الأدب و الأدباء

طأ طأ ودنك ..تأخر قطار العدل يخلق الارض الخصبة للأرهاب

بقلم / سعيد الشربينى
……………………..
ان العدل اساسه الايمان و هذا ما أكده القرآن والسنة النبوية وقد تجلى بأحلى صوره في إخلاقية وسيرة الأئمة عليهم السلام ، ولعل من اجمل ما ورد في تبيان هذا المعنى ما ورد في عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر حين قال : ( ولا يكون المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء ، فإن في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة ، وألزم كلاً منهم ما ألزم نفسه ).
ان حب العدل يولد مع الإنسان بالفطرة ، وهو أحد الأركان الرئيسية للتقوى التي وردت في القرآن في قوله تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) ، إلا أنها لدى النفس البشرية غير المعصومة ، تتأثر بالمغريات التي تحيق بذلك الإنسان خلال رحلته في الحياة ، والمعصوم وحده يمتلك حصانة من تلك المغريات أما بقية الناس فليس في مقدور أحدهم أن يجسد العدل في علاقاته مع الله أو مع الآخرين إلا مارحم ربي ، وهنا علينا أن نتوقف في هذه المحطة الخطيرة في علاقة النفس البشرية بالعدل ، فهذه النفس في طبيعتها غير ميالة للعدل لأنه يحرمها الكثير من المكاسب الذاتية والنزعات النفسية ، ناهيك من أن هناك قوة أخرى تدفعها بعيدا عن العدل وهو ( الشيطان ) ، كما أن غياب ثقافة الشيطان في حياتنا اليومية الفردية والاجتماعية تزيد من خطورته ، فنحن نمارس حياتنا على أساس عدم وجود قوة فاعلة تتربص بنا ليلاً ونهارا لإيقاعنا في الظلم ، قوة تلازمنا أسمها الشيطان ، وقد حذر القرآن من ذلك بقوله : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً – فاطر 6) أي اجعلوه حاضرا في اهتمامكم لتحصنوا بذلك أنفسكم ، فغيابه يعني غياب الخطط التي تحبط محاولاته ضدكم ، فيكون حال الأمة كحال من (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون – الروم 7 ) . وقد أهتم الشيطان بالجماعات ، من أجل خلق سياق منحرف لدى الأمم ، وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ لفرق حاولت أن توجد مفاهيم تفرق الأمة أو تربك تماسكها كالخوارج والتيار الأموي والعباسي وحديثا التيار الوهابي ، ومن الأمثلة الحاضرة نظرة الإخوان المسلمين لحل النزاع والذي يوجب الصمت والسكوت عن الظلم بذريعة تجنب الفرقة ، وكذلك الأفكار التي تطغى عليها المصالح الحزبية والشخصية لدى التيارات السياسية الإسلامية ومنها الشيعية
وهذا ما يؤكد لنا ان القضية التى يعانى منها العالم الان والمتمثلة فى الارهاب بكافة اشكاله السياسية والاقتصادية والتفجيرية والتخريبية لاتنحصر فى جماعات أو افراد بعينها بل هو فكر تخريبى مدمر لاوطن له ولا دين لايفرق بين صغير وكبير مسلم أو مسيحى فكل هؤلاء ينطلقون من استراتيجية واحدة هى تدمير الاوطان والشعوب سعيآ وراء الكسب السريع الذى يتحصلون عليه من الكيان الصهيو امريكى صانع الارهاب فى الارض .والمتستر خلف هذه الجماعات .
يمكن لنا سرعة القضاء عليه اذا ما اسرع قطار العدل سيرآ على قضبانه للقصاص من الظالم وتبرئة المظلوم فكلما تلكأ وتعطل العدل زادت رقعة الارهاب فى الارض .
فالأبرياء قنابل موقوته . والظالمون شياطين مطلوقة . والعدل سيفآ قاطع لكلاهما فحينما يترك الانسان خلف جدران السجون وهو برئ حتى لايملك الدفاع عن نفسه أو يكون فريسة لأهمال سجانه فماذا تنتظر منه عندما يعود للحياة من جديد اذا قدر له ذلك ؟
واذا غاب العدل عن القصاص من الظالمين فماذا تنتظر اذآ غير ان يتفشى الظلم بين البشر وتستباح دماء الابرياء وتزداد معها جروح واحزان الامهات والاباء . فالقضية ليست منحصرة فى اعدام شخص او مجموعة من الافراد بل يجب محاربة الفكر بالفكر والحجة بالحجة والعدل بالعدل والا سنظل نسبح فى بحر من الدماء ولاننال منه الا كلمة واحدة نقولها دومآ ( لن تثنينا اعمالكم الارهابية عن وعن وعن ..) دون ان نقضى عليه ..ولن نقضى عليه الا بالعدل ..فالعدل اساس الملك .
( حمى الله مصر وشعبها وزعيمها من كل سوء )
تحريرآ فى / 16 / 12 / 2016

 
زر الذهاب إلى الأعلى