتل الشاب ذو الإثنين وعشرين ربيعا أنه بعد سنوات قلائل سيتم تدريس ماقام به في أرقي الأكاديميات العسكرية في العالم .

نزع الله من قلبه أي رهبة من أي نوع .. فقد كان أحد أبطال موقعة السبت الحزين التي أبادت كامل القوات الاسرائيلية وإمداداتها في معركة رأس العش الشهيرة .

أصابته دفعة رشاش متعدد انتقامية من مدرعة صهيونية مرتبكة تدري قرب نهايتها .. واخترقت الطلقات فخذه وظهره لتخرج من ساقه ومثانته .. وبمنتهي الجلد والإصرار وبدون أي تدخل طبي يعالج نفسه بنفسه ويستمر في عمليته خلف خطوط العدو استطلاعا وتوجيها عبر لاسلكي طيلة مائتي يوم .. متقافزا فوق كل شبر من رمال سيناء بمنتهي البطولة .. ليس لساعات ولا أيام ولا أسابيع .. بل 200 يوم كاملة .. مع إصابات يفترض بها أن تكون قاتلة فوراً وتستدعي الحجز بالرعاية المركزة .. بل لم يبلغ أصلا عن فداحة إصاباته وإنما علمت بها المخابرات والاستطلاع من أحد رجالها العظام من بدو سيناء الذي كان يقوم بإمداده بالطعام والشراب مرة كل ثلاثة أيام بعد أن انقطعت أخباره ثلاثة أسابيع وقيد مفقود عمليات .

قال : البدوي بالحرف ” يافندم العسكري ده عايش حلاوة روح اللي زيه المفروض يكون اندفن وبنصلي عليه غائب” !

ليعود منسحبا علي الأقدام وقد لوحت شمس سيناء بشرته وشعثت شعره وتمزق حذاؤه العسكري في آواخر إبريل 1974 بعد مرور سبعة أشهر علي إنزاله وإصاباته القاتلة وعمادة دمه بتراب أرض مصر .. وليقف المشير أحمد اسماعيل أمامه ليؤدي له أمام بطولته الاستثنائية التحية العسكرية وهو بتراب المعركة لم يغير حتي حذاؤه .

عبد الرؤوف جمعة عمران .. بطل مصري مجهول .. لم يتم تكريمه بنوط واحد .. لم تصنع له تماثيل النصر .. ولم يسع حتي للحصول علي عضوية جمعية المحاربين القدماء التي يستحق ان يكون رئيسها وليس فقط عضوا فيها .

في الصورة الجندي المقاتل عبد الرءوف جمعة عمران يرتدي منظار الميدان ومعه آخر من تبقي علي قيد الحياة من الكتيبة .. النقيب عبد الحميد خليفة، والنقيب مجدي شحاتة والمجند سيد علي لحظة استقبال وزير الدفاع لهم في مقر الوزارة بحضور ضباط أركان الوزارة وقادة أفرع العمليات بالقوات المسلحة

الصورة الاخرى لعبد الرؤوف جمعة عمران فراش أحد المدارس

بسوهاج داخل بيته المبنى بالطوب البلوك وهذا بطل ذكره التاريخ ولم نذكره نحن 

زر الذهاب إلى الأعلى