الأدب و الأدباء

أبي …يوما ما سأقبلك !!!!!

قصة قصيرة

أبي …يوما ما سأقبلك !!!!!

كانت بنت صغيرة في عمر الزهور….. متعلقة بوالدها كثيرا و كانت تحبه وتخافه في نفس الوقت… هو لم يكن ظالما ولكنه كذلك لم يكن حنونا أو ربما يتظاهر بذلك حتى أنه لا يقبلها إلا في الأعياد والمناسبات القليلة تكون قبلة جافة جدا بلا طعم ولا إحساس وكأنها أداء واجب لا غير وكانت قبلاتها لوالدها كلها خوف وبصعوبة كبيرة شفتيها الصغيرتين تلامس خده وتبتعد بسرعة وهي ترتعش من الخوف وكأنها تحاول تقبيل وحش ضاري … هي لا تتذكر أنه حضنها يوما من الأيام .…. ولكنه في المقابل كان يغدق عليها الهدايا والملابس والألعاب والفواكه والغلال وتأكل من الأكل أجوده وأحسنه وكل ما تشتهيه ويوفر لها كل أسباب الرفاهية ….. هو لا يعلم أن كل ما تحتاجه منه هو الحب والحنان بل هو أهم ما تحتاجه منه لا تريد ملابس ولا ألعاب هي فقط تحلم بيوم يحتضنها والدها وتحتضنه تشم رائحته تقبله قبلة كبيرة تلامس شفتيها خده تعانقه بقوة تحلم بيوم يحدثها فيه والدها يسألها عن حالها عن أحلامها وآمالها …. إنه لا يعرف أنها تتجنب التواجد معه في نفس المكان وتتهرب منه دوما لأنها لا تقدر على مقاومة مشاعرها ورغبتها في تقبيله وإحتضانه فهو والدها الذي تحبه كثيرا ولكنها تخاف من ردة فعله فربما يصدها أو يؤنبها…. …. وكلما إضطرته ظروف العمل للسفر كانت تفرح وتحزن في نفس الوقت ….. تفرح لأنها سترتاح من الظغط النفسي الذي تعيشه في وجوده …. وتحزن لأنها تحبه رغم كل شيئ وما يزال عندها أمل كبير في تغيير معاملته لها وكسر الجمود القائم بينهما يوما ما ….فهي كثيرا ماكانت تشعر أنه أيضا يرغب في ضمها إلى صدره ولكنه يقاوم حتى لا يخرج عن منطق العادات والقوانين التي تربى عليها وهي أن الأب لابد وأن يكون حازما وجافا في معاملته لأولاده حتى لا يعتبرونه ضعيف الشخصية ويتجاوزون حدودهم معه …….. ورغم كل شيئ مازال الأمل يراودها ويوما ماستكون لديها القوة والجرأة لتندس في حضنه وتمسك وجهه بيديها وتقبله من خديه قبلة طويييييييلة جدااااااا

بقلمي نجيبة الجربية

 
زر الذهاب إلى الأعلى