الأدب و الأدباء

(لأنكِ منى )

13606581_306649403010865_83049872935546092_n

كتب_الشاعر سيد محمود
لأنكِ منى مللتُ السفر
مللت الوقوف هُنا أنتظر
كرهت نسيم الصيفِ العليل
وما عاد يُجدي غاب أو حضر
لأنكِ منى تركت الكلام
تركت السُهاد وطول السهر
فأى حنين يُخالج نفس
ما فى قلبها غرام ظهر
لأنكِ منى نسيت الألم
وما عدت أذكرُ ماضى إندثر
وليس العيون ترى من بديلِ
يبدد ذاك السراب الوعر
لأنكِ منى أعودُ إليكِ
كسهم أصاب الحشا وإستقر
كأنكِ طفلُ يئن بقلبى
وأبحث عنه طوال العُمر
( 2 )
لأنكِ منى أعيش وحيدا
أجوب الفيافى أحاكى القمر
وأسأل عنكِ جميع المروج
وحبات مطر وورق الشجر
لأنكِ منى أُسافر وحدى
أُعاند فيكِ حكم القدر
وأرى فيكِ جميع الحيارى
وأنغام ثكلى قتلها الوتر
لأنكِ منى لا تسألينى
من أكون .. من أنا فما من خبر
فأنا الليلُ إذا ما جنى
أُحدث عنكِ نجوم السحر
لأنكِ منى ضوء النهار
برق ورعد وزخاتُ مطر
وحبا تأرجح بين الصقيعِ
يبحث عن وجه صبوحِ أغر
( حنين الديار )
هنا نشأتُ فى صغرى
هنا كانت بداياتى
هنا خرجتُ من مهدىِ
وخَطت أولى خطواتى
هنا حُلم يراودنى
هنا إحساسى بالذاتِ
هنا حسم نحيل ترعرع فى الصبا
هنا كانت حكاياتى
هنا الأقدار رسمتنى بلا خوفِ
وعشتُ معها ضَرباً من خيالاتى
هنا نطق اللسانُ حين العقل أيدّه
هنا نما الإحساسُ فى رواياتى
هنا رضعتُ الحبَ من ثدى بلا خوفِ
هنا ساد الأمانُ تحت راياتى
فى هذه الجنبات كان الدفء يغمرنى
وذرفت دموعى فى مناجاتى
( 2 )
أبُ حنون بين يديه هدهدنى
وشيّد بجدِ كلُ الأساساتى
وأُم فى ربوع البيت تعدو
تداعب الأطهار فى دلالاتى
فيا بيتُ أراه لى وطنا
لمَ الشمائلَ فى سجاياتى
واريتَ من كان لى سندا
وأرويتنى حزنا من فيض كأساتى
تركت قلبى جريح بلا خلِ
وصدّت النفس عن خليلاتى

زر الذهاب إلى الأعلى