مقالات واراء

اللهم أرحم مصر من الارهاب

حسن بخيت يكتب

في عملية ارهابية جديدة تمكن فيها الجبناء من اختراق الأمن ، بل وضرب كمائنه ورجاله، حادث تفجير شارع الهرم الإرهابي الذي وقع صباح أمس الجمعة، واستهدف تمركزين أمنيين بعبوة شديدة الانفجار وأسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة وإصابة 3 آخريين.

كانت مصر قد استيقظت صباح أمس الجمعة علي صوت انفجار مروع أمام مسجد السلام بالهرم أودى بحياة ضابطين و3 مجندين وأمين شرطة ( نسأل الله أن يتغمدهم برحمته ويدخلهم فسيح جناته ، فهم أحياء عند ربهم يرزقون ) ، فيما أصيب باقى الدورية الشرطية التى كانت تتمركز أمام المسجد، حيث تم نقل المتوفين بمستشفى الهرم والمصابين بمستشفى الجيزة الدولى.

السؤال هنا
————

من المسؤول عن تساقط هذه الأعداد من القتلى والجرحى كل يوم ؟

لااحد يعرف ما الذي يحدث ؟ ولماذا ؟ أو متى يتوقف ؟

الي هذا الحد وصلنا الي عصور ما قبل الجاهلية الأولي . واصبحت دماء الأبرياء تجرى كل صباح .وكأنها الارخص في عالم الأرض . والمصيبة أن تلك الدماء تسفك بأيدي أبناء الوطن الواحد .

هل هانت علينا النفس الانسانية بهذه الطريقة ، والتى حرم الله قتلها في جميع الأديان السماوية الا بالحق ، ولم ياتي وعيدا في دين الله أشد ولا أصعب من قاتل نفسه أو قاتل غيره سوى الشرك بالله ، لأن جميع الأديان السماوية كلها جعلت الحفاظ علي النفس من أساسيات وأصول الدين , حتي الأديان الوضعية والتي لا أصل لها وتعد باطلا . فانها تقدس النفس البشرية وتحرم قتلها .

ان القتل والعنف والارهاب خروج عن الدين ، وتعدى على القانون واعتداء على القيم والعادات ، وانتهاك لحرمات المجتمع ، ويعتمد علي النفوس الخبيثة الشيطانية والتي تقوم بتلك الجرائم البشعة بدون وعي ولا عقل .فهو نتاج توحش حيوانات الغاب المفترسة والمتعطشة دائما للدماء وأكل اللحوم .
بل والله : ربما كانت الحيوانات أرحم من شياطين الأنس ، فمن الحيوانات من لا يعتدي الا من علي من أحست منه الخطر , أو عند ألم الجوع . لكن هؤلاء المجرمون تجاوزوا هذه الوحشية والهمجية ليقتلوا من أجل القتل والدماء
ومثل هذه الأعمال الإرهابية المروعة التى يقوم بها المتهورون الجبناء هى انتهاك كامل للشريعة الإسلامية والأعراف الإنسانية والقوانين البشرية ، وإذا لم نفهم العوامل والدوافع التى تلقى بالشباب فى طريق التطرف والإرهاب، ونحاول إيجاد الحلول الجذرية لعلاج هذه الظواهر فلن نستطيع أن نقضى على هذه الآفة الخطيرة التى تهدد المجتمع بأكمله.

فالتطرف الديني والتعصب القومي المصحوب بالتفكير الإجرامي هما المسؤلان عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء بغض النظر عن دينهم،أو هويتهم ومن المؤكد أيضاً أن هزيمة التفكير الإرهابي وترسيخ مفهوم التسامح الديني هو مسؤولية كل الحكومات والشعوب لأن الإرهاب له هوية واحدة فقط لا غير وهي استخدام القتل والارهاب والعنف لاثارة الفتن والفوضي كوسيلة لإرهاب الشعوب والحكومات لتغيير سياساتها ومفاهيمها .
فالرأي يجب أن يواجه بالمنطق والحجة ولا يجوز مطلقاً قتل صاحب الرأي الآخر بطرق انتهازية جبانة تتعارض حتى مع قواعد الحرب الشريفة أو قواعد الفروسية .

لم يبق لنا سوى ان نتوجه الي الله صباح كل يوم نطلب منه “سبحانه وتعالي ” الرحمة من الارهاب ، ونردد ؛ اللهم يا ربنا ” ارحمنا من الارهاب “، لعل قلوب الإرهابيين تلين قليلا ، فقد امضينا سنوات كثيرة ونحن نبتهل بالدعاء ” اللهم يا ربنا ارحمنا من الارهاب ” ، لكن نداءنا ودعائنا يعود فيسقط على الأرض، وكأنه لايجد طريقا الى السماء ،لا أدري : لضعف ايماننا ، أو لعدم اخلاصنا في الدعاء والنداء

زر الذهاب إلى الأعلى