مقالات واراء

مجلس النواب وسن القوانين

بقلم / كواعب أحمد البراهمي
كلنا يعلم أن إختصاصات مجلس النواب كثيرة جدا وكلنا عندما يختار عضوا فإنه يختاره لسبب ما بداخل المواطن . والبعض يختار أشخاص لأنه لابد أن يكون له صوت ويجب أن يختار ولو كان حتي غير مقتنع سيختار.والبعض يري أن الكل سواء وأن أي شخص سيختاره لن يغير من الأمر شيئا ويملأه اليأس حتي من مجرد التعديل .
والبعض يختار لـتعصب قبلي والبعض يختار لمعرفه شخصية والبعض يختار لأنه أخذ مائه جنيه مقابلا للصوت أو مقابل عيني مواد غذائية , وبعض أصحاب المال يختارون مقابل خدمات مستقبلية , والحصول علي موافقات وتأشيرات لعمل مشاريع خاصة بهم وتنمية أموالهم الخاصة . والبعض يختار مقابل خدمات فردية كنقل موظف من بلد لبلد , أو تعيين ابن في مصلحة معينة .
المهم نادرا من يختار لصالح الوطن ولصالح البلد والدائرة كلها ونادرا أيضا أن يعمل نواب الشعب لصاالح الدوائر التي تم إختيارهم فيها .
ولكن لا يتوقف عمل عضو مجلس النواب علي هذه الخدمات والاعمال فهناك دور أقوي , فكل تلك الخدمات سواء كانت بمقابل او بغير مقابل فهي تعتبر من المهام السهلة والبسيطة حيث تتعلق بشخص معين أو أشخاص معينيين .
ويبقي ما هو الأهم وهو التشريع وتكمن أهميته في أن القانون الذي يصدر يطبق علي جموع الشعب المصري وليس علي أهل دائرة معينة , وكذلك القانون قد يطبق ولا يتغير لسنوات , يظل بعدها حتي لو لم يكن العضو موجودا في البرلمان أو حتي توفي .
ولكن القانون وتشريعه والموافقة عليه وإصداره تحتاج إهتمام أكبر ودراسة أكثر بعدا .
فماذا فعل أعضاء مجلس النواب بخصوص القوانين .
ماذا أصدروا وماذا ناقشوا وماذا عدلوا … كثيرا جدا من القوانين تحتاج لتغلظ العقوبات علي جرائم معينة ,كما أن تغير الأحوال والظروف تحتاج إلي إستصدار قوانين جديدة , وأنا أقترح أن يتم عمل صندوق لتلقي مقترحات الشعب وطلباته في إستصدار بعض القوانين , وطبعا ستكون الدراسة والصياغة القانونية للمجلس وأعضاءه الموقرين .
أنني أقترح أولا أن تغلظ العقوبات علي الغش التجاري الخاص بالسلع الغذائية لما له من خطوره مياشرة علي صحة الناس , والصحة هي أعز ما يملك الإنسان , واقترح أن تصل إلي الإعدام في حالة التلبس ببيع لحوم حمير أو لحوم كلاب .
وأن تغلظ العقوبات علي الجرائم التي تنتج عن الإهمال الجسيم أو حتي عن الخطأ المهني الذي يحدث نتيجة للإهمال وعدم الإكتراث والتي تتسبب في وفاة مواطن أو دخولة في غيبوبة هي مثل الوفاة أو ربما اشد جسامة .
وتحدث سابقا في الإذاعة وكتبت عن المطالبة بإستصدار قانون يلزم الزوج الذي يطلق زوجته أو يتزوج عليها ويدفعها للطلاق وهي في سن لا تستطيع معه العمل أو لا تتمكن من العمل بالإنفاق عليها من ماله الخاص حتي وفاتها أو زواجها بغيره .
وذلك بعيد جدا عن قانون الأحوال الشخصية والذي ينص شرعا علي أن يدفع لها نفقة عدة ونفقة متعة لا تكفيها للإنفاق لمده عامين , وذلك لأن كثيرا جدا من النساء بعد أن تكبر وتفقد والديها وتفقد المأؤي يتم الطلاق وهي لا تجد من ينفق عليها فإما تستمر مهانة وذلك في حالة إذا سمح لها الزوج بالبقاء في عصمته ولم يطلقها من تلقاء نفسه .أو تخرج من منزلها للعيش مع أحد ذويها وربما يكون غير قادرا علي الإنفاق عليها .
وذلك بخلاف مسئولية الدولة عن رعاياها والتي تتمثل في توفير التأمين الصحي لتلك النساء الغير قادرات علي العمل وإعطائهن معاش شهري للحياة .
نريد من مجلس النواب إستصدار قوانين لصالح المواطن البسيط , وليس فرض ضرائب تثقل كاهله وتعجزه , وأري من وجهه نظري البسيطة أنه من الخطأ فرض ضرائب علي الإنترنت وذلك لأنه بالفعل يتكلف المواطن البسيط مصاريف الإنترنت سواء عن طريق شبكات المحمول أو التليفون الأرضي , وأن الإنترنت ليس وسيلة من وسائل الرفاهية حاليا .
فكثيرا من الأسر أولادهم أو أزواجهم أو بناتهم أو أي أقارب لهم خارج البلاد , ولا يهون هذا الفراق وتلك الغربة غير الإنترنت والتواصل عبر شبكاته .
كثيرا جدا من المعلومات يحصل عليها الناس من النت .وكثيرا من الملفات المفيدة في الشغل والأعمال تسافر عابرة القرات سريعا عبر الإنترنت .
كثيرا من أوقات الفراغ للنساء لا يهونها سوي الإنترنت والتواصل مع الصديقات بدلا من الحكي مع الجيران والمشاكل مع الأهل .
كثيرا جدا من الصداقات أيا كان نوعها نشأت وكبرت ودامت عبر الإنترنت , وكثيرا من الإجتماعيات تتم علي الإنترنت كدعاوي أفراح أو تعازي أو غيرها .
الإنترنت من أفضل الوسائل علي الإطلاق في الوصول لمعلومات صحيحة سواء للمطبخ أو للصحة العامة أو للقراءة والثقافة .
فلا تزيدوا أعباء الناس وتقهروهم بفرض ضرائب علي الإنترنت , وذلك من أجل قلة قليلة جدا فاسدة تستعمل النت إستعمالا سيئا , وبالطبع منعهم من النت لن يجعلهم مؤدبين بالعكس سيخرجون إلي المقاهي وإلي الشوارع ليبثوا سؤهم في كل مكان .
كما أرجو عدم الموافقة علي منح عضو مجلس النواب بدل مظهر
لماذا يأخذ بدلا عن مظهره وهم جميعهم بالأساس من ذوي الأملاك ولديهم ملابسهم التي تصلح للذهاب لأي مكان ,. كيف يستحلون مال المواطنين الذين لا يجدون الملبس الحسن في تحسين صورتهم , فطبيعة عملهم لا تحتاج هذا البدل فهم ليسوا مذيعين أمام الشاشة ليل نهار , ولا أعتقد أنهم ينقصهم البدل المالي لحسن المظهر .
ياليت تكون طلبات أعضاء مجلس النواب موضوعية أكثر من ذلك , فقد أختارهم الشعب لخدمة الشعب نفسه , ويعتبر هذا التمثيل تشريفا لهم ,وليس عبئا عليهم , فلينظروا ماذا يقدمون للمواطن البسيط الذي يجلس طوال اليوم في الشمس من أجل أن يبيع بعض البقدونس أو الطماطم , ولو يوما أصابه المرض لن يجد من ينفق عليه , أو من يعمل عاملا باليومية ويخرج من بيته كل صباح وينتظر هل سيأتي من يطلبه للعمل أم يعود خاليا الوفاض .
أرجوكم كونوا فعلا نوابا تعبرون عن الشعب , وتعملون لأجله , ولتكن خدماتكم مقابلها حب الناس وإحترامهم , بدلا من المطالبة ببدل مظهر وبدل مسكن .
أنا مواطنة عادية وغيري مواطنين كثيرين لديهم متطلبات وأفكار يتحدثون عنها مع بعضهم البعض , فأرجو إنشاء صندوق لتلقي تلك الطلبات لأن للأسف ليس كل الناس لديهم القدرة علي مقابلة عضو المجلس الموقر الذين إختاروه بأنفسهم والذي أصبح مشغولا عنهم .

زر الذهاب إلى الأعلى