مقالات واراء

“أيها الفاسدون ” مناصبكم غطاء لفسادكم ….. ووسيلتكم للسرقة والرشوة

 
حسن بخيت يكتب

ما زال بحر الفساد يجري

تمكنت هيئة الرقابية الإدارية من ضبط مسؤول المشتريات بإحدى الجهات عقب تقاضية رشوة، وبتفتيش منزله تم العثور على 24 مليون جنيه مصرى، بالإضافة إلى 4 مليون دولار أمريكى و2 مليون يورو ومليون ريال سعودى، وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية بخلاف العقارات والسيارات التى يملكها.
مغارة علي بابا في منزل مسئول “مرتشي”بمجلس الدولة .. 31 مليون دولار ويورو وريال وجنيه وذهب وسيارات وعقود عقارات
أيها الفاسدون المرتشون

لا أعرف بأي تحية أبدأ ندائي اليكم ، لانكم لو تعرفون للتحية قدرا ، لما فسدتم ولما سعوتم في الأرض فسادا .
لكن ما العمل, لم يبق لنا سوى استنهاض ضمائركم ,والتي ماتت منذ زمن بعيد، لكن عسى وعلَّ… من يدري؟! ( لعل الله يحييها بعد موتها ، فهو ولي ذلك والقادر عليه )
هناك قوانين وقواعد لكل شيء ، حتي الحروب لها قوانين ، فلا يستطيعون الإغارة على المدنيين، أو استخدام الأسلحة الكيميائية. وكذلك هناك قوانين للصراع، فمن يكون شهمًا يستخدم السيف في مقابل السيف والسلاح لمواجهة السلاح، ولا يهرب من ساحة القتال .
هناك قوانين وقواعد حتى للمافيا. كما أن هناك انضباطًا حتى للبلطجة، فلا يمكن اللجوء إلى الكذب والافتراء.
أما أنتم فليس لديكم أي قواعد أو قوانين، فسياستكم تعتمد على استغلال مناصبكم في المراوغة والتحايل والخداع واللعب بالقوانين واستخدام النفوذ والمناصب ، ويتغذى حقدكم على الطمع والجشع . حتى العداء له قواعد، لكنكم لا يمكنكم حتى أن تكونوا أعداء.
أيها الفاسدون المفسدون
——————————
انكم قادرون علي فعل ما لا يمكن أن تفعله الحيوانات الوحشية في الغابات ….. ذكاؤكم لا يقدر إلا على الهدم….. ولا يستطيع أحد فعل ما تفعلونه في العباد والبلاد الا أصحاب القلوب القاسية
أفعالكم لم يفعلها ولم يفكرفيها حتى زعماء الحروب في الإضرار بمصالح البلاد والعباد وتلويث البيئة الخصبة من رشوة وسرقة أموال الناس بالباطل ، وفساد البلاد …. أما أنتم فقد وصلت بكم السفالة والدناءة إلى أن تشعروا بالسعادة عندما منعتم وصول الحقوق إلى الغلابة والمحتاجين والفقراء ، حتي المرضي والذين يحتاجون الي العلاج لم يسلموا من خبثكم وطمعكم .. تقومون بكل عمل قبيح ، ومن ثم عندما تتجه أصابع الاتهام إليكم تهرعون وتقولون كما قال المنافقون ونقل قولهم القرآن الكريم: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ” (البقرة – 11)
لا المجال يتسع ، ولا الوقت يسعف ، فالجميع يري ويسمع بما ال اليه حال البلاد والعباد بفضل أياديكم الملوثة ، وقلوبكم السوداء القاسية ، لقد حولتم الناس الي شياطين كبيرة وصغيرة ، يلعن بعضهم بعضا ، كما يلعنونكم أناء الليل وأطراف النهار جراء ما أقترفت أياديكم الملطخة بعرق الكادحين من الفقراء والمساكين من أبناء هذا الوطن الغالي ، فقلبتم سلم القيم ، وأفرغتم البلاد من كل خير وجمال بقبح أطماعكم الشريرة والغير متناهية وأنتم تدعون حب الوطن والوطن منكم براء ، لانكم تتعاملون مع البشر كما يتعامل الزناة مع العاهرات المرخصة الرخيصة ، تطؤنها ما دامت ذات حليب صدر فتمصونها ، وتتركونها عارية دون احترام .
سرقتم مليارات الدولارات، والجميع يعرف ذلك بخلاف من نومتموهم مغناطيسيًا. الرشاوى، العمولات، المصالح المكتسبة من وراء الأراضي والعقارات… لم تشبعوا حتى ألقي القبض علي بعضكم متلبسين وهم يحملون الأموال المنهوبة.ولعل باقيكم يتعظ ويكف عن السرقة والنهب
أيها المرتشون الفاسدون
——————————
كفوا عن سرقة لقمة عيشنا, وخذوا استراحة ، خاصة في هذا الوقت العصيب والذي يمر به الوطن الغالي من الم وجراح ، افعلوا حسنة واحدة ولو مرة في حياتكم (فحسنة قليلة تدفع بلاوي كثيرة.) فأزمة البلاد الان لا تحتمل نشاطكم الزائد، ولم نعد نحتمل النهب الداخلي والضغط الخارجي معاً. استريحوا قليلا , خذوا غفوة أو راحة قصيرة ، فلن نطالبكم بالرحيل أبدا، فأنتم الشر الذي لا بد منه ولا يمكننا العيش بدونكم لاننا قلوبنا تلوثت معكم ، لقد استشرى الفساد وتوطن فى البلاد بفضل نشاطكم وسعيكم وراء كل شر، لدرجة جعلت المواطن يتكيف ويتعايش معه وكأنه أصبح جزءاً من ذلك الوطن ، فلا يمر يوم الا ونري ونسمع عن قضية من قضايا الفساد ( من سرقة ونهب وشفط ورشوة وعش ).
أيها اللصوص
——————
ربما كان من الممكن أن تكونوا لصوصًا شرفاءَ لو اعترفتم بجريمتكم وتبتم إلى الله. لكنكم فوتّم حتى هذه الفرصة. وقمتم بالاستمرار في السرقة والنهب دون وعي ولا تفكير ولا رحمة ، ولم يبق كائن في مصر إلا ووصله أذاكم. حتى الحجر والشجر لم يسلم من قذارتكم
أصبحنا نأكل فسادكم كل يوم ونشربه ، ونتعامل معه وكأنه هو لغتنا الرسمية والقانونية في التعامل .وكل قضية من قضاياكم العفنة كفيلة بإحالة صاحبها لفضيلة المفتي .. فصاحب قضية الفساد لا يرتكب جريمة فى حق نفسه فقط، بل الجريمة تكون فى حق ذلك الوطن وأبنائه.. ( قمح فاسد .. لحوم حمير …مياة ملوثة ..رشوة .. مساكن أيلة للسقوط .. سرقة أعضاء بشرية ..تزوير ونصب …سرقة المال العام .. احتكار وطمع وسوق سوداء .الخ .لدرجة أن المواطن الشريف أصبح مجبر على أن يكون فاسداً سواء بدفع رشوة لانهاء مصلحته ، أو لطمعه هو الأخر في الحياة الكريمة .
فالفساد أصبح من أهم عوامل انهيار الشعوب.. وأعتقد أن الجميع يعرف قصة المسؤول الروسى الذى جندته المخابرات الأمريكية، وحامت حوله الشبهات، ولكن بلا أى دليل على إدانته.. ظل هكذا لسنوات عديدة إلى أن تم اكتشاف السر، واعترف أن المخابرات الأمريكية لم تطلب منه أى معلومات عسكرية أو اقتصادية عن بلده!! بل طلبت منه أمراً واحداً فى منتهى السهولة، وهو أن يختار للمناصب القيادية فى الدولة الفاسدين أمثاله وعديمى الكفاءة والخبرات!!
والآن زال الاتحاد السوفيتى من الوجود وتفكك، بعد أن كان من القوى العظمى.. هل علمتم الآن سبب انهيار الشعوب إنه سوء الاختيار، وسوء الإدارة، ووضع عديمى الكفاءة، ومنعدمى الضمير فى مناصب ليسوا أهلاً لها.
كلنا نلعن الفساد ونلعنكم ونصب جام غضبنا عليكم ؛لأننا وصلنا بفضل فسادكم أن أصبحت الرشوة وصور الفساد ضمن سياق حياتنا الطبيعة،
أيها الظالمون المرتشون :أسألكم بجدية:
—————————————
نعم والله : أسألكم بجدية : هل أنتم بشر؟ هل أنتم ما زلتم تحملون وصف الإنسان؟ . ألم تشعروا بالألم؟ ما الذي جعلكم تسقطون في هذا المستنقع؟ ….إن كلّ صفحة من صفحات التاريخ ستذكركم بالعار بسبب ظلمكم مع من يدافعون عن ممارساتكم الجائرة. وندعو الله أن يحمي البلاد والعباد منكم ومن وسائل إعلامكم، إعلام اللصوص والمرتشين !

15781264_755194444639646_1719367525103752124_n

زر الذهاب إلى الأعلى